وزير الخارجيه نحروه أم إنتحر ؟

 


 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

آل غندور البعبع المخيف لرؤوساء السودان ! 

البشير حنث وعده وإستمر فى كذبه الكذوب فصار أخطر
من مسيلمه الكذاب !
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم )
( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى )
(رب زدنى علما )
للأسف التأريخ يكرر نفسه لعنة الغنادره تطارد رؤوساء السودان كظلهم أصل الحكاية بدأت فى نظام نميرى الإنقلابى كان العقيد جعفر محمد نميرى قائد ثانى فى معسكر جبيت بشرق السودان وكان القائد هو اللواء مزمل سليمان غندور أول دفعته فى التخرج من الكليه الحربيه وأذكى الضباط العسكريين على الإطلاق حاورته فى منزله العامر ببحرى ولفت نظرى دهائه وذكائه ألمعى حاضر البديهة
جاء العقيد نميرى بترتيب خاص من جبيت إلى الخرطوم ونفذ إنقلابه الشهير الذى صار رئيسا له وقام بتعيين اللواء مزمل سليمان غندور وزيرا للداخليه وأسرع أصدقاء الرئيس نميرى إليه يحذروه من هذا التعيين قالوا له :
أنت جنيت تعين اللواء غندور وزيرا للداخليه وهو من أذكى الضباط فى السودان أكيد هذا حيزيحك بإنقلاب عسكرى حتى لو بقوات المطافئ قادر على تنفيذ إنقلابه خاف النميرى على حكمه وأسرع بإقالة غندور وتم تعيينه سفيرا فى ألمانيا
ما أشبه الليله بالبارحه البروفيسيور إبراهيم أحمد غندور طبيب أسنان يتمتع بالذكاء والحكمة والحنكة صار عميدا لكلية طب الأسنان بجامعة الخرطوم ثم مديرا لجامعة الخرطوم ثم أمينا للعلاقات الخارجيه بإتحاد العمال ثم رئيسا لإتحاد العمال ثم مساعدا لرئيس الجمهورية ثم وزيرا للخارجية هذا غندور الثانى البعبع المخيف للرئيس البشير لا توجد مقارنه بين مؤهلاته ومؤهلات البشير خريج الكليه الحربيه والفرق بين البشير والرئيس جعفر نميرى كبير نميرى كان يتمتع بكريزما شعبيه خطيره وكان رياضيا وكان مرشحا لأن يكون لاعبا خطيرا فى نادى المريخ أما البشير لآ يعرفه أحد سوى الخبير الصغير الذى نشره قريبه الصحفى كمال حسن بخيت أيام الديمقراطيه فى صحيفة االهدف صحيفة حزب البعث وقال فيه أن الجبهة الإسلاميه ستنفذ إنقلابا بقيادة العقيد عمر البشير وهكذا جاء البشير وليته لم يات على العموم جاء من ميوم فى جنوب السودان ليكون رئيسا لإنقلاب الجبهة الأسلاميه القوميه !
وحتى لا نذهب بعيدا عن موضوعنا كنت فى لندن وحضرت ندوه تحدث فيها دكتور صلاح بندر وقال فيها : ان البروف غندور قريبه جاء إليه وهو مركب مكنة رئاسة الجمهوريه وطلب مساعدته عند سماع الخبر يومها حسيت أن لدى غندور طموح رئاسى وهذا من حقه خاصة خطابه الأخير فى البرلمان خطاب رجل الدوله مهما كانت الهنات أو الزلات والسقطات خطابه خطاب رجل دوله بإمتياز أمتاز بالشفافيه والمصداقيه فى نظام درج على الكذب والنفاق والتملق والتسلق ودق الطبول وحرق البخور لم يكتف بياور المباخر حسين خوجلى بل أتى بباشبوزق النحاس والخيول مصطفى البطل لتجميل وجه النظام .
لا مقارنه بين البروف غندور كرجل دولة والبشير صاحب خطابات الشماسه والحماسه التى يتم فيها صرف البركاوى والتقاوى .
البشير حنث بوعده وقسمه وأحاديثه الإعلاميه والصحفيه المنشوره والمبثوثه عبر الأسافير والأضابير والتى أكد فيها لا يجوز له الترشح للمرة الثالثه لأن الدستور يمنعه بنص القانون فهو إستمتعت بدورتين قانونيتين ولذا لا يحق له الترشح لمرة ثالثه حتى وان قامت الترزيه القانونيه بدريه سليمان بالتلاعب بالدستور ورقعته سيبقى الأمر معيبا وفاضحا ومكشوفا والبشير فى كذبه أخطر من مسيلمه الكذاب مسيلمه أدعى النبوة وقتل ولكن البشير يكذب ويتحرى الكذب ليبقى رئيسا إلى ما شاء الله .
إذن المستقبل لصالح البروف الرجل رجل دوله مؤهل أكاديميا وسياسيا ومقبول خارجيا ودوليا بينما البشير مطارد جنائيا منطقيا الكف تميل لصالح غندور الذى نجح فى وزارة الخارجيه فى أصعب الظروف الحرجه ونجح فى رفع العقوبات الإقتصاديه من السودان وحرك ملف حلايب وسد النهضه .
المعارضه تحسب عليه أيام وجوده فى رئاسة نقابة العمال فقد نجح فى تقليم أظافر النقابات وجردها من سلاحها السياسى الخطير الذى يهدد النظام لكن من هو افضل للمعارضه؟ رجل الدوله المرغوب خارجيا ويمكن التفاهم معه لعودة الحريات وفتح نافذة الديمقراطيه أم مجرم الحرب الديكتاتورى الفاشستى الإستبدادى المتورط فى شرب الدماء وقتل الأبرياء والذى حكم بالحديد والنار لمدة ثلاثة عقود ولا يزال أيهما أفضل ؟
طبعا الحرس القديم قرأ المشهد السياسى ولهذا سارع للإجتماع بالرئيس البشير منفردا بعيدا عن المؤتمر الوطنى إجتمع الثلاثه البشير وعلى عثمان محمد طه ودكتور عوض الجاز وقرروا مجابهة ومواجهة الخطر القادم الذى يهدد حياتهم جميعا فلابد من سحب البساط من تحت أرجل البعبع المخيف الذى إسمه غندور مهما كلف الثمن فخرجوا بقرارات هامه أولها يجب عودة رجل الأمن صاحب القبضه الحديديه صلاح قوش خاصة ان المشهد السياسى مخيف زيادات فى الأسعار وإرتفاع الدولار على حساب الجنيه السودانى المتدهور وخروج المظاهرات والإحتجاجات وكثرة الإعتقالات كل ذلك يصب فى مصلحة الرجل وهكذا جاء صلاح قوش للسيطره على هذا المشهد المرعب .
ثانيا إن غندور مسنود من أمريكا لابد للبشير ان يسافر إلى روسيا للإستعانه ببوتين ضد ترمب اللعين .
ولماذا لا؟ وقد إستخدم بوتين حق الفيتو أكثر من ست مرات لحماية الفرعون الخطير بشار الأسد الذى دمر البشر والشجر والحجر وباع قاعدتين لروسيا فالبشير أولى حتى الآن بشار غير مطارد من المحكمه الجنائيه لكن البشير مطلوب لدى المحكمه الجنائيه والإنتخابات على الأبواب وهكذا سافر البشير خلسة دون علم وزير الخارجيه إلى موسكو برغم أن البروتكول المتبع فى مثل هذه السفريات تكون وزارة الخارجيه هى جهة الإختصاص فى ترتيب سفر الرئيس لكن سهر الجداد ولا نومه سافر البشير وألتقى بوتين مركبا مكنة القواعد وإستخراج النفط والدهب واليورانيوم روسيا لا تحتاج إلى قواعد أو نفط لكن يسيل لعابها لليورانيوم والدهب وهكذا ضمن البشير فيتو الدب الروسى الذى بموجبه يمكن أن يترشح للرئاسه رغم أنف الدستور .
يبقى غندور بسيطه سحبوا منه ثلاث ملفات كبيره ملف الصين وتركيا وروسيا وأستلمهم عوض الجاز حرس الرئيس البشير كما تم تسليم ملف سد النهضه والفشقه وحلايب وشلاتين لمدير جهاز الأمن صلاح قوش فماذا تبقى لغندور؟ الذى رفضت إستقالته من قبل إلا ان ينتحر من داخل قبة البرلمان ويشهد القاصى والدانى على حبل المشنقه الذى صمم بتدبير وإحكام وبهذه النهايه التراجيديه المأساويه يغيب البعبع المخيف من المشهد نهائيا وهو الذى كان من المنتظر ان يلمع ويسطع نجمه فى سماء إنتخابات 2020م والتى تحمله دغرى إلى القصر الجمهورى ليس عبر دبابة وبندقيه بل بشارع الحريه شارع الممارسة ديمقراطيه .
بعد كل ذلك ما زال البعض يسأل وزير الخارجيه نحروه أم إنتحر ؟
وأنا بدورى أقول للبشير لا تفرح أن الله لا يحب الفرحين
الشجر الكبير يسقط واقفا بينما المجرم الخطير يظل هاربا !
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس

elmugamarosman@gmail.com

 

آراء