*إن الحراك الذى إبتدأه الشباب وهم يرفعون شعارات السلمية ويعلنون إدانتهم الكاملة للفساد ومؤسساته التي إقتضت هذا الإحتجاج الذي وجه سلميته ضد الحرامية ، فارتفع السقف من المعاناة والشكوى من أزمة الوقود والخبز والنقود والأدوية الى المطالبة بالحرية والسلام والعدالة ، وتحمل الأخبار من جهة أخرى أعلنت اللجنة الطارئة لدراسة التعديلات الدستوريةبرئاسة بدرية سليمانوالخاصة بمد أجل الترشح لرئاسة الجمهورية ليكون بدون سقف زمني وإختيار الولاة ، عن تأجيل اجتماعها المزمع الأحد 17فبراير وبحسب (سونا) فقد رأت اللجنة التاجيل لإرتباطات طارئة خاصة برئاسة اللجنة وأشارت الى ان الإجتماع سيعقد في موعد يحدد لاحقاً ، والتعديل المتوقعة هي للمادة 57 والمادة 178من الدستور الإنتقالي 2005 ، حيث يسمح تعديل المادة الأولى لرئيس الجمهورية الترشح لأكثر من دورة دون تحديد سقف زمني ، فيما يمنح تعديل المادة الثانية رئيس الجمهورية الحق في محاسبة الوالي المنتخب وعزله.
*عموماً ماحدث من تأجيل لهذه التعديلات المزعجة تعتبر (خطوة في الإتجاه الصحيح كما يردد معتز موسى) وأياً كانت الأسباب المعلنة والمستترة وراء هذا التأجيل فإن هذه التعديلات يجب أن يتم صرف النظر عنها نهائياً ، ولعلنا لانحتاج للتذكير بأن الرئيس أكثر من مرة قد أعلن عن عدم رغبته في الترشح وفي ظل الأزمة الراهنة التى تواجه بلادنا وهذا الحراك الذى قوبل بالعنف وتواصل بكل العنفوان فإن تشويه الدستور بهذه التعديلات سيكون أمراً لاقيمة له ، فإنه قد آن الأوان للمضي قُدماً نحو التحول الديمقراطي وعلى الحكومة أن تخلص من هذه التجربة التي قابلها شبابنا بصدور مفتوحة فقد كانوا على يقين أن هذا البلد هو بلدهم ومستقبلهم ، ودماؤهم الطاهرة التى سالت على أرضه فهي عبارة عن عربون يتقدم إرادة التغيير وفكرة التغيير كذلك.
*أما الدكاكين السياسية التى فتحت أبوابها من الاسلاميين (الحردانيين والمطروديين والقافزين من مركب الإنقاذ الغارقة وعودتهم ثانية تحت مسميات مختلفة وفي الحقيقة هم ذات القوم الذين أذاقوا هذا الشعب الأمرّين ، لكنهم نسوا أو تناسوا عن عمد أن هذا الشعب اليوم قد أنضجته تجارب الفشل الذي مارسته عليه هذه الحكومة والتي إعتبرته مجرد فئران تجارب ، حتى وصل الى الحد الذي يخرج شبابه وهو يردد بثبات كبير إنه لايخاف ، والجسارة سمة يتسم بها أهل السودان في كل مرابعه ، وثورة الشباب ذات الوعي العالي اليوم تبدأ المسيرة نحو الوحدة الفكرية بعد ان إكتملت لها الوحدة العاطفية واصبح الصوت مسموعاً يقودنا جميعاً وجميعاً تعني كل القوى السياسية أنها تسير خلف موكب الشباب.. نعم خلفهم ..ومن يرفض هذا فمصيره مصير المؤتمر الوطني ،وسنتساءل ثم ماذا بعد الحراك؟! وسلام يااااااااوطن.
سلام يا
الذين يريدون للقضية السودانية ان تكون مادة دسمة في موائد الدول الكبرى والأخرى عليهم أن يوقنوا بأن السودانيين قادرون على مواجهة أزماتهم وحلها وصناعة الغد الخلاق ، إنها عبقرية شعب وإرادة أمة..وسلام يا..
الجريدة /الإثنين18/2/2019
///////////////