حق التظاهر، وحماية الممتلكات العامة !! . بقلم: حيدر احمد خيرالله
سلام يا .. وطن
*الأحداث الإحتجاجية التى إنتظمت بعض مدن الولايات المختلفة ، قد جاءت نتاج طبيعي للأزمات المتراكمة التى خلقت هذا الواقع المأزوم فان الوضع قد صار فوق مستوى الإحتمال ، وقد بلغت الروح الحلقوم فالذين يملكون لم يتركوا لمن لايملكون من سبيل سوى الإحتجاج بعد أن تقطعت كل حبال الصبر ، فمنظر المواطن وهو يتوزع بين صفوف الخبز والوقود والصرافات الآلية والدولار يتجاوز حاجز الثمانين جنيهاً والأسعار تلهب ظهورنا بسياط الغلاء الفاحش والإنفلات البالغ الجموح ، فالذين يحوزون الأموال من ربائب النظام لايكترثون للغلاء فهم يدفعون دون أن يسألوا عن السعر مهما علا ، بل ولايعرفون أن ربع البصل وصل لربع مليون جنيه وكيلو الضأن بنفس السعر ، لذا الاحتجاجات عندما انطلقت من عطبرة فهي قد إندلعت من منطقة أهلها مستوياتهم الاقتصادية والمعيشية قريب بعضها من بعض ، وهم قد وصلت بهم الحال حد المجاعة ،ويرتفع سعر الخبز الى جنيهات خمس ، فماذا عليهم أن يفعلوا سوى أن يخرجوا إحتجاجاً؟!
* وخيراً فعل اللواء / حاتم الوسيلة وهو يوجه الشرطة بعدم العنف مع المحتجين وعمل على حماية الحركة الإحتجاجية تفعيلاً لحق التعبير وحق التظاهر ، والشهداء الذين مواطن إلى رحاب ربهم فقد مروا الاحتجاج بدمائهم الطاهرة، والآن بعد ثلاثين عاماً من الصبر على مكاره الإنقاذ فقد وصل شعبنا الى أن هؤلاء القوم لابد من أن يسمعوا صوته ، فإن الضيق قد بلغ مداه الأقصى ومعلوم أن للصبر حدود ، والوقفة الحقيقية التي يجب أن نقفها جميعاً للبحث عن حقيقة الجهات المندسة وسط المحتجين وتقوم بإشعال الحرائق في الممتلكات العامة ، فإن إنسان عطبرة وبقية مدن الإحتجاجات يعرفون أن هذه الممتلكات ليست مملوكة للانقاذ بل انها ممتلكات هذا الشعب العظيم فمن يريد أن يحمل المحتجين مسؤولية التخريب فقد خاب فأله وإنكشف تآمره ، فإن الإدعاء بأن التخريب من عمل المحتجين ستكون فرية تستحق المطالبة بتحقيق فوري وعادل وشفاف يتملك الشعب نتائجه ليعرف من الذي عمل على تخريب الممتلكات العامة؟!
* وأحداث مدينة بورتسودان كان اللافت فيها خطاب السيد / وزير المالية الأستاذ جعفر عبدالمجيد وهو يتراجع عن سعر الخبز وإعادته الى جنيه وتتحمل وزارة المالية فرق السعر ، إن هذا الإنحياز لحركة الإحتجاج في حد ذاته يعتبر خطوة للأمام بإتجاه أن تجد وثيقة الحقوق التي يضمها الدستور الإنتقالي 2005 فقد وجدت الطريق لأن تكون واقعاً في حياة الناس ، وهذه الحركة الإحتجاجية ستضع النقاط على الحروف ، ونقرأ مع المطران مولر وهو ينشد: عندما أعتقل النازيون البروتستانت ، لم أحتج لأني لست بروتستانتياً ، وعندما اعتقلوا الشيوعيين ، لم أحتج ، لأني لست شيوعياً ، وعندما إعتقلوني ، لم يوجد أحد كي يحتج .. مازلنا بحاجة ماسة للتوفيق بين حق التظاهر وحماية ممتلكاتنا العامة، فهل هذا كثير؟! وسلام ياااااااوطن ..
سلام يا
(وصف رئيس الوزراء الاستاذ معتز موسى ، تجار العملة بعدم المروءة والإنسانية واعتبرهم آفة الإقتصاد ومنهم قيادات رفيعة) قيادات ورفيعة وبلا مروءة .. معليش ياسعادتك هو الجابهم يحكمونا منو؟! وسلام يا..
الجريدة الاحد 23/12/2018