( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى ) ( رب زدنى علما ) إستوقفتنى الصورة المشرقة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وهى تعلن إعتزالها السلطة بنهاية عهدتها الأنتخابية وسوف لن تتشرح مرة أخرى وتتخلى عن رئاسة حزبها وعن كل المناصب البرتكولية مستقبلا الأمر الذى حاز إعجاب الكثيرين حول العالم ورفعوا لها القبعة إحتراما ، وتقديرا بينما نحن هنا فى أفريقيا نرى العجب العجاب وأصدق مثل رئيس غامبيا السابق أجرى إنتخابات رئاسية ثم خسرها واعلن خسارته لكنه سرعان ما تراجع وإستمر فى الحكم إلى أن تدخل الإتحاد الإفريقى وأجبره على الرحيل . وفى السودان رئيسنا عمر البشير أعلن مرارا وتكررا فى حوارات صحفيه وفضائيه أن الدستور لن يسمح له بالترشح مرة أخرى بعد إنتهاء دورتين متتاليتن وكفاية لغاية هنا وأقسم على ذلك ولكن صعب عليه لقب الرئيس السابق لحس كلامه وتراجع وعدل الدستور رغم أنف القانون حتى يتسنى له الإستمرار فى الحكم . كل ذلك ذكرنى سؤالى للسيد الصادق المهدى والمنشور فى كتابى : ( مشاوير فى عقول المشاهير ) قلت له يومها : خصومك السياسيون يتهمونك بأنك مريض بحب السلطه متشبث بها فرد على قائلا : خصومى هم المتشبثون بالسلطه وكان يقصد ناس الترابى ومرت الأيام وصدق فهاهو البشير متمسك بالكرسى حتى أخر نفس فى حياته . وفى إفريقيا نماذج كثر لفساد وإفساد حكم العسكرتاريا الذين دمروا البلاد والعباد ونستشهد بمثل واحد على سبيل المثال لا الحصر نيجيريا الغنية بالبترول وبالتنوع الأثنى والكثافة السكانية لكنها أكثر بلدان إفريقيا فسادا وإفسادا نتيجة لحكم الجنرالات يكفيك ما يملكه أوبسانغوا من مزارع وثروات وبالمقابل هنالك نماذج جميلة جدا للحكم المدنى فى إفريقيا أنظر إلى ساحل العاج والنمو الإقتصادى السريع بقيادة الخبير الإقتصادى العالمى السيد حسن وتارا ونموذج الحكم المدنى الديمقراطى المستقر فى السنغال حيث يجرى التداول للسلطه سلميا منذ عهد الرئيس الأديب الشاعر المسيحى ليبود سنغور الذى تنازل عن السلطه لنائبه المسلم عبدو ضيوف . واليوم نموذج الحكم المدنى الرائع فى إثيوبيا بلد الإثنيات بقيادة الحاكم المدنى أبى أحمد الرئيس المسلم المستنير الذى يمارس الحكم بعقلية الإسلام الوسطى المعتدل المتسامح الذى يراعى ظروف الأصل والعصر بلا إفراط أو تفريط ويحفظ للإثنيات حقها فى تبؤ أعلى المناصب بلا حزبية وبلا عنصرية أو عصبيه مريضة خبيثة عكس إسلام ناس البشير المتشدد المتشنج الذى يرفع شعارات غوغائية دماجوجية أيدلوجية بعيدة كل البعد عن الواقع والشارع ولم تراع الزمان والمكان ولا إرث الإنسان الثقافى والحضارى الغنى بالفلكلور الشعبى المحلى التأريخى منذ أقدم الدهور والعصور حيث تبقى الآثار السياحية شاهدة على الحضارات الإنسانية السودانية . الرئيس أبى أحمد أصدر مؤخرا عدة قرارات لمصلحة المرأة حيث عينها رئيسة للدولة ورئيسة للقضاء المستقل شاب عبقرى نجح فى إبراز صورة جميلة مشرقة براقة تنضح بالوعى الحضارى المتقدم وبعقل إسلامى متطور ومتحضر يحترم حقوق المواطنه والتوزيع العادل للسلطه ويحفظ للإثنيات حريتها الدينية وممارسة طقوسها العقدية وإحتفالاتها الشعبية صورة فسيفساء ديمقراطية إفريقية عارية من الجهوية والعصبية الدينية أو العنصرية القبلية بل حضارة إثيوبية عبقرية جميلة تتمخطر فى تيه كأجمل حسناء حبشية أمهرية أرومية تسحرك أناقة ورشاقة فهى سليلة ملك عرف فى التأريخ بالعدل والأنصاف الذى إستحق الإعتراف فى سجل التأريخ الدينى والإنسانى . فشتان بين أبى أحمد الرئيس العبقرى الحكيم الشاب الصغير وبين عمر البشير المنافق الكبير . وهذا هو الفرق بين الحاكم المدنى والحاكم العسكرى . وشتان بين وجوه ناعمة لسعيها راضية تنتج تنمية إقتصادية راقية أشرق صبحها يتنفس بعافية وبين وجوه شاحبة كالحة شائهة تستبد وتتمدد فى دكتاتورية ظالمة غاشمة وهى تعانى من أزمة إقتصادية خانقة لا تبقى ولا تذر بل تأكل اليابس والأخضر وتزعم أنها قدر مقدر مسطر . بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس 2 / 11 / 2018