جرائم الملثمين!

 


 

مرتضى الغالي
28 January, 2019

 

 

هل يجوز أن يكون المنتسبون للقوات النظامية ملثمين يخفون وجوههم؟ أم إن القانون يقول يجب أن يكون كل مستخدمي الدولة المنتسبين للشرطة والأمن مكشوفي الوجوه وعلى صدورهم ديباجة توضح إسم المجند لأنه يقوم بعمل مشروع وظيفياً..فيه تسلسل قيادة، وهو مسؤول من أي عمل يقوم به، لأنه يستند إلى أوامر وتعليمات، ويجب أن يكون معروفاً للمواطن وللجهة التي أرسلته إذا وقع منه أي عمل مخالف، ضمن ما يقوم به من أفعال..!

هذه مسألة لا تستوجب (أي لف أو دوران): هل تصدر أوامر من القوات الشرطية أو الأمنية أو النظامية بأن يتلثم منسوبها ولا يكشف عن وجهه أثناء (أداء مهامه)؟! لا بد من إجابة شافية على هذا السؤال؛ حيث يترتّب عليه حضور أو غياب مسؤولية الشخص عن ما يفعله، بل يترتب عليه حياة وموت المواطنين! ويجب أن يكون ذلك معلوماً وواضحاً حتى لا يجتهد الناس بين الأوامر النظامية المسؤولة وبين (الرغبات والدوافع الشخصية) التي تصدر من المنتسبين للأجهزة القومية الرسمية والذين يمثلون الدولة في الشارع العام وخلال الاحتجاجات والتظاهرات أو في مجريات الأيام العادية.. فمن واجب النظاميين حماية المواطنين في كافة الأحوال، وحتى عند التظاهر والمطالبات السياسية.. فما معنى إخفاء الوجه؟! أما إذا كان هؤلاء الملثمون ليسوا من الشرطة ولا الأمن فتلك كارثة الكوارث.. وبذلك يصبح تقاعس الأمن والشرطة أفدح وأكبر وتصبح المسؤولية المعلقة على رقابهم أعرض وأخطر!

لقد أصبحت رؤية المتلثمين حالة مشهودة ومتكررة في الأيام الفائتة، وهناك أرواح أزهقت، وهناك إصابات وضرب وإعاقات وإهانات وانتهاك حرمات حدثت أمام الناس، بل داخل بيوتهم، بواسطة ملثمين شاهدهم الناس عياناً بياناً يقومون بضرب الشباب والفتيات والأطفال و(يرفعونهم في السيارات) بصورة مذلة، تنتهك حرمات الفتيات خاصة ولا تختلف عن أفعال التحرّش.. ثم يواصلون ضرب الفتيات بعنف من غير حاجة للضرب لأن الفتيات لم يكنّ يعترضن على صعود مركباتهم.. فهل يجوز الضرب من غير يقوم الشخص بمقاومة الاعتقال وعندما يستجيب طواعية لصعود المركبات والامتثال لطلب الاعتقال..؟! وهل الضرب العنيف والإهانة أمرٌ (مطلوب لذاته)؟ وهل هو ضمن الأوامر المعطاة لمنسوبي الجهات النظامية والأمنية أم أنه (اجتهاد شخصي) من أفراد هذه الجهات؟! خاصة وان الفتيات والشبان الذي يجري عليهم الضرب والقتل لا يحملون أي أداة في أيديهم ولا يملكون غير أياديهم العارية!

من حق الناس أن يعرفوا هل هؤلاء الملثمون يتبعون قوانين الدولة ويملكون الإذن من الجهات التي ينتسبون إليها..نعم لهم كامل الحق في التساؤل عن الجهة والمؤسسة التي يتبع لها الملثمون؛ فكيف يطمئن الناس إلى أنهم مخوّلون ومأذونون من الجهة الرسمية التي ينتمون إليها إذا كانوا يخفون وجوههم؟!..
معرفة هذه الحقيقة هو الطريق الوحيد للتفريق بين منسوبي الجهات الرسمية وبين أفراد (عصابات المافيا) الذين يشاهدهم الناس في الأفلام ملثمين حتى لا يتعرّف عليهم الناس.. فإما أنك تعمل ضمن مهام وظيفية محددة وفق القانون وتكشف عن وجهك لأنك لا تقوم بعمل (تخجل منه) وأما أنك صاحب غرض أو (مكسوف) مما تقوم به خارج القانون.. والغريب أن الفتيات سافرات الوجه والرجال الذين يقومون بضربهن ملثمون!!

murtadamore@yahoo.com
/////////////

 

آراء