الاقتصاد السوداني ونظرات الدجل والشعوذة

 


 

 

 

سلام يا وطن

*كلما اشتدت حمى الازمة الاقتصادية الطاحنة ، وازدادت التساؤلات عن حقيقة الازمة وعن كونها مفتعلة ام انها ازمة حقيقية ففي الحالتين ان الثابت في كل المتغيرات هو فشل المنظومة الحاكمة في ادارة اقتصاد الدولة او حتى الحفاظ عليها ، وخير دليل على ذلك هو الندوة السياسية التي اقامتها امانة الشباب الاتحادية للقطاع السياسي بالمؤتمر الوطني والتي تحدث فيها الامين السياسي دكتور عمر باسان واشاد بموقف المواطنين السودانيين تجاه الازمة الاقتصادية والصبر علي الظروف الصعبة وتفويت فرصة استغلال الوضع الاقتصادي لإثارة الشغب ، مبينا ان إثارة الشغب لن تصب في صالح استقرار السودان وتقدمه ونهضته واضاف (رغم الاوضاع التي تعيشها البلاد الا ان السودان يعتبر من اكبر الاقتصاديات في افريقيا رغم الاوضاع الاقتصادية الخانقة) السودان يعتبر من اكبر الاقتصاديات في افريقيا ؟ هل حقيقة عمر باسان يخاطب عقول في هذه القاعة ؟ عن اية اقتصاديات كبيرة يتحدث وحكومته تعجز عن توفير الخبز وتستولي علي اموال المواطنين وتعجز عن دفع مرتبات العاملين ، ولا تستطيع توفير الادوية المنقذة للحياة ثم يأتي ليحدثنا باسان عن اكبر اقتصاديات افريقيا ؟!

*ان السيد عمر باسان الامين السياسي للمؤتمر الوطني يمكن ان يتحدث بالطريقة التي تروق له لكن عليه ان يعلم جيدا ان المرء مخبؤ علي لسانه تحدثوا تعرفوا كما قال النبي الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم ، والامين السياسي يعرف ان جماعته يكذبون ويتحرون الكذب منذ اكذوبة (اذهب للقصر رئيسا وسأذهب للسجن حبيسا) وقد كان ذلك كذبا في الفعل السياسي اما ان يحاول ان يقنعنا بان السودان من اكبر الاقتصاديات في افريقيا فهذه الفرية تكذبها صفوف الخبز والوقود والبنوك العاجزة عن تسليم المودعين اموالهم فان كانت تلك هي دولة كما يزعم عمر باسان تعتبر من اكبر اقتصاديات افريقيا باي وضع نفهم اضعف اقتصاديات افريقيا؟!
*ان هذا الحديث الذي يتحدثه باسان واشادته بموقف المواطنيين السودانيين من الازمة الاقتصادية والصبر علي الظروف الصعبة وتفويف فرصة استغلال الوضع الاقتصادي لإثارة الشغب ، نرى انه حديث فج وممجوج ومستفز للشارع الذي يغلي كالمرجل في انتظار اللحظة التاريخية التي بدأت في شكل عرض إحتجاجي صغير شمل العاصمة والأقاليم ، وهذا يؤكد الفهم الصحيح انه ليس صبر المواطن علي الازمة الاقتصادية لكن الامر الصمت العبقري للشعب السوداني حتى يصل النظام الى قناعة بان هذا الشعب في صمته العبقري يريد للنظام ان يقف امام فشله وعجزه بهدوء ، وباسان عندما يتحدث عن الازمة الخانقة والشعب لا يمارس الشغب لأن الشعب يعلم ان هذا البلد بلده، اما اركان النظام فهم الي زوال مسبب بالفشل التام في ادارة الدولة السودانية مهما مورست علي الاقتصاد السوداني من نظريات الدجل والشعوذة وسلام يااااااا وطن .
سلام يا
توقفنا أمام احتياجاتنا الحياتية ولم نجد شيئاً، استمعنا لرئيس مجلس الوزراء القومي الاستاذ معتز موسى، ولم نجد حلاً، أردنا الخروج للشارع، كانوا قد سحبوا كل اللساتك، هتفنا ولم يسمعنا احد، كانت كل الأشياء تحكي حكاية أن لاحياء ولاحياة.. تسقط تسقط آخر ورقة توت.. وسلام يا
الجريدة الاحد 16/12 /2018


haideraty@gmail.com

 

آراء