طعم الحُكم والدموع..!! بقلم: حيدر أحمد خير الله

 


 

 

 

*ما قاله النائب البرلماني حسن صُباحي ( نحن ضُقنا الحُكم لو قلعتوهوا مننا بنبكي وبُكانا شين) أولاً إنّ السيد البرلماني المُحترم قد لخص وأوجز ذهنية الإنقاذ وما شبت حتى شابت عليه فهي قد استمرأت لذة الأمر والنهي وطعم هذه اللذة ينطلق من أعلى لأسفل والبُكاء عندهم ليس عيباً فهي حالة شهدناها مراتٍ عديدة من أُناسٍ ضاقوا طعم السلطة وحلاوتها تحكموا فينا برغم تواضع قدراتهم وحكمونا حتى أنّ بلادنا تحت حُكمِهم تبؤات مركزاً مًتقدماً بين مصاف الدول الفاشلة ، فإنهم قد أبعدوا الكفاءات والقُدرات باسم التمكين وهذا التمكين المشؤوم قد عمل على تفكيك المؤسسات الموروثة والتي كانت نواة حقيقية لمقومات الدولة العصرية وفجاءة وبلا سابق إنذار وجدنا النقل الميكنيكي خارج التاريخ مُقتلعاً من جذوره ولحقت به المخازن والمهمات وتحولت المُشتريات الحكومية إلى أيدي السماسرة واللصوص ، أضاعوا السكة حديد والنقل النهري والخطوط الجوية السودانية والخطوط البحرية ومشروع الجزيرة العملاق والذي يُعتبرُ من أضخم المشاريع المروية إنسيابياً في الإقليم ، وسط هذا الدمار المُنظم يُحدثنا السيد النائب المُحترم حسن صُباحي عن البُكاء الشين مُتناسياً هذا الواقع الشين ألا يحق لنا أن نهتف بأعلى أصواتنا مع الطيب صالح من أين أتى هؤلاء..؟

*العجيب أنّ نواب هذا البرلمان من البكائين وغيرهم ينظرون للكوب من زوايا مملوءة بطموحاتهم الكسيرة لا ينظرون لفقرنا ولا لأموالنا التي لا نستطيع الحصول عليها من البنوك ولا للصفوف المُتراصة للخُبز والوقود والصرافات الآلية التي نتسوّل منها أموالنا نجد وكثيراً لا نجد على طريقة أعطوه أو منعوه ، صباحي لا يرى هذا الإذلال الحكومي المُنظم تجاه شعبنا الذي فُرضت عليه فرضاً أن يُتابع تغريدات الأستاذ مُعتز موسى التي تُدغدغ مشاعره وتسوقه نحو أحلام مُتفاءلة لا تستقيم لها المقدمات ..
*إنّ برلمان البصمة الذي يعرف نوابه جيداً كيف يتفقون على إجازة قانون الانتخابات المُعيب بالأغلبية الميكنيكية وهذه الأغلبية الميكنيكية تعترف بأنّ القاسم المُشترك الأعظم بينها هو طعم الحُكم والبكاء الشين في حال انتزاعه كما اعترف صاحبنا داعية البُكاء والبُكاء الشين وهُنا لابُد أن نتوقف جميعاً أمام هذه المُفردة الغريبة فهل البُكاء الشين يعني تهديداً مُبطّناً للذين لا يبكون..؟ أم إنّها رحابةٌ في الحُلقوم كلازمة من لوازم الإرهاب الخفي الذي يُمارس من تحت قُبة البرلمان وبجلافة ..؟ أما الإضافة المُحزنة التي نقلها الخبر حين أضاف سيادته ( الدُواس في الحُكم من زمن الجنوبيين وكُل زول بداوس على حسب قدرته كان رئاسة الجمهورية أو الوزارات) والمؤسِف حقاً أن تأت هذه التصريحات من رجُلٍ منسوب إلى الفئة المسؤولة عن الدفاع عن قضايا الشعب فإذا به يبكي ويُهدد بالبكاء الشين والدُواس على حسب القُدرة لاقتسام كيكة السلطة على مستوى كيكة رئاسة الجمهورية أو الوزارات أما يكفي دواسكم القديم الذي انشطرت به بلادنا إلى دولتين فاشلتين ..؟ حقيقةً لم نفهم ما الذي يُريد السيد صُباحي تسويقه؟ هل هؤلاء قومٌ يُمكِن أن يطلعوا بنا قوز أخضر ..؟انهم برلمانيو طعم الحكم والدموع.. وسلام يااااااااوطن
سلام يا..
(كشفت شُرطة ولاية الجزيرة عن تفاصيل في حادثة ضبط حاوية 20 قدم تحوي كمية هائلة من الحبوب المُنشطة ، أكثر من مليون حبة )
كيف وصلت إلى الجزيرة ومن أي المنافذ دخلت ولمن تتبع..؟
قاتل الله الأشرار الذين لم يتركوا لشبابنا منفذاً إلّا أغلقوه وليتنا نسمع تكملة القضية من الشرطة إلى النيابة والمحكمة..
الجريدة الأربعاء 28/11/2018م

 

آراء