مجزرة عامة من غير سكين تقيمها معظم المدارس الخاصة لمعلميها عند نهاية العام اتقاءا لشر دفع الرواتب لهم أثناء الإجازة وهذا تكتيك يفتقد الي الذوق واحترام المعلم الذي أرادوا له أن يكون متسولا !!..

نعرف أن التعليم في بلادنا الحبيبة إصابته طعنة نجلاء منذ قيام الإنقاذ التي عبثت فيه كما يحلو لها وصيرته أحد أدواتها الدعائية لايدلوجيتها المستوردة وكان لابد أن تضع جميع المؤسسات التعليمية تحت سيطرتها الكاملة تحت إشراف أشد عناصرهم تطرفا وجهلا ورأينا في مؤسسات التعليم العالي مدراء للجامعات والمعاهد العليا اداروها ليس كما يجب بل كما يحب التنظيم القابض علي مفاصل الدولة وبمرور الأعوام في ظل هذه الأوضاع الغريبة تدحرجت مستويات جامعاتنا الي درك سحيق ولم يعد لها ذكر مع التميز والبحث فيها قد خبأ نوره وتحولت الي معسكرات لتفويج الطلاب ليكونوا وقودا لحروب عبثية لاتكاد تنقضي وفقدت البلاد خيرة أبنائها ورحل معظم الأساتذة إلي الخارج ومنهم من لحقه سيف البتر من الخدمة من أجل الصالح العام كما يزعمون .
ورويدا رويدا وبصورة ممنهجة تم إهمال التعليم الحكومي في كافة مراحله ومع ذلك ذهبت مجانية التعليم مع الريح وتحولت وزارة التربية من وزارة خدمية الي وزارة تتحصل الرسوم والاتاوات من الشعب المسكين الغلبان حتي صار الطباشير من مسؤولية أولياء الأمور يجلبونه للمدرسة عن يد ولا أحد يجرؤ علي قولة لا !!..
كانت نتيجة تدهور الأوضاع في مدارس الحكومة أن رحل الطلاب زرافات ووحدانا الي التعليم الخاص الذي كان في بداياته مقنعا ورسومة معتدلة والنظام فيه غاية في الروعة والابداع مع توفر المعلم المدرب المهني التربوي وكانت المدرسة لا تبخل عليه بالمرتب المجزي وكان يتفاني في الخدمة حتي تفوقت المدارس الخاصة وصار بينها وما عداها من مدارس الحكومة بونا شاسعا !!..
كانت التصاديق تمنح لقيام المدارس الخاصة بضوابط صارمة وشروط ليس فيها أي نوع من المجاملة وبنزاهة تامة !!..
وجاء زمان وهذا كله في زمن الإنقاذ صارت التصاديق تمنح لكل من هب ودب وهذا بدوره يستثمر في هذا التصديق ويبيعه في السوق باعلي الأثمان وأصبحت المدارس الخاصة مملوكة لتجار وأصحاب حرف أخري لاعلاقة لها بالتربية والتعليم وربما يصبح مالك المدرسة هو المدير ويعين من المعلمين كما يحلو له من ذوي قرابته أو من الاصدقاء ويتخذ مقرا للمدرسة مبني ليس علي حسب المواصفات ولا تراعي فيه المساحات وكثيرا ما نشاهد مدارس يقضي طلبتها معظم وقتهم في الشارع يختلطون بالعامة ويتقاسمون معهم التدخين وتعاطي النشوق ( التمباك ) إن لم نقل الألفاظ التي يعف اللسان عن ذكرها !!..
ولعلكم تلاحظون أن كوادر الإنقاذ القيادية تملكوا كثير من المدارس والجامعات الخاصة ومنهم من انتزع ميادين عامة ليقيم عليها مدرسته أو جامعته ورأينا حتي جهاز الأمن لهم شركاتهم الخاصة ومنها مدارس وجامعات ومعاهد خاصة وكمان صالات للافراح المهم هم يبحثون عن كل ما يجلب لهم المال ولا يهم شقاء المواطن لأن راحة المواطن ليست عندهم من الأولويات !!..
نجمل ونقول أننا اليوم قد ضاع منا وطننا الحبيب بسبب التكالب علي السلطة واصلا وطننا ضاع من زمان منذ ايام الإنقاذ عندما تمت بهدلة التعليم وجعله محرم علي المساكين ومتاح للناس الفوق الذين يذهب فلذات أكبادهم الي المدارس الخاصة ٥ نجوم ولهم الفرصة الوافرة في البعثات الخارجية ومهما كلفت فإن الخزينة العامة تتكفل بدراسة أبناء المصارين البيض في أعالي البحار مع الراحة والاستجمام في حين أن المساكين تتحملهم المدارس الحكومية التي ليس بها سور أو مرحاض أما الطباشير فهو مفروض علي ولي الأمر إحضاره والمدرس هنا مرتبه ضعيف لا يغنيه من جوع فيترك المدرسة في وضح النهار يتلمس طريقه الي اقرب مدرسة خاصة يتكرمون عليه بحصة أو حصتين تعدل مزاجه المعتكر وجيبه المنهار !!..
هذه الحرب اللعينة العبثية كلما مضي عليها وقت طويل وممل تبدو وكأنها قد بدأت للتو وكل هذا العذاب الذي نحن فيه من ضمن أسبابه انهيار التعليم ووصول الجهلة الي سدة الحكم حيث صار التعليم يدار بواسطة الجهلاء عديمي الاخلاق والوطنية !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء