سُودان بُكرة : هديّة ثورة 19 ديسمبر، لثورة 6 أبريل

 


 

 

 

هاهى قناة ((سودان بُكرة)) تبدأ البث الرسمى، فى هذا اليوم المبارك - الرابع من شهر أبريل 20129، وفى تمام الساعة الثامنة مساء بتوقيت السودان- بعد فترة تجريبية قصيرة، نجحت فيها القناة فى التعريف بأهدافها وغاياتها وسياستها التحريرية، بوضوح وجلاءٍ تام، لا يعتريه أىّ غموض. إذ عبّرت ( سودان بُكرة) منذ صرخة ميلادها الأولى، عن انحيازها الكامل والواعى للثورة السودانية ( ثورة 19 سبتمبر 2018)، وأعلنت عن ارتباطها المُباشر بـ(تجمُّع المهنيين السودانين)، هذا الكيان الذى أرعب النظام الدكتاتورى، وأخاف أجهزته القمعية، التى فاجأتها ثورة الشعب، وأرهقها استمرار جذوة النضال اليومى الجسور، واتّساع رقعته الجغرافية يوماً بعد يوم، منذ التاسع عشر من ديسمبر من العام المنصرم (2018)، وهى بلا شك لثورة قاصدة، تمضى بقوّة نحو تحقيق هدفها الرئيس، المتمثّل فى الشعار الخلّاق " تسقط ...بس ".

بمتابعة المنتوج الإعلامى لقناة (( سودان بُكرة )) – رُغم قلّته ومحدوديته فى الفترة التجريبية - يتّضح للمشاهد والمتابع الحصيف، أنّها قناة سودانية " ميّة الميّة " وديمقراطية ومستقلة، بكل ما تحمل الكلمات من معنى ومبنى، وتظهر رسالتها – بوضوح - فى المحتوى الإعلامى الذى تبثّه، وهو فى تقديرى محتوى اعلام جديد وبديل، يعنى بحرية التعبير بمفهومها الحقوقى، ويهتم بحقوق الإنسان فى السودان، ويعتمد على المبادىء الأساسية للصحافة المحترفة، بمعنى التزامها بالمصداقية والدقّة والمهنية العالية، مع النزاهة والشفافية والمسئولية، والإنحياز التام للحقيقة والشعب، وثورته الظافرة، المنتصرة بإذن الله، وجسارة شعبنا فى مواجهة النظام الدكتاتورى ومنازلته بسلاح " سلمية ...سلمية. "، فى سبيل " وطن يسع الجميع"... وهذا هو سر نجاحها ومصدر قوّتها.

من متابعة لصيقة بحركة الإعلام والصحافة فى السودان، وقضايا حرية الصحافة والتعبير، أستطيع أن أقول أنّ فكرة هذه القناة الوليدة، لم تأت من فراغ، ولم تكن وليدة الصدفة المحضة، ولكنّها فكرة أصيلة، مرّت بفترات، ومراحل ما قبل التأسيس الأخير، وخلفها دراسات علمية مُعمّقة لتجارب سابقة، استفادت - بلاشك - منها، إذ تعرّفت على السلبيات والإيجابيات التى لازمت فكرة إنشاء قناة سودانية مستقلة وديمقراطية، على مدى الثلاثة عقود الأخيرة.. وقد نشأت قناة (( سودان بُكرة)) بعد مشورة طويلة، شملت اختصاصيين فى الصحافة والإعلام، والفنون المجاورة من تشكيل وغيره، وغيرهم من ذوى العلم والمعرفة بعلوم وفنون الإتصال والصحافة والإعلام. ويقينى أنّ الصعوبة الحقيقية الوحيدة التى يُمكن أن تواجهها القناة هى مواجهة التكلفة المالية العالية لإدارة قناة بهذا المستوى، وهذا يتطلّب توفير المال اللازم، لإنتاج المواد، وعلى إدارة القناة مواصلة الجهد المبذول، لتوفير المال اللازم، لضمان الإستمرارية، وفى ذات الوقت المحافظة على الجودة.

التحية لقناة الثورة السودانية الأولى (( سودان بُكرة ))، والتحية لفريق عملها الفنّى والإدارى، على المبادرة الخلّاقة، والجهد المبذول، وقد تركت خلفها صُعوبات الجبال، ومازالت أمامها صُعوبات السهول.

والبلاد تمضى نحو أكبر تحدّى للنظام القمعى يوم 6 أبريل 2019، فى ذكرى انتصار انتفاضة أبريل 1985، يجىء انطلاق البث الرسمى لقناة (( سودان بُكرة)) كهدية غالية الثمن، وعظيمة المعنى ..وهى تعبير عن قيمة الصحافة الحُرّة والإعلام المستقل فى حياة الشعوب وضمان بنائها واستقرارها ونهضتها... فشكراً لكل جعل هذه الهدية الثمينة ممكنة. وشكراً لشاعر الشعب محجوب شريف الذى قال وصدق : " ياشعباً لهبك ثوريتك ...تلقى مرادك ...والفى نيّتك ...عمق إحساسك ...فى حرّيتك ...يبقى ملامح فى ذرّيتك " . وشكراً للجيل الجديد الذى فجّر ثورة ديسمبر وحافظ على جذوتها ومازال يمضى بها للأمام نحو تحقيق غاياتها وأهدافها ... و " تسقط ...بس .."

فيصل الباقر

faisal.elbagir@gmail.com

 

آراء