( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى ) ( رب زدنى علما ) أصل الحكاية والرواية جرت فى عهد الديمقراطية الثالثة وفى أولى أيام عهدها ، ولحسن الحظ أبطالها أحياء يرزقون وعلى رأسهم الإمام الصادق المهدى الذى كان رئيسا للوزراء يومذاك وفى الوزاره معه إبن عمه السيد مبارك الفاضل المهدى ، والدكتور بشير عمر الذى كان وزيرا للمالية ، وهو الذى صدق على هذه التعويضات التى فجرت ثورة عارمة داخل البرلمان قادها يومها زعيم المعارضة الأخوانى المحامى الأستاذ / على عثمان محمد طه أشهر قيادات الجبهة الإسلامية القومية ، وبما أن العهدة على الراوى نحيلكم أعزائى القراء إلى ما جاء فى كتاب السيد / مبارك الفاضل تحت عنوان : [ ماذا جرى ؟ أسرار الصراع السياسى فى السودان 1986 – 2016 ] جاء الآتى نصه فى هذا الصدد ص 52 : تعويضات آل المهدى بين المفاجأة والحقيقة : كان السيد الصادق المهدى رئيس الوزراء جلوسا فى الصف الأول فى الجمعية التأسيسية ، وإلى جانبه الدكتور عمرنور الدائم ، وكنت أنا أجلس بالصف الثانى خلفهم مباشرة فجأة إعتلى الأستاذ / على عثمان محمد طه زعيم المعارضة المنصة وأخذ بطريقة مسرحية يتكلم عن تعويضات آل المهدى ودكتور عز الدين على عامر ، وفساد الحكومة إلتفت السيد الصادق المهدى إلى الدكتور عمر ، وسأله فى إندهاش عن ماذا يتحدث الأستاذ زعيم المعارضة ؟ وعن أى تعويضات يتحدث ؟ فرد عليه دكتور عمر قائلا : والله يا سيد أنا ذاتى ما عارف !!!فقال له السيد / الصادق : اسأل مبارك خلفك فإلتفت على الدكتور عمر نور الدائم ، وقال لى : السيد الصادق بيسألك عن ماذا يتحدث أستاذ على عثمان محمد طه زعيم المعارضة ؟ فرددت عليه : وأنا نفسى مهجوم والله يا عمر ما عندى فكرة !!! إذا لقد كان موضوع التعويضات مفاجأة كاملة لنا فى قيادة الحزب والحكومة ولم يعرضها وزير المالية الدكتور بشير عمر علينا فى مجلس الوزراء أو فى الحزب لا رسميا ولا حتى خارج الإطار الرسمى . أولا ما هو موضوع التعويضات وكيف تمت ؟ بداية التعويض هو خاص بورثة السيد عبد الرحمن المهدى عن مشروع أم دوم الزراعى ، وهو فى مساحة تفوق ثلاثة ألف فدان ملك حر فى شرق النيل كان المشروع قد صادره الرئيس جعفر نميرى فى مايو ضمن مصادرة أملاك دائرة السيد عبد الرحمن المهدى دخل نظام مايو فى مفاوضات شراكة لإقامة مشروع زراعى مع الهيئة العربية للإستثمار على أرض مشروع أم دوم الزراعى المصادر حيث دخلت الحكومة بقيمة الأرض ، والتى قيمت بمبلغ { 60 } ستون مليون دولار أمريكى لأغراض الشراكة على أساس إيجار أو حكر طويل المدى أعيدت ممتلكات دائرة السيد عبد الرحمن المصادرة فى نهاية السبعينات ، ومن ضمنها مشروع أم دوم ولكن ظل أمره معلقا بسبب الشراكة مع الهيئة العربية للإستثمار . ماذا حدث ؟ وكيف صدر قرار التعويض ؟ تقدمت سيدة لها سابق خدمة فى الدولة نيابة عن زوجها الوارث ، وبتوكيل من بعض الورثة من الأسر ، والسيدات بطلب لوزير المالية للتعويض عن أرض مشروع أم دوم الزراعى شكل وزير المالية الدكتور بشير عمر لجنة برئاسة الوكيل الأول الأستاذ / أبو زيد محمد صالح ، وهو عضو فى اللجنة المركزية للحزب الشيوعى ، ومثل الحزب الشيوعى فى أخر تشكيل وزارى قبل إنقلاب الإنقاذ لدراسة الطلب وطلب آخر من الدكتورعز الدين على عامر القيادى الشيوعى والنائب فى الجمعية التأسيسية للتعويض عن مصادرة عيادته وسيارته المرسيدس . أوصت لجنة أبو زيد بتعويض الدكتور عز الدين على عامر 600 ألف جنيه سودانى كما أوصت اللجنة كذلك بتعويض ورثة السيد عبد الرحمن المهدى عن أرض مشروع أم دوم الزراعى بمبلغ [ 6 ] ستة مليون جنيه سودانى تدفع بالأقساط حوالى ( مليون ونصف دولار أمريكى ) بينما قيمة الأرض فى الشراكة مع الهيئة العربية حددت ب [ 60 ] ستون مليون دولار . صادق الدكتور بشير عمر على توصية لجنة الوكيل الأول دون الرجوع إلى مجلس الوزراء الذى كلفه خسارة كرسى الوزارة فى أول تعديل وزارى نسبة للضرر السياسى الذى تسبب فيه إنفراده بمثل هذا القرار على الحكومة والحزب . إنتهى الإقتباس ص53 . هذه رواية مبارك الفاضل غريم الدكتور بشير عمر الخبير الأقتصادى العالمى ووزير المالية الأسبق والذى يشغل منصبا رفيعا فى إحدى المصارف السعودية ونحن الآن فى إنتظار رد الدكتور بشير عمر ومرافعته فى هذه القضيه السياسيه والإقتصادية التى شغلت مجالس المدينه فى السودان والراى العام طويلا ولا تزال والسبب صمت الدكتور بشير عمر وبما أننا نعلم أن الدكتور الأستاذ الأكاديمى يعلم تماما أن البينة لمن أدعى واليمن لمن أنكر ويعلم قيمته ووزنه ومكانته العلميه والسياسيه داخليا وخارجيا لا يمكن السكوت على مثل هكذا قضايا تمس الذمة والإمانة الماليه وإلا كيف يؤتمن على المال العام أو على أى وظيفة ماليه فلابد من توضيح الحقائق فقد ولى زمن دفن الرؤوس فى الرمال فأنا أعلم أن للدكتور تلاميذ كثر تخرجوا على يديه من كلية ألإقتصاد فى جامعة الخرطوم وطالبات كثر تخرجن على يديه فى كلية الأحفاد الجامعية ومعجبين كثر فى مختلف ألوان الطيف السياسى وفى الوسط الإعلامى ، وأنا واحد منهم وفى يقينى أن دكتور بشير رجل دولة لا يمكن أن يترك مثل هذا الكلام يمر مر الكرام خاصة وأن السيد مبارك الفاضل يسوق نفسه خبير إقتصادى لا يبارى ولا يجارى وقد شغل عدة وظائف إقتصادية فى الحكومتين الحكومة الديمقراطيه والحكومة الإنقلابية وصحيح كذلك أنه شارك مرتين فى الحكومة الإنقلابية وفى كلتى المرتين تم طرده نحن الآن إزاء شهادتين شهادة من هو مطعون ومجروح فى وطنيته لأن السيد صلاح إدريس رجل الأعمال المعروف إتهم مبارك الفاضل بالعمالة للسى أى أيه وهو الذى سرب المعلومات لأمريكا فقامت بضرب مصنع الشفاء للدواء الذى كان أكبر مصنع فى الشرق ألأوسط . وشهادة وطنى عرف بالكفاءة والنزاهة وطهر اليد وهو الدكتور بشير عمر الذى إعتز الراحل المقيم البروفيسيور محمد هاشم عوض عميد كلية الإقتصاد الأسبق أن الدكتور بشير عمر من أشطر الطلاب الذين مروا عليه فى كلية الإقتصاد ونحن فى إنتظار سماع الدكتور بشير عمر نختم ببيت الشعر : لعمرى ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس 14 / 10 / 2018 elmugamarosman@gmail.com //////////////