للمتاريس أن تكون حول القيادة العامة فقط

 


 

 

 

نحيي شهداء الثورة وجرحاها وكافة المعتقلين. ويتحمل المجلس العسكري الانتقالي مسؤولياته الكاملة عن ذلك، ولا ينفع الفرار من المسئولية بتحميل الثوار عبء التسويف الذي لم يزل يمارسه المجلس العسكري. كان في المنظور أن يتم التخلص من اتجاهات الإخوان المسلمين الكامنة، والتي تتلون بألف لون، وتتلبس الزي العسكري وتجلد الثوار بالهراوات وأنابيب البلاستيك واطلاق الرصاص علة الثوار، عقب ساعة الفطار من مساء يوم الاثنين وتم تكرار ذلك مساء الثلاثاء في ذات التوقيت. كان ولم يزل التنظيم الأسود يتخفى داخل مليشيات قوات الدعم السريع وبعض القوات المسلحة. ولن تكفي الادانة، بل يتعين لمنْ يتقلدون السلطة أن يمارسوها بمسئولية، ويجرّون المجرمين للعدالة لتقتص منهم.

من المهم ألا يرمي الثوار بكل أوراق التفاوض، ويتعين الاتفاق مع جميع الثوار بإعلانهم أن وضع المتاريس حالياً حول منطقة الاعتصام الرئيسة حول القيادة العامة، وليست في مكان غيرها. إن الفتح الآمن للطرقات، يؤدي لوصول الجماهير في فترة وجيزة لمكان الاعتصام الرئيس، وليس هو ذا جدوى حالياً.
لا أحد يتشكك في أننا نقف حيث يقف الثوار والثائرات، فقد كنا ضمن جماعة ليست بالقليلة، نلهب العواطف بالتحريض بكتاباتنا ومقالاتنا. ويشترك معنا الكثيرون في الفيس بوك والوات ساب، في الكتابة لتعرية نظام الإخوان الدموي. ولكننا نسهم أيضاً في إزالة العوائق من طريق الثورة، وتبصير أهلها بالوسائل والأهداف، فكل منا في حاجة للتصويب، فلسنا أنبياء منزهين عن الأخطاء.
(2)
يتعين أن ينظر الثوار والثائرات للمآلات، ولا ينحدروا إلى الأهداف الصغيرة، ولا يرمون كما أسلفنا بكل الأوراق، فالعركة مع الأشرار الإخوانيين يشبه في طوله المسلسلات المكسيكية، وأيضاً يتعين على الجميع التحلي بالصبر واليقظة، وتفتيش كل حجر عن تلك الأفاعي التي استغلت طيبة المواطنين وبساطتهم، وزحفت ترسل سمومها طوال ثلاثة عقود، أحالت السودان إلى أسفل سافلي الأمم.
إن الشوط مع مجلس العسكريين الانتقالي في أوله، ففيهم الإخواني المتخفي، وفيهم المتعاطف ، وفيهم المحايد السلبي، الذي ينتظر أن ينفذ كل برامج الإخوان المسلمين، بحكم الوظيفة ومنهج الطاعة.
(3)
للإخوان المسلمين بعد أن ساروا مع التمكين كل المراحل، مكر مكتسب، تتلخص في التدريب على الأمن واستخدام السلاح وطاعة أولي الأمر. ومكتسبات من بقائهم في السلطة واستخدموا المال المستباح من الدولة ومن المواطنين ضرائب مغلظة، باعتبارهم وقف ما يراهم التنظيم فاسقين، فهم في الدرك الأسفل من النار. ونهجوا إعادة هيكلة السودانيين ، ولكن ثالوث ( المال المسروق والدين المحمول على الرماح والجنس بالتعدد ) شغلهم عن الآخرين، وصار التهديم من أجل المغنم، تركهم مع التفويض في جزر معزولة، لكل منهم مال وحاشية أمنية وسيارات مصفحة وسكن فاخر على أحدث الطرز، مؤمن. فكانوا يعتقدون ألا قدرة لزلزلتهم.
*
يتعين أن نتحلى بالصبر على المكاره، لأن التركة ثقيلة . فقد عمل التنظيم على تغذية شرايينه في امتلاك المال بأي وسيلة، وتم تجيير المناقصات للمصالح الشخصية والتنظيمية. وقد كان جزء من الهيمنة والتمكين هو هدم الرأسمالية الوطنية، من أفراد أو شركات. نصبوا الشراك للهدم، واستبدال الرأسمالية الوطنية بأفراد وشركاء من التنظيم. أما التنظيم العالمي فهو المدد المناصر للتنظيم الداخلي، منذ مشاركتهم في انقلاب 1989.
لسنا في حاجة لثلاثين عاماً لنغسل هذا الدنس الإخواني، فالدقة في إحقاق الحق، وتتبع الجرائم التي قام بها التنظيم ، فقد منحتنا العولمة ووسائلها قدرة على كسر هيمنة إعلام السلطة وتوثيق جرائمها.

عبدالله الشقليني
16 مايو 2019
alshiglini@gmail.com

 

آراء