الانتحار السياسي للمؤتمر الوطني
سلام يا ..وطن
*أحبط الشارع السوداني الذي توسم خيراً في أن الأغلبية الميكانيكية لبرلمان البصمة ربما تغير موقفها هذه المرة وتنحاز الى خيارات المواطن في أن يجد التحول الديمقراطي خياراً ماثلاً أمامه ، ويبدو أن النواب الذين صدقوا فرية الحوار ودخلوا البرلمان بموجب ثمار هذا الحوار كانوا هم الأكثر إحباطاً ليس في إجازة قانون الانتخابات فحسب ، إنما في حوار الوثبة نفسه وماتمخض عنه عندما اكتشفوا ان الجمل تمخض فولد فأراً ، فإنه رغم التنازلات التى قدمتها مجموعة الحوار بالموافقة على أن يعين المفوضية القومية للإنتخابات السيد رئيس الجمهورية بالتشاور مع الأحزاب ،ومقابل ذلك كان على المؤتمر الوطني أن يقدم تنازلات تضمن جزءاً من الشفافية والحيادية ونزاهة العملية الانتخابية ، ولكن لمّا ضمن الحزب الحاكم أن الأمر قد آل الى أن يعين الرئيس المفوضية القومية للانتخابات فان الامر أصبح عرضة للعديد من الشبهات ، هذا وقد مارست الاغلبية الميكانيكية اجازة قانون الانتخابات غير عابئة باحباط المحبطين من الشركاء بل ودون أي إعتبار للهاث بقية المؤتمر الوطني خارج قبة البرلمان التى ترتب للهبوط الناعم لمجموعة نداء السودان برئاسة سيادة الامام الصادق المهدي ، فهل يجرؤ نداء السودان على الهبوط مباشرة في جيب المؤتمر الوطني؟!علما بان هذا الجيب لم يسع حتى شركاؤه في برلمان البصمة.
*وأول إفرازات هذا القانون كرد فعل داخلي هو صدور بيان من حزب الامة يشجب هذا القانون ، ولكن حزب الطائفية ينتظر مباركة الامام أو إلتفافه لإيجادالمبررات لإبنه الحبيب حتى يتمكن من الإستمرار في السلطة فهل هذا يعني نهاية مسار التفاوض مع المؤتمر الوطني ؟!أم بداية لعزلة مجيدة فرضها على نفسه مع كافة الوان الطيف السياسي الوطني ؟! وهل هنالك أدنى أمل
من ان يقوم الرئيس برفض التوقيع على القانون وإعادته الى البرلمان ليتم التراضي عليه ؟! أما موقف المؤتمر الشعبي ومايسمى بكتلة التغيير الذين خرجوا من قبة البرلمان ، فهل هو خروج بدون عودة والانضمام لمسيرة إسقاط الكفيل؟!أم محاولة فجة لتبييض وجه المواقف الكالح؟!والاعلان عن أنفسهم على طريقة نحن هنا يامؤتمر ياوطني..
* اما المؤتمر الشعبي الذي آثر الصمت الرهيب ولايخفي مشاركته في رئاسة الجمهورية بوظيفة مساعد رئيس الجمهورية والعديد من الوزراء ، فهل سيعلن الشعبي عن إعادة اللحمة مع الوطني ويحققون الوحدة الاندماجية معاً ؟!لمواجهة الاعصار القادم والذي لم يبق أمامه من سبيل سوى أن يكون إعصاراً ، يحدث هذا في ختام جلسات البذخ والرفاهية لمايسمى بمؤتمر الحركة الاسلامية الباذخة وهي تبدد مائة مليار من اموال الشعب السوداني المنكوب والمنهوب ، وعموماً انه موسم الانتحار السياسي للمؤتمر الوطني ..وسلام يااااااوطن..
سلام يا
حاجة عائشة امرأة من غمار الناس تبيع امام مخبز بالخرطوم 2كل تجارتها الفول السوداني والتسالي والبهارات والكسرة توقفنا عندها ونسيت جوالي ، هرولت خلفنا برغم أعوامها السبعين ، وسلمتني التلفون لتؤكد لنا ان هذا الشعب بحق شعب عملاق يتقدمه أقزام ، أو كما قال ..وسلام يا..
الجريدة الجمعة 23/11/2018
/////////////////