alshiglini@gmail.com
انتفاضة الشعب ضد التنظيم
أنا البحر الكبير إن عَبّروني
وأنا رحل الكُحل إن ميلوني
أنا شوك الكِتر إن جرجروني
وأنا الجِنّ البِخلي الزول يَنوني
إبراهيم ود الفراش
(1)
الشجاعة هي التي هزمت " الربانيين الكذبة ". بلادي زاخرة بأبنائها وبناتها. كانوا أشجع من الذين احتموا بآليات الرصاص ضد العزّل. هذه أيام يخف فيها وزن الكتابة، فلون الدم الشجاع أغلى من كل مداد البحر إن كتب. وشهداؤنا وشهيداتنا أغلى من خور ثيران التنظيم . استبسل الشباب ، ونزعوا غطاء المكر عن سدنة التنظيم ، فأصبح أهل التنظيم عراة من كل شيء . بان الكذب من أفواههم المرتعدة خوفاً من العزّل بان لكل ناظر. حق لنا أن نشيد بأمجاد شعبنا. كل كلمات الفروسية والشجاعة تقصر عن رواية الحقيقة. الحقيقة التي كشفت خواء التنظيم ، فما نفع جهاز أمن الجبهة ولا زمرتها الشعبية القاتلة التي تلبس لبس النظاميين، أن ينتزعوا القوة التي يتمتع بها أبناء وبنات شعبنا ، ولم تستطع حتى" البلاك ووترز " أن تحمي " الراقص" من الإرتجاف.
(2)
لمَ الوصاية؟ ومنْ يفترض في نفسه الكفاءة ليقرر مصير شعب يرفضه؟. منْ الذي منح مشروعية لخريج الكلية الحربية ليكون دكتاتوراً أوحد في بلد لم يعرف عنه كثير شيء؟، ينوب عن الناس في حكمهم وتقرير مصيرهم، ويتدخل في حياتهم الخاصة ويحدد ما يلبس نسائهم وممكّناً منْ لا يستحقون من السرقة والفساد ، وهم بلا كفاءة. ويقدمهم ليحكموه، ويبعد الكفاءات بقرار تعسفي بدعوى ( الصلح العام ) !. أيعلم هو أن منْ ينقلب على السلطة يعاقب بالإعدام؟!، ويدعي عند مقدمه إنه يتلقى مرتبه الرسمي وفق رتبته العسكرية، ثم يذوب في الفساد هو وأسرته وأقربائه وأهل التنظيم ،كأن الله هداهم الفيء يقسمونه بينهم!؟
لن نعلّق شماعة اسمها "الترابي": ونكتفي بأنها السبب، ليغتسل الجناة من أوزارهم. نحن نعلم أنه سكن القصر، ينفذ الأوامر التي تُصرف له عند بدء انقلاب، وعند ما تتسع الضائقة يسفّرونه إلى مزرعة بعيدة عن العاصمة ليحموه. ونعلم أنه ظل ينفذ أوامر تتلى عليه. وأنه نهض بعد عشر سنوات يسأل، ومن ثمة صار دكتاتوراً أوحد. وصار يوازن بين التنظيم والجيش حتى أعيته الموازنة، فصنع جيشاً لحراسه، ثم أعقبهم بأقربائه ليحموه عندما فقد الثقة في الجميع.
(3)
وفي مقاله بعنوان "أسئلة الامتحان السوداني الصعب"، يتساءل الأستاذ قنديل: "كيف تكون مع حق السوريين في الغضب والثورة، والسعي إلى الانعتاق من الاستبداد، ثم تتخذ موقفًا سلبيًا، متواطئًا، ضد حق السودانيين في المطالبة بالتغيير، والتحرّر من استبداد ثلاثة عقود متواصلة؟ ... لماذا يكون الحراك الجماهيري في سوريا سعيًا إلى الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، بينما الحراك السوداني تخريبًا وعنفًا وهدمًا لمقومات الدولة السودانية؟ كيف تكون مع الثورة الشعبية في نقطة، وضدها في نقطة أخرى؟".
حلت بالدولة أيام، ساد فيها الأذل، ومكر الجُهلاء على الناس و دمروا مشروعات الوطن، ثم صعدوا إلى الله، يقرءون آياته خطأ، ويستعملونها خطأ. يبررون بها مطية حين صاروا يركبونها، ويغترفون منها شراب الهيم، لا يدرون منها شيء. نزلوا بموطننا أوطأ موطن في دنيانا التي نعرفها. فصرنا أقل مكانة من لا دولة " الصومال"!.
(4)
ختم " حاتم السر " على دعم النظام فيما تسمى بالساحة الخضراء مساء 9 يناير 2019، إذ قال (نحن نعد بانتهاء " الصفوف" في كل شيء إلا صفوف الصلاة)!. لم يجرأ حتى أهل التنظيم الدموي ورجالاته عن قول ما قال " حاتم السر". ذلك الحزب الأصل الذي يغطي بيض الدجاجة حتى تفرخ. ليس من عتب لمنْ يعرفون تاريخ الحزب الذي أصبح بقدرة قادر شريكاً لحزب التنظيم الإخواني المجرم، بل وشهدنا زعيمه حين تم جلد الفتاة في الشارع العام قبل سنوات، قال ( نحن لن نعترض على الشريعة)!. وقد صدق "غير النافع" حين قال هم يأخذون المال ليلاً ويسبوننا نهاراً. كم قبض الحزب الختمي من المال نظير وقوفه المشين مع القتلة!؟
(5)
أما حفيد الشيخ الكباشي ،الذي مدح التنظيم ورئيسه يوم 9 يناير2019 في ما يسمى بالساحة الخضراء ،فنقول له إن الصوفية لا يرثها أحد. هي تأتي بالعمل وجهاد النفس وإذلالها لخالقها ، عندها تنفتح أبواب الرحمة والمعارف الصوفية بإذن الله على صدور الخاصة. أما المذلة أمام الحكام، والبيع البخس أمام السلاطين، فلم يكن في تاريخ المتصوفة في شيء. والذين يعرفون الله حق عرفانه، يترفعون عن أكل الجيّف. ينعزلون إلى الله لا يبتغون غير مرضاته، فمقتل الرجل بين فكيه. وقيل "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ". كل شيء إذا كثر رخص إلا العقل إذا كثر غلا.
عبدالله الشقليني
9يناير 2019