الثورة المبرأة من (الدوس)!!

 


 

 

 

*الحراك الذى دخل شهره الرابع والذى إتسم بطابع السلمية وحافظ عليها الثوار بصورة قلّما تجد لها ضريباً في تاريخنا المعاصر ، فهؤلاء الثوار الذين يوقفون حركتهم لتنساب حركة السيارات والمارة ، ويتكاتفون ويجمعون مافي جيوبهم من اموال ليدفعونها ثمناً لزجاج سيارة تهشم زجاجها عن طريق الخطأ وهم في حراكهم ويدفعون ماجمعوه مع إعتذار أنيق لصاحب السيارة التى تلفت، هذا هو الواقع الذى أسفر عنه الحراك عن وجه جميل ، ووصفه الشيخ ابراهيم السنوسي عندما وجد الثوار يفسحون الطريق لتمر سيارات المواطنين دون أن يعترضها أحد بمافيهم سيارته وهو مساعد رئيس الجمهورية ، فكان هذا السلوك تعبيراً حقيقياً عن ارتفاع مستوى الوعي الجماهيري ، وان هؤلاء الفتية الذين ولدوا في سنوات الإنقاذ ، وكابدوا مكابدة كبيرة في ان يتعايشوا مع هذه الأوضاع المأزومة فضاقوا وخرجوا مطالبين بالتغيير على النحو الذى نعيشه الآن .

*والشعارات المتعددة التى رفعت في الحراك وكانت معبرةً تعبيراً مؤنساً فى تعميق سلمية الحراك ، قد دخلتها بعض الشعارات التى تنفتح على معاني قابلة للتناول المختلف مثل شعار ( أي كوز ندوسو دوس / مابنخاف مابنخاف مابنخاف) وهذا الشعار ليس حمّال أوجه بل إن وجهه الواضح وضوح الشمس هو أن هذا الدوس الذى أراد البعض تسويقه على أساس من العنف والإقصاء لانرى أنه كذلك ، فشبابنا قضيتهم السلمية واضحة المعالم من أنها ضد الحرامية فمن يبحثون عن حقوقهم المنهوبة بالتأكيد أنهم يبحثون عن حس العدل وليس حس القتل ، فمن كان هذا ديدنهم فهم بالتأكيد ستجد مفهوم الدوس عندهم مفهوم مختلف ويتسق مع عبقرية الحراك في الأساس ، فشبابنا يرغبون في أن يدوسوا نقائص من داسوهم ثلاثين عاماً ، لأنهم يعلمون أنهم ضحايا فكر منحرف وأطماع كبيرة ، والكيزان يظنون أن صمتنا كان خوفاً منهم فجاء توكيد الشعار بالكلمة (مابنخاف مابنخاف مابنخاف) ليفهم الكوز أن الخوف ليس من شيمة الشباب الذين يبحثون عن قيم الحرية والتغيير.
*العنف لم يكن من متلازمات ثورة أكتوبر 1964 ولا عرفت إنتفاضة 1985 أي نوع من أنواع العنف ، فأن يُفهم الدوس من باب العنف فهذا الزعم يعتبر غرض والغرض من أسوأ انواع المرض ، نؤكد على أن هذا الشعب المتسامح سيبقى يعمل بإلحاح على أن تكون مفردة الدوس دوساً للغدر والخيانة والخسة وكل الصور الشائهة التى تسوّد وجه امتنا ، فالدوس المعني هو إصلاح السلوكيات السالبة والمعاملات الممقوتة بل هو محاولة لإعادة البناء ، وسلام ياااااااوطن..
سلام يا
رحم الله المربي الأستاذ / محمدين عتيق الله الذى مضى الى رحاب ربه راضياً مرضياً ، وجعل الله البركة في ذريته واولاده احمد واشقائه وجعله الله مع ومن المتقين ، وسلام عليه في الخالدين ..
الجريدة الأربعاء27/3/2019

 

آراء