تلك عبارة يعرفها كل رجالات الاستخبارات . أيقونة معرفية يتعيّن أن يقود فيها رجال الأمن كل أعمالهم الصغيرة والكبيرة الخطيرة . وهنالك أيقونات أخرى ، ربما لا يصلح الكثير منها في الحديث عن طقس المخابرات ، فهو عالم يمتلئ بالكثير من المُحرمات . تنفتح الكثير من الفخاخ المعلوماتية المغلوطة ، لتشوّش على الكم الهائل من المعارف المتوفرة والحقائق. ليس من السهل الحديث عن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لمنْ هو خارج المنظومة .
* نعرف الكثير من المُحرمات أخلاقياً وإنسانياً ، ولكنها من صُلب العمل الأمني الاستخباراتي . ليس لأن الجهاز خارج المنظومة الرقابية والقانونية ، بل للطبيعة الخاصة التي يعمل في بحرها من يُبحرون في الفضاء الكبير ، تُساعدهم الشراكة الاستخباراتية من جميع دول العالم . فالشراكة عمل ذو أهمية قصوى ، يتمكن أصحاب المصالح الأمنية من إقامة الجسور عبر فضاءات ليس من السهل إقامة جسور للعبور إليها ، ولكنها حتمية تُفيد كل الأطراف .
* لا يمكنك التلصص على الكثير ، فالشفرات هي عالم الإستخبار العنكبوتي ، والذبذبات هي الموجات التي لا يعرفها العامة ، والحِزم والألياف الضوئية ، عسكرية أو أمنية هي فضاءات مكنوزة بالمعلومات ، التي لا يعرف فك شفرتها إلا المُختصون .
* جاءت الشبكة العنكبوتية ، لتُطلعنا عن بعض الغيم الذي يكتنف المعارف . فالإنترنيت هي شبكة تمّ تطويرها كشبكة استخباراتية محليّة ، ومن ثمة عبرت لكل الأرض . صارت الشركات والبنوك والأسرار تأخذ طريقها وغطت مساحات الفراغ المعلوماتي . والقرصنة هي الوسيلة لفك طلاسم تلك السلاسة ، بل تخريبها ، والسرقة بالاقتحام . ووسائل مضادة للقرصنة تقوم بها شركات مختصة ، وهو سباق بين لصوص الإنترنيت وبين برامج أمن المعلومات وحصانتها في قلب السريّة .
لا ينعم أحد بالسلامة ، إلا بوجود شبكات أمنية ، تظل ساهرة ، عندما يغفوا الناس . يظل دبيب الأجهزة يتحرك ، وليس هنالك من سكون .
* لإخراج المعلومات وسائل ، لطيفة وسلسة وناعمة . وهنالك وسائل مُخيفة ، لا علاقة للإنسانية بها . لهب ونيران لمنْ يزرعون الخوف في نفوس منْ يتكتمون . توجد وسائل بعينها قادرة على كسر الإرادات ، بل تحطيمها ، وإخراج البشر من طبائعهم العادية إلى الجنون. وجميعها خارج قوانين حقوق الإنسان ، بل خارج النواميس التي عرفناها من قيّم وأخلاق ومُثل . يشيب عندها الولدان ، من هول الذي حدث و يحدث ، ويمنع ظهوره للعلن ، لأنه خارج كل القوانين والأعراف . وإن حاول أحد أن يفشي أسرارها ، فسوف يذهب إلى مكانه وراء الشمس ، لدُنيا غير التي يعلمها الناس . لذا كان الجهاز الأمني والاستخباراتي أكبر من سعة المشاعر العادية ، ويذهب من فوق الذي نعرف . فأهله لا يستخدمون ما نعرف من وسائل . إلى كم هائل ، تطورت الصناعة الأمنية وتوفرت المُختبرات لصناعة كل الوسائل فوق الشيطانية للمعرفة ولكشف الوسائل والأسرار ، ولكسر الإرادات ، فوق ما يتصوره العاقل .
*
يقولون هنالك مهنة ، لها علومها وطرائقها . ولها أساليب لا يعرفها إلا المُختص . ولكن في البيت الأمني والاستخباراتي ، عوالم لا ولن يتعرف عليها الناس العاديون . لديهم مُنتجات لا يتصورها العقل تؤذي البشر، يستخدمها أولئك دون أدنى إحساس بتأنيب الضمير . كم تجرأ الأمنْ والاستخبارت في كل مكان ، لتغطية الجرائم التي لا تطالها القوانين !.
*
أنموذج من غطرسة الاستخبارات : خاضت الولايات المتحدة الأمريكية معركة بدون تفويض من مجلس الأمن ضد العراق لامتلاكه أسلحة كيمائية للدمار الشامل عام 2003. وعندما كشف احتلال العراق أنه لا توجد أسلحة كيمائية ، تحولت الحرب إلى هدف آخر : من أجل الديمقراطية في العراق . وقفت أمريكا ضد فرنسا لأنها رفضت خوض الحرب دون تفويض من مجلس الأمن . وصرح سكرتير الدولة " كولن باول " لا حقاً عن أن (السي آي أيه) قد خدعته !. منْ ياترى يتحمل جريمة الحرب والقتل والتدمير؟ لا أحد قُدم للمحاكمة !