حكومة القاري والداري

 


 

 


haideraty@gmail.com

*إن إعلان حكومة الدكتور / محمد طاهر إيلا التي بدأت مسيرتها في هذا المنعرج السياسي الحاد، وبلادنا تعاني الامرّين من واقع سياسي مؤلم وواقع اقتصادي مذري، فالحراك الشبابي الذي وضع الكثير من النقاط فوق الحروف، جعل التحدي الذي يواجهنا يجعل التغيير ضرورة حتمية، خاصة وأن الضغوط الحياتية التي يكابدها شعبنا الصابر قد صارت فوق مستوى الإحتمال، الأمر الذي يجعل السؤال التلقائي حاضرا بقوة في المشهد السياسي عند النظام الذي يهتف أركانه، (بتقعد بس) وتقعد بس لها لوازمها التي التي تؤكد على أن المطلوب من السيد الرئيس والسيد رئيس الوزراء أن يؤكدون على جدية التوجه، والعمل بإصرار على تفكيك الدولة العميقة، إضافة لمحاربة الفساد بجدية، وهذا جزء من المتوقع من ذلك التحرك من الخيار االصفري.
*وبالنظر للحكومة الأخيرة هل سيحتاج القوم لتمكين جديد بعد ثلاثون عاماً على التمكين الذي أضاع البلاد وشرذم أهلها؟! فهل نحن محتاجين لصالح عام جديد؟! وهذا سيطرح سؤالاً مفاده : هل كل الوزراء منتسبي؟ أم أننا محتاجين لنتأكد من أن الرجل المناسب قد تم وضعه في المكان المناسب. وهل هنالك فكرة عن إعادة دور النقابات وكفالة حرية التنظيم والدعوة لإنتخابات النقابات بطريقة ديمقراطية والسيد الرئيس ورئيس الوزراء وغيرهم يعلمون علم اليقين، أن النقابات العاملة اليوم هي نقابات من صنع المؤتمر الوطني، فما دام الرئيس قد رفع يده عن المؤتمر الوطني فعلى المؤتمر الوطني أن يرفع يده عن نقابات الشعب السوداني. فمابين (تقعد بس) ( وتسقط بس) فإن الشعب السوداني اليوم يقف في منطقة رمادية، فلم يبرز في الساحة هتافاً يقول : ( عاش تجمع المهنيين ) بل حتى اليوم الحاجة الماسة لبروز رؤية واضحة لأبعد من تسقط بس. فهذه الثورة المجيدة إنطلقت من شبابنا الاشاوس بدون محمسين وبعد حراكهم جاء تجمع المهنيين ليقوم بالدور المشهود نحو قيادة هذا الحراك الميمون.
*المشهد السوداني يحتاج لإحداث آلية إنتقالية، والتغيير محدد بين دفتي الدستور الإنتقالي 2005، أما التشكيل الوزاري الجديد، فقد جاء محبطاً ودافعاً للتساؤلات والتوقف مليّاً، أمام الخيال السوداني الخصيب ، الذي توجز عبقريته تشكيل حكومة إيلا فالمثل السوداني يقول : القاري والداري، فحكومة إيلا كنا نأمل أن تأتي بالقاري والداري ولكنها أتت بمن؟! وهذا السؤال نجيب عليه لاحقاً.. وسلام يا ااااااوطن..
سلام يا
تم إطلاق سراح الامين السياسي للحزب الجمهوري البروفسور حيدر الصافي شبو، الحرية لكافة المعتقليين السياسيين.. وسلام يا..
الجريدة الاثنين 18/3/2019

 

آراء