هي خمسون عاما مضت مثلما يومضُ البرقُ مرت وها أنتِ لا زلتِ خضراءُ ، زهراءُ، حسناءُ اثوابُ عرسك زاهية وطوالعُ سعدك اكتوبرية اخرجي يا جميلة من ُظلمةِ القبوٍ سيري إلى البهوِ حيث المعازيمُ ينتظرون وحيث الكمنجاتُ ترفعُ أقواسها بالتحية.
المعازيمُ ينتظرونك كي يبدأ الرقصُ فانطلقي من صفوفِ الشباينِ عبر حفيفِ الفساتينِ والأحزمة وادخلي غابةً الوردِ قادمة نحونا.
أدخلي يا غزالةُ، يا برتقالةُ، يا ذهبيه ادخلي في المساقِ المؤدي إلى غرةِ الفجرِ سيري إلى حيثُ كأسُ السعادة ِطافحة والصبايا يوزعن أطباقها للشوارع والمضربين.
ذكرينا بأيامنا ومواطيء اقدامنا ذكرينا البيوتَ التي خبأتنا وتلك التي بذلت ماءها وسقتنا وتلك التي سألت ربها أن يقينا ويحفظنا.
لا سبيلَ لنسيان تلك الهنيهة من عمرنا حين اسفرتِ عن وجهك الذهبي وفاحت خزاماك فينا لا سبيل لنسيان عينيك في ذلك الموسم الذهبي المتّوج حين تعبأتا بالضياء وأشرقتا بالعذوبة .
وقتها كانت الريح تمضي جنوبيةُ والمتاريسُ مخفورة بالبناتِ الأمازونِ والمنشدين وكنا كما العشب كنا خفافا ومحتدمين.
لاتخافي علينا فقد سرت النار منا لأبنائنا ولابناء أبنائنا والبنات الامازون اصبحن أكبر وتناسلن فينا فأصبحت النار اكبر
اننا الآن أ كثر اننا الآن أجدر فهبي علينا لينتفض القلب يا غالية ويخلع أثوابه البالية وتجلس ارواحُنا في المكان المخصص للروح أو .. أو نشتعل مرة ثانية
(وتذكروا ان المسافة بين اكتوبر وديسمبر اقل من ستين يوما) melmekki@aol.com