30 يونيو تحالف «العسكروز» وال «شيوكوز»..!!

 


 

 

السودان بلد العجائب والغرائب، ولذلك لا يعجبن أحد لما يتحالف الكوز والشيوعي لاسقاط حكومة الانتقال. ولا حين يرى حزب كان كبيراّ مثل حزب الامة وهو يتماهى مع العسكر. ولا يجب أن تعقد الدهشة لسان من يرى دويلات صغيرة وهي تتعملق على السودان، وتتسابق في الاستحواذ على موارد أساسية من رجل افريقيا المريض. تستحوذ على أرضه، ومياهه وذهبه، وحتى رجاله.. انه زمن التراجيدية السودانية الأليمة...!!*

*في السودان نهر النيل وروافده النيل الابيض، والنيل الازرق، ونهر عطبرة، ومعها عشرات الأنهار مثل الدندر والرعد والسوباط والقاش..الخ. ومع ذلك سترى العطشى على ضفاف هذه الانهار وهم يجأرون بالشكوى من العطش.*

*والسودان يمتلك ملايين الافدنة من الأراضي البكر العذراء التي لم يمسسها يد بشر. ومع ذلك يهلك العديد من مواطنيه ويئن تحت وطأة الجوع. لا يفتقد السودان الموارد ولا الذهب، ولا الموارد البشرية المؤهلة.. ومع ذلك يمكن اعتباره دولة فاشلة ينخر في جسده الفساد ويدحرجه سوء الإدارة إلى قاع الفقر*

*تكمن مشكلة هذا الوطن في سوء الاختيار، لأنك تجد العسكري في قمة الخدمة المدنية، يتولى فيها أرفع المناصب. وها هو قائد الدعم السريع يعقد التحالفات الإستراتيجية الخارجية على الصعيد الاقتصادي ويرسم الخطط بعيدة المدى. وقبل ذلك كان الجيش قد أصبح في قبضة المدنيين ليترك حدود الوطن نهبا لاحتلال دول الجوار وينشط في مجالات التجارة ويؤسس الشركات ويعقد الشراكات الاستراتيجية مع الاخرين في الخارج..!!*

*ومن غرائب السودان ان الدول التي تحتل أراضيها تكون هي صاحية الامتياز والتشريف وتعطى الأولوية في الاستثمار وحتى في المناورات العسكرية. ومن أغرب غرائب السودان ان جل القوى العاملة تنشط في الوساطة وتتسابق في رفع الأسعار على نفسها ثم.تشتكي من غلاء الاسعار.. حتى استحال وطن بقامة السودان إلى وطن تدوس اقدام السماسرة فيه حتى حليب الأطفال. في غمضة عين يحصد السمسار مليارات الجنيهات، بينما يقبع المنتج الحقيقي خلف اسوار الفقر. يتاجر اصحاب الحافلات في الوقود عوض نقل المواطنين. ولما ترفع الحكومة الدعم عن الوقود، تعود محطات النقل التي كانت خاوية لتكتظ مرة أخرى بالحافلات التي اصبحت تتوسل الناس. ومن اعجب العجائب ان يكون دخل اصحاب المهن الهامشية اعلى من المهن الرفيعة.. منتهى التشوه الاقتصادي*

*كل هؤلاء الذين يدمرون وطنهم ينتظرون ان تتنزل عليهم مائدة من السماء تطعمهم بلا عناء.. وانهار من مشتقات الطاقة تنهال عليهم وكهرباء لا تنقطع. وخدمات خمسة نجوم*

*السودان بلد العجائب يعرف فيه المواطن كيف يستهلك، ولا يهتم بالإنتاج، ويعرف التاجر كيف يتهرب من الضرائب والرسوم الجمركية ولا يبالي بالمساهمة في ايرادات الدولة. الكل ينظر إلى الذات ولا أحد يهتم بما هو عام. وفي ظل هذه الفوضى اصبحت البلاد مكبا للنفايات الدولية والسلع الرديئة التي تجعل الأوضاع أسوأ، حيث لا تعمر سلعة مفترض أنها معمرة أكثر من يوم واحد...*

*في ظل هكذا سوء مصنوع ومتوارث من نظام ثار عليه السودانيون تأتي الدعوات إلى الخروج إلى الشوارع يوم 30 يونيو لاسقاط حكومة انتقالية تئن تحت وطأة حصاد 30 عاما من التدمير الممنهج. لم يضع احد مبضعه فوق جرح الجروح وأم المشكلات الموروثة عن الانقاذ. الإنسان السوداني الذي تم تدميره تدميرا بلا رحمه. وكما تعلمنا في محاضرات التنمية الاقتصادية، فإن التنمية هي للانسان وتتحقق بالإنسان. وفي ظل تدمير الخدمة المدنية الذي أصبح الفساد ديدنه، والخدمة النظامية على النحو الذي راينا فيه تمرد الشرطة على قائدهم، لن يصلح حال البلاد مالم يتم إصلاح الانسان ليعود كمان كان حرا نزيها..*

*المعركة في سودان اليوم هي بين نظام بائد ما زال بعض بنواجزه على مكتسبات جائرة تحققت له بلا ضمير، وبين من يريد ان يستعيد الوطن من براثن التمكين. سنرى ما يحدث يوم الاربعاء، وسنرى إلى مدى يتآلف الثلج والنار في مشهد فريد لرسم خارطة جديدة للسودان. مشهد يفضح مزاعم اليمين الاسلاموي واليسار الشيوكوزي وانتهازيته.. وان غدا لناظره قريب في بلد التناقضات العجيبة*

 

آراء