أحزان ليلة الرصاص الغادر

 


 

 

 

*ليلة الثامن من رمضان لن تنسى ولن تمحى من الذاكرة الجمعية لأهل السودان حينما تحركت الثورة المضادة في ربكتها واندفاعها وهي تطلق الرصاص الذي خلّف شهداء وجرحى ،ومهرجان الدم الذي تصر جماعات الاسلام السياسي ان تجعله مباحاً وثورتنا تنتظر اللحظة التي يغير فيها المجلس العسكري طريقته ويسلم السلطة للمدنيين ليحققوا مدنية الدولة وفق دستور انساني ننتظر ان تظلنا دولته ، لكن خفافيش الظلام الذين لم يكونوا يتوقعون زوال دولتهم التي تنازلوا من اجل بقائها عن الغالي والرخيص لتظل الانقاذ المشؤومة تحكم ،وفي سقوطها الاول كنا نظن ان الجنرالات سيعيدون السلطة الى الشعب ولكننا وجدنا تكالباً على الحكم ،والمجلس العسكري حتى الان يمارس السلطات التنفيذية والتشريعية والسيادية وهو فاقد للسند الشرعي دولياً ومحلياً ، واليوم ننتظر إلتئام لحمة التفاوض بعد ان قام المجلس بتعليق التفاوض لمده 72 ساعة والمتفاوضون اليوم من المجلس العسكري او قوى الحرية والتغيير إما ان يصلا الى اتفاق يرضي الثوار واهل السودان وجماع المطلوب دولة مدنية .

*بعد الاحداث الدامية والرصاص الذي فتحت نيرانه على المعتصمين العزل فقد كشف الفريق حميدتي بأن الذين اطلقوا الرصاص ليسوا هم الدعم السريع وزاد بأنهم في الدعم السريع منحازين لهذا التغيير وطلب ان لا يشكك احد في أنهم منحازين للثوار( وزاد ) بأن الذين اطلقوا الرصاص هم جهة اخرى من دولة اجنبية وسيقومون ببث اعترافاتهم عبر وسائل الاعلام ،وبالفعل فقد بثت القناة السودانية القومية لقاءا مع اربعة لواءات من بينهم قائد استخبارات الدعم السريع وقائد منطقة الخرطوم العسكرية ولوائين اخرين وعقيد من الادارة القانونية للاسف اللقاء كان محضرا له بطريقة فجة ومقدم البرنامج كان ضعيفا ومتهافتاً للتضليل ومنعدم الحضور وشارك هؤلاء الجنرالات في ان يتعامل معنا كمشاهدين على اننا نحمل على رؤوسنا قنابير لا عقول ، فقدموا اول المعترفين فكانت افادته افادة شاهد وليس متهم ومقدم البرنامج الذي افتقر الى الجسارة لم يسأل ضيوفه لأي جهة ينتمي هذا الفتى؟ وتعمد ان لا يسألهم عن الاعتراف اين هو؟! وبماذا اعترفوا؟! واين هي الجريمة التي ارتكبها هذا المتهم المزعوم ؟
*وعندما اكتشف السيد العقيد ان حوارهم مكشوفاً وواضح انه (مضروب) وعلي نفس طريقة الانقاذ الاولى مع السوء في التنفيذ فاستدرك العقيد الحقوقي بأنهم لن يبثوا كل الاعترافات حيث ان القضية مازالت امام القضاء ولا يجوز الحديث عنها ولكنهم تحدثوا على أساس انها اصبحت قضية رأي عام ،والراي العام المغلوب على امره يقع عليه استخفاف كبير واسوأ من الاستخفاف ما ذكره سعادة اللواء قائد منطقة الخرطوم العسكرية والذي تحدث بإيماءات نربأ بثوارنا من ان تنطبق عليهم، ففي حديثه عن المخدرات والمسكرات واخلاف الوعود من المشرفين على التروس وفض الاعتصام معذرة يا سعادتك : الاعتصام قام من اجل ثورة ولن ينفض الا بعد ان يحقق اهدافه ولا نرى حاجة لنقول لك صابينها .. رغم أحزان ليلة الرصاص الغادر ,,وسلام يااااااا وطن .
سلام يا
لطالما تلفزيون السودان القومي صار ينقل بالصورة المتهمين ، فلماذا لا ينقل لنا سجناء الانقاذ بسجن كوبر ..ترم ترم ترم وسلام يا..
الجريدة الاثنين 20/5/2019

 

آراء