ارجوك ياسيدي الرئيس الا ترقص وانت ترتدى الكاكى
كاتب السطور احد ابناء الذين لبسوا الكاكى فشرفهم وشرفوه لبسوه عندما كان الكاكى هيبه وعز ومفخره ومن هيبة الكاكى فى ذلك الزمان انه حل محل أسماؤنا وحتى اسماء آباؤنا فكانت الاسماء تختفى ويحل محلها ود العسكرى ، ود الصول ، ود اللواء وكنا نزهو بهذا الاسم ونفخر به فقد كنا نحس ان هيبة الاسم تحيط بنا وتجعل لنا وزنا بين رفاقنا ومازلت اذكر وانا فى المرحله الوسطى عندما زار ابى فارع الطول المدرسه لابسا الكاكى وهو يسير بخطوات قويه رافعا راسه عاليا متجها نحو مكتب الناظر والمدرسه كلها تجرى خلفه وتقلد مشيته العسكريه ....... وانا مزهوا بهذا المنظر جاء الى زميلى سيد محمد السيد ابن نائب مدير السكه الحديد وكانت السكه حديد فى عز مجدها وقال لى "ياريت لو ابوى عسكرى " وزادنى ذلك زهوا
كان الجيش السودانى مفخره لشعبه عرف بالشجاعة والنبل عرفه العالم من خلال حرب المكسيك والحرب العالميه الثانيه وليبيا وطفقت سمعته الآفاق وعرفه العرب فى حرب ٦٧و٧٣ فكان مضرب المثل فى الشجاعه والإقدام وعرفوه فى حرب الكويت وماتميز به من كبرياء وحادث المطار المشهور عندماكانت الكتيبه السودانيه عائده للوطن منح الكويتيون أفراد الكتيبه ظروف مليئة بالعمله الصعبة وكان امر قائد الكتيبه لقواته والذى خلده التاريخ صائحا " الكتيبه أرضا ظروف " فوضعت كل الكتيبه الظروف فى الأرض فتركوا المال وغادروا الكويت وتركوا موقفا نبيلا يذكره التاريخ وأهل الكويت حتى الان ومعه رساله للعالم بان الدم السودانى لا يباع ......... كان الشعب السودانى يستمتع بقصص بطولات الجيش السودانى ويحكيها فى زهو ويحكى عن بطولات الكدرو وحزم مصطفى جيش وشجاعة ابوكدوك على الحدود الحبشيه وكيف استقبل فاروق حمدالله الرصاص وهو يفتح صدره مستقبلا الرصاص قائلا "الراجل يضربوا من قدام مأمن وراء "ومحمد احمد الزين الذى رفض الاستسلام وقاتل حتى هدموا فيه المبنى وهذه سطور من التاريخ المشرف للجيش السودانى والذى توجه بموقفه من ثورة اكتوبر وانتفاضة ابريل وانا واثق ان الجيش السودانى سينحاز لشعبه الان فى ثورة ديسمبر
لقد بنى سمعة الجيش السودانى رجال شرفاء وشجعان رووها بالدماء فأينعت وأثمرت والآن سيدى الرئيس انت تهدم كل مابناه من سبقك فتمرمط الشرف العسكرى للجندى السودانى فى الوحل ففى عهدك اصبح دم الجندى له ثمن فيباع فى اليمن بالريال السعودي وفى الإمارات بالدرهم الاماراتى وهو معروض لمن يدفع اكثر
وانت آلات أضعت سمعة وهيبة الجيش السودانى واهنت الكاكى وتاريخه برقيصك الخليع وانت قائد هذا الجيش ومن المفترض ان تكون مثله الاعلى وقد انتشر فديو لعميد فى القوات المسلحه يرقص مع جنوده مثل رقيصك ولم يتخذ ضده اى اجراء واذا كان رب البيت بالطبل ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص ولقد عشت فى امريكا ٢٠ عاما لم ارى خلالها رئيسا أمريكيا يرقص مع ان الرقص جزء من ثقافتهم لكن للمنصب احترامه وللسن سيدى الرئيس تقديرها فلا يمكن وانت قد كدت ان تبلغ ال ٨٠ عاما وانت تمارس هذا الرقص الخليع الذى لا يتناسب مع سنك ولا مركزك وقد رايتك اليوم فى كادوقلى ترتدى الزى الرسمى وانت ترقص وترقص وترقص فحزنت ومااحزننى ليس رقيصك فقط ولكن هذا الكاكى الذى تلبسه ولا تحترمه وتذكرت ابى وازداد حزنى لان ابى كان يقدس هذا الكاكى ولا شك انه الان حزين اكثر منى وكلما رايتك سيدى الرئيس تنثنى وتتمايل وتهز أردافك مع الموسيقى الصاخبة والتيجان والمقصات تلمع فى كتفك احسست بغصه فى حلقى
ورساله للجيش السودانى اما آن ألاوان لتعيدوا لجيشكم كرامته وللوطن عزته وماذا تنتظرون ؟؟!!
Omdurman13@msn.com