بعد 29 سنة خدمة، الإصلاح قادم! … بقلم: عبدالله الشقليني

 


 

 

 

alshiglini@gmail.com

كان السودان واسعاً ومتسعاً بثقافاته وأعراقه، قبل مساحته الفيّاضة. انتقصت دولة الجنوب جزءاً عزيزاً، ولكن الوطن عزيز بأهله. إن التكافل الاجتماعي هي ميّزة ارتبط بها أهلنا في كل بقاع السودان، وخارجه أيضاً. وهو منذ تاريخ طويل امتاز به أهلنا ، ولم تُبدعه الإنقاذ. للمراقب أن السودانيين في خارج الدولة يعيشون ذات التكافل الذي يعيشه أهلهم. وأهل السودان خارجه، يتميّزون بنعمة التكافل. نعم .. لم ينجحوا في الإستثمار الخاص والعمل التجاري، لأن ما يحصلون عليه جُلّه يرسلونه للأهل، نفقات معيشة، والعائلة الممتدة هي شغل السودانيين الشاغل.
كثيراً ما نسأل العائدين إلى السودان، ماذا يفعلون؟
يجيبونك: ( العزاءات وعقود القران، ثم إن تبقى وقت فزيارة المرضى). لم يعد هنالك وقت لأي شيء.


(2)
تجمّع في العاصمة السودانية ثلث سكان السودان!، ومعهم ملايين أخرى من مواطنين من غير أهل السودان، فتحت لهم الدولة أذرعتها مانحة لهم كل عزيز لديها( كرم ود أبزهانة) !. تجنّسهم الدولة، سرقة، مثلها مثل سرقة ثروات البلاد!. لم يدركوا خطورة استبدال السودانيين بغيرهم، بل أسهموا في ذلك منذ حروب دارفور المتطاول زمانها، وتهجير أهل القرى وأهل " الحواكير" واستبدالهم بغيرهم من دول غرب دولة السودان.
اقتطعت أثيوبيا أرضاً زراعية عزيزة من الشرق، وأهل السلطان لدينا يقيمون العلاقات ويستوردون الكهرباء من أثيوبيا، وتلك الدولة تريد حقوقها بالعملة الصعبة، التي لم يستوردها السودان في تاريخه، ولما يزالوا يقولون ( العلاقة ثمن على عسل )!


(2)
ماذا تقول الأخبار :
وصف الفريق أول ركن دكتور كمال عبد المعروف الماحي، رئيس الأركان المشتركة، العلاقات بين السودان ومصر بالأزلية والتاريخية، مؤكدا السعي الى تطويرها، مشيرا إلى ريادتها على مستوى الاقليم بجذورها منذ أزمان بعيدة.
وجدد رئيس الأركان المشتركة، لدى لقائه بمكتبه بالعميد أركان حرب هيثم الطواجني، ملحق الدفاع المصري بالخرطوم، حرص السودان على تطوير علاقات البلدين في مجالات التعاون العسكري كافة وتبادل الخبرات. والعمل المشترك بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، خاصة تأمين الحدود، في ظل التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة والإقليم، بحسب وكالة الانباء السودانية(سونا).
نسأل:
ألم يسأل المسئول مندوب مصر عن احتلال حلايب إلى متى؟، والتي تعادل مساحتها ضعفي مساحة دولة لبنان!
ونسأل مرة أخرى :
ماذا بقي من الجيش الذي حلّته الإنقاذ منذ أيامها الأولى، بدعوى أن جيش النبي الأكرم كان " دفاع شعبي"!!. أليس تلك كانت فكرة عرّاب الإخوان المسلمين في السودان؟!


(3)
لا أحد يفتي بشيء، وأهل السلطة كانوا من قبل، يفتون في أي شيء.
أين الأوراق النقدية السودانية ؟
وأين القمح ؟
وأين البترول بمشتقاته؟.
لا أحد يتحدث عن مشاكل الناس الحقيقية. ويقولون ( أمطار خير وبركة )، ولم يسألوا أنفسهم لمِ لمْ تأتي الأمطار على جرعات لإنجاح الموسم الزراعي؟. لمِ تأتي سيول جارفة، مثلهم تجرف الأخصر واليابس. تجرف فيما تجرف كل شيء؟
لم يسأل أحد عن مصلحة الغابات السابقة، وكيف أحالت الإنقاذ 90% من الغطاء النباتي صحراء جرداء؟ وينتظرون رغم ذلك أن تُفرِّج السماء كُرب السودان!.
يوعدون بإصلاح الاقتصاد الذي خربوه!
ويوعدون بإصلاح السكة حديد التي خربوها!
( ترك المستعمر 5500 كيلو متر من خطوط السكك الحديدية) وبعضها صار بقدرة قادر خامة لحديد التسليح!!
ويوعدون بإعادة مشروع الجزيرة الذي سحقوه!
( كانت مساحته 2.5 مليون فدان ويسترزق فيه 4 ملايين من السكان)


(4)
(بعد 29 سنة خدمة، الإنقاذ تقول الإصلاح قادم) !!
*
صدق عادل إمام في مسلسل "مدرسة المشاغبين" عندما قال:
( بعد اربعتاشر سنة خدمة في إعدادي، جايا تؤلي أوأف)

عبدالله الشقليني
18أغسطس 2018

 

آراء