الثورة بين العسكر والتغيير : الحسرة!!
سلام يا .. وطن
*قال الفريق / محمد حمدان دقلو (حميدتي) (انحياز الدعم السريع للشارع كان صادقا وبلا اجندة ) عندما نسمع مثل هذه الكلمات ونربطها مع الاحداث التي لازمت الثورة في مسيرتها ابتداءً من التظاهرة والمواكب وحتي اعتصام القيادة وما تبعه من فض دموي للاعتصام ثم حراك قوي اعلان الحرية والتغيير الذي بدأ وهو يحمل جرثومة التغيير ، وللأسف كل هذه القوى عندما تنادت كانت متأخرة عن الشارع وبزمن ليس بالقصير ، ونبهناهم يومها في اكثر من اجتماع بان عليهم ان يتذكروا انهم ليسوا بصناع لهذه الثورة بل لاحقين بها ،حتي نمت الثورة واوشكت ان تؤتي اكلها وسرعان ما انقضّ عليها شذاذ الافاق السياسية من كل حدب وصوب وبدأ الاقصاء والاقصاء المضاد وتابعنا مسيرة التفاوض وهي تعاني المغامرات وضعف الفكرة وازمة ارادة التفاوض لدي الطرفين، فالمجلس العسكري استخدم كل امكانياته ومقدراته في المماطلة والمماحكة حتي يتسنى له سرعة هضم الثورة وتصفية مكتسباتها وهذا ليس بالامر الغريب فان هؤلاء الجنرالات السبعة هم رفاق الرئيس المخلوع وقد ظلوا معه حتي وصلوا لآخر سلم الرتب العسكرية ولم يقل له احد اخطأت يا سيادة الرئيس .
*واليوم المجلس العسكري يواصل نفس المماطلة عندما ما طالب بدمج الوثيقتين بعد أن وافقت قوي اعلان الحرية والتغييرعلي الوثيقة ، ونحن نعذر لجنة التفاوض في قوي اعلان الحرية والتغيير لانها لاتملك قدرات تفاوضية تمكنها من انجاز المهمة بايسر ما يمكن لكنها للاسف ظلت تقع تحت براثن ثعلبية المجلس العسكري الذي يملك قدرات كبيرة ورثها عن النظام البائد واستخدمها في التفاوض حتي وصل بان كشف ضعف قوي اعلان الحرية والتغيير وعجزهم التام في حماية الثوار في ميدان القيادة بل واكثر من ذلك ان قوي الاعلان التي قالت انها لن تعود للتفاوض الابعد اجراء تحقيق دولي بمزبحة القيادة ولكن لم يتم تحديد ولم تظهر نتائج وظلت دماء الشهداء منسالة علي ارض الاعتصام بينما نجد عمر الدقير وبقية العقد يفرحون بانهم قد وافقوا علي بنود المبادرة وعلينا ان نقول الثورة مستمرة وان دماء الشهداء لن تكون سلعة في موائد التفاوض في الداخل او الخارج وعلي الجنرالات وصحبهم من المتفاوضين ان يعلموا جيدا بان دماء الشهداء لن تمسحها بتساماتهم اللزجة وهم يتحدثون حتي اصبحوا هم الازمة وليس الحل .
*الواضح ان المجلس العسكري عندما وجد الموافقة المتهافتة من قوي اعلان الحرية والتغيير وقبلها قد قبلت هذه الجماعة تدويل القضية السودانية عندما اختارت الهجرة الي اثيوبيا ثم عودة الوسيط وتملص الجنرالات من الموقف الواضح او قل الموافقة الواضحة على المبادرة ، فان الموقف اليوم قد بدا واضحا ان الطريق اصبح واحدا هو استمرار الثورة التي تقتلع المجلس وقوى الحرية والتغيير وكل الباعة المتجولين سياسيا فان الشعب الذي صنع ثورة ابريل قادر ان يصنعها حتي تبلغ الثورة غاياتها ويرتاح الشهداء في مراقدهم ..سلام يااااااا وطن
سلام يا
عندما نستمع للفريق حميدتي وهو يرفع يده اليمنى ويهز اليدين قائلا "ابشروا بالخير" نجد انفسنا محتارين اين الخير وما هو الخير وهل واقعنا السياسي يمكن ان ياتي بخير وهل ما يعيشه اهل السودان ينبئ عن خير ؟! سلام يا
الجريدة الاثنين 24/6/2019