الثورة مستمرة .. بقلم/ حيدر احمد خيرالله
سلام يا .. وطن
*الأضراب الذي نجح من حيث الفكرة وفاق كل التوقعات عندما تم تنفيذه تنفيذاً أضاف للإرث السياسي في بلادنا رصيداً كبيراً ، وجعل من مفردة الاضراب والعصيان أمراً من أمور إهتمامات شعبنا الذي اختار طريق الثورة السلمية التي نضرت وجه تاريخ بلادنا وهي تضرب المثل الأعلى في حمل لواء التغيير وإحداثه في وحدة كبيرة أجبرت الدكتاتور على مغادرة السلطة مرغماً ، وقد كانت الثورة المتفردة تعبيراً حقيقياً على مقدرة الشعب الذي يحب الحرية على ان يثبت امام العالم انه الأجدر بالحياة الحرة الكريمة ، وإنه عندما إنتفض على نظام الانقاذ لم تكن ثورة عاطفية فحسب ، انما هي ثورة امة ارادت التغيير وعرفت الطريق اليه وسلكت له المسالك الصحاح ، ولم تكن المسيرة سهلة المسالك بل انها ملأي بالمخاطر ، ولكن ارادة التغيير كانت اكبر من كل الآلام ، فانتصرت الثورة وأسقطت السفاح ثم إنفتحت ابواب البحث عن المخارج .
*والثورة الان تمر بالمخاض العسير ، والمشهد العام تتقاطع فيه الحقائق التي تحمل وجهات الاتفاق والإختلاف بل واكثر من ذلك تعبر عن الأزمة التي تعيشها بلادنا التي قد تصل لحد أن تكون مهدداً للوحدة الوطنية ، فالميدان اليوم يذخر بالعديد من منصات المنابر المختلفة ولابد ان يتوحد تحت منصة واحدة في هذه المرحلة التي نحتاج فيها الى التسامي فوق الخلافات والعمل الجماعي لحماية الثورة التي يتربص بها المتربصون ، فخطاب المجلس العسكري الاخير يؤكد على أن الثورة ليس امامها من خيار سوى ان تكون مستمرة ، والحقوق التي ينبغي المحافظة عليها والمتمثلة في حق الحياة وحق الحرية ، يجعلنا ننظر لكل مماطلات المجلس العسكري في المفاوضات اوفي موقفه من قضايا السيادة والمجلس التشريعي ومجلس الوزراء وكل قضايا التفاوض التي اراد لها المجلس العسكري ان تقف حجر عثرة امام الوصول الى نتائج ، وهذه لايمكن قراءتها بمعزل عن رغبة الجنرالات في الإستمرار في الحكم وهذا يتقاطع مع الاهداف التي قامت الثورة من اجلها وهي مدنية الحكم.
*وقوى إعلان الحرية والتغيير قد أضاعت الفرصة الذهبية التي كانت تحت ايديها والثورة في ذروة انتصارها ، وقد نجح المجلس العسكري في أن يمط الزمن مطاً وهو يعرقل الخطوات في التفاوض واكثر من ذلك نجده يمارس كل أعمال السيادة ويفتح ابواب لم يكن مطلوباً منه فتحها وعملياً اعتبروا انفسهم حكاماً بلا أي مشروعية سياسية كانت او عسكرية ، وكل يوم جديد يطلع علينا تتأزم المشكلة بمستوى اكبر للأسف الشديد ،وهذا الوضع المأزوم جعل الثورة مستمرة ..وسلام ياااااااااوطن..
سلام يا
الذين يحملون التغيير في قلوبهم أملاً منفتحاً يعيشون له وبه ، اما قومنا اؤلئك الذين دعوا للهبوط الناعم ووقفوا مسافة بعيدة بينهم وبين شعبنا الصابر الصامد وفجأة بعد انتصار الثورة نزعوا كل أقنعة الحياء وجاؤوا للميدان وشعبنا يقبلهم على علاتهم وما أكثرها .. وسلام يا..
الجريدة الخميس 3/6/2019
haideraty@gmail.com