* بلادنا التي ترزح تحت جحافل الفقر والجوع والمرض وحكومة تقابل كل هذه الكوارث بالأحلام الوردية والمواقف المحزنة ضعفاَ وقلة حيلة ، فإن الأزمة التي يبدو مظهرها إقتصادياً فهي في الحقيقة أزمة أخلاقية في المقام الأول فبالأمس ذهبنا إلي إحدي المستشفيات القصور وجدنا ملايين الجنيهات قد ضخها أخي في حالة واحدة والأطباء أصحاب الأسماء الكبيرة يتم الإتصال بهم ولايحضرون فهم يعملون في عدة جهات في وقت واحد ويستجيبون إلي الذي يدفع أكثر وإن زرتهم في المستشفيات القبور ونعني بها المستشفيات الحكومية المؤودة فتجدهم يكتفون من المريض بنظرة وخلفهم الأطباء الصغار يتشربون منهم هذا الصلف والقيم المهدرة لكل الإرث الطبي في هذا البلد الكظيم ، وملايين الجنيهات لزيارة واحدة وكأن هذا الأخصائي الكبير يقول لنا نحن الفقراء موتوا بغيظكم قاتلكم الله ، وإذا تلفت يمنة أو يسرى تجد العجب العجاب فخامة المكان لا تتناسب وكمية الأوساخ السائلة علي السراميك وينظر إليها المرضى والممارضين وإداريي المستشفي الفخيم ولا أحد يفعل سوى التقزز والإشمئزاز دون أن يتقدم أحد بطلب لمسئول بأن يعفينا من هذا الوباء القادم وكيف له أن يلتفت لذلك وهو المشغول بالجباية ؟فلا وجدنا طباً وإفتقدنا الطبيب .
* ولطالما نحن في هذا السبيل فإنه في هذه الجمعة نعيد التذكر مرة أخري فقد حضرت من حواشي الذاكرة ومتونها صورة المرحوم إسماعيل النور الذي إغتاله الإهمال في مستشفي النو بل لدي الدقة إغتالته اللامبالاة المتناهية التي تعاملت بها إدارة المستشفي في أعلي مستوياتها ، ولا زال السؤال للمجلس الطبي ماذا حدث في قضية إسماعيل النور ؟ فقد تجاهلها المجلس الطبي المنصرف فهل سنحتاج لنقول للمجلس الطبي الحالي وللسيد وزير الصحة الولائي سيبقي إسماعيل خصيمنا جميعاً يوم القيامة هل ترضون هذا لأنفسكم ؟ والمرحوم ترك زوجة وطفلاً لم يبلغ من عمره عام حتي الآن وظل يتيماً ومغبوناً معاً وسنظل عبر هذه الزاوية نطرح هذا الأمر كلما سنحت لنا سانحة لأننا ببساطة لا نرضي لأنفسنا دور الشيطان الأخرس.
* ولطالما نحن في هذه المناحي فلنذكر قصة أدويتنا المستديمة فقد كانت في مطلع العام بمبلغ إجمالي ثلاثة ألف جنيه وفي منتصف العام صارت ثمانية ألف حنيه وبالأمس بلغت أحدي عشر ألف جنيه ، فبالقياس بين مانتقاضاه من مرتب وماتحتاجه الأدوية تبقي الفجوة هي الطريق إلي القبر أو إلي ماقبل الرحيل أو إلي خيارات إسقاط النظام فإن هذا النظام لم يترك لنا متكأ نتكئ عليه والسيد رئيس وزرائه يبذل لنا الوعود فننام ونحن بين الترقب والإنتظار ويصبح الصباح فنجد التضخم وإرتفاع الأسعار فإننا والعياذ بالله لانعرف الدولار ولا نعرف طريقه ولا كيف يجمع ولا لماذا يجمع ، شعبنا لا يريد الحلول في ظل هذه التجربة المأساوية في مستوي الحد الأدني فقد وصلنا إلي مرحلة أن الحد الأعلي لا يرضينا ، هل فهمتم شيئاً .. وأنا أيضاً !! و سلام يااااااوطن .
سلام يا
وقفت تتفرس في وجوه المارة لم تخرج من فمها كلمة تعبر عن حاجتها فهي قد خرجت ولم تستطع أن تطعم أطفالها الذين تركهم زوجها وإختفى ، كان السابلة يمرون من أمامها مروراً سريعاً وكلما أحست بقرصات الجوع تذكرت الذين تركتهم خلفها صرخت وتهاوت ، لم تجد من يقف ليقيل عثرتها فقد كان الجميع في ذات الحالة وذات الفقر ونفس العوز وكلهم ضحايا النظام الباطش الذي سحب حتي الرحمة من القلوب .. وسلام يا ..
الجريدة الجمعة 9/11/2018
////////////////