ميثاق الشرف الصحفي :تقنين القهر!!

 


 

 


سلام يا.. وطن

*(حدد الاتحاد العام للصحفيين السودانيين الأول من نوفمبر 2018 موعدا للتوقيع على (ميثاق الشرف الصحفي) بواسطة رؤساء التحرير في احتفال ينظم بمقر المجلس الوطني بام درمان، يحضره رئيس الهيئة التشريعية القومية البروفيسور إبراهيم أحمد عمر ورئيس الوزراء معتز موسى بجانب رئيس القضاء والمدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني) . ان فكرة ميثاق شرف صحفي ما كنا سنحتاج إليها لو أننا انشغلنا ابتداءًا بكل الأسباب التي جعلت من بعض الصحفيين الذين يتعاملون مع الصحافة بطريقة يمكن أن نطلق عليها (ميثاق عدم الشرف الصحفي ) فان يطال عدم الشرف اي قطاع من القطاعات الأخرى في نسيج المجتمع السوداني هذا بالتأكيد يكون أخف ضررا من فساد أصحاب الإعلام والاقلام، وقبل التوقيع علي هذا الميثاق نرى أنه بالضرورة البحث عن الأسباب التي اقتضت هذا الميثاق، وهي على التحقيق أسباب متراكمة فإن كانت موجودة في أزمنه سابقة فهي بدرجة أقل عن ما حدث في عهد هذا النظام.

*وبالنظرة العابرة لالتزامات وسائل الإعلام الواردة في الميثاق، نجد أنها تضع الصحفي في موضع المتهم الأول ولكنها لا تنظر للوضع المأزوم الذي يعيشه الصحفي وهو يحاكم تحت خمسة قوانين منها القانون الجنائي 1991، قانون الصحافة والمطبوعات، قانون أمن الدولة، قانون الأمن والمخابرات، وقانون المعلوماتية، وسط هذا الكم الهائل من القوانين ينادي الاستاذ الصادق الرزيقي للتوقيع على الميثاق وكان الاحرى به أن يجمع هؤلاء القوم لإيقاف اجازة قانون الصحافة والمطبوعات الذي لم يترك شاردة أو واردة في تجريم الصحفي الا وضمها في متنه، وقام بإلغاء كل القوانين التي تحد من عطاء الصحفي وحريته. *ويتحدث ميثاق الشرف الصحفي ( عن حظر الصحفي من استغلال مهنته في الحصول على هبات أو إعانات أو مزايا خاصة من جهات أجنبية أو محلية بطريقه مباشرة أو غير مباشرة) لكنه يتغاضى عن لوائح الخدمة المدنية التي تبيح للوزراء وكبار الموظفين العموميين في الدولة من رشوة الصحفيين وشرائهم عبر ما يسمونه (حوافز الإعلاميين) فمن خلال هذه الحوافز اللعينة فسدت الصحافة والاستاذ الرزيقي واتحاده بل والموقعين على هذا الميثاق يعرفون هذه العلل الاصيلة التي لا يكون معها ميثاق شرف بل تجعل من كل محاولة في هذا الاتجاه أدخل إلى (عدم الشرف).
*إن هذا الميثاق ليس هو الأول لكن نرجو ان يأخذ الفرصة ليكون ميثاق الشرف الصحفي الأخير وذلك بالعمل الجاد علي سن قانون يجعل مرتب الصحفي والمعلم من أعلى المرتبات في الدولة وإعطائهم ما يكفيهم ويعفهم من ذل الحاجة ومذلة (الظروف) ففساد الصحفي هو فساد أمة حمى الله بلادنا من المفاسد،وحمى إعلامنا كذلك.. وسلام يا ااااااوطن..
سلام يا
(كشف المؤتمر الشعبي عن إحصائية عالمية أكدت أن 20% من أثرياء السودان من الموظفين وقال نائب أمين القطاع الاقتصادي بالمؤتمر الشعبي عبدالوهاب سعد أن هذه الإحصائيات تشير إلى وجود فساد في الخدمة المدنية وارجع ذلك إلى فشل الحكومة في مكافحة الفساد وانعدام قوانين الشفافية وحرية تداول المعلومات والمسائلة الشخصية) نائب الشعبي يتحدث وكأنه لم يكن جزءا أصيلا من هذه الجماعة الفاسدة لكن ان تأتي متأخرا خيرٌ من أن لا تأتي.. ولنا أن نسأل كم نسبة أثرياء الشعبي من نسبة ال20% ؟! وسلام يا..
الجريدة الاحد28/10/2018

 

آراء