تفاوض أم تفكيك للدولة السودانية؟!
سلام يا .. وطن
*حسرةً على ثورة سلمية بذلنا لأجلها الدم والدموع ، واليوم يجلس الفرقاء تحت سمع وبصر الوسطاء ووكلاء الوسطاء والواقفين على أرصفة الشماتة من وطن يتمزق على أيدي بنيه ، والمثير الخطير أن مؤشرات التدخل الأممي تتم برضائنا المطلق عندما يدفعنا دفعاً للتفاوض مع المجلس العسكري الذي يستمد قوته من فوهة البندقية ، وبالضرورة اذا لم ينجح المدنيين في تحقيق مايريدون ، سينقلب عليهم العسكريون الذين إعتمدوا سياسة النفس الطويل مع قوى الحرية والتغيير ، وكل المماطلة والمماحكة التي اعتمدها الجنرالات في التفاوض تصب في صالح المحور الثانوي السعودية والإمارات وهم في حرب لاناقة لهم فيها ولاجمل، وبالتالي يمثلون المنافسة فيما بين الولايات المتحدة والإتحاد الاوربي في سوق المصالح الإستراتيجية وهذه المصالح الاستراتيجية تجعلنا نتساءل هل هذا الفهم يغيب عن وعي الكتلتين التي تتفاوض الآن بحثاً عن مخرج آمن للأزمة السودانية؟!وهل انتبهوا لذلك الذي يسعى سعياً حثيثاً لسرقة الثورة السودانية؟!ولنا ان نتساءل أيضاً هل مايجري اليوم هو تفاوض ، أم تفكيك للدولة السودانية؟!
*مارشح من أخبار ومعلومات عن لقاء سفراء أمريكا وبريطانيا والامارات والسعودية ، وبعض أعضاء المجلس العسكري وبعض أعضاء قوى الحرية والتغيير ، فان هذه الاجتماعات تأتي من باب حشد الدعم الدولي عندما تعثرت المفاوضات في تفاصيل سخيفة وممجوجة وتشبه خلافات الأطفال والصبية ، وهدفها الأساسي أن تنتهي المدة التي حددها الإتحاد الافريقي للمجلس العسكري باعتباره حكومة الأمر الواقع ، وليس مصادفة أن يقوم مجلس الأمن الدولي بالتمديد فترة أخرى لبعثة اليوناميد بدارفور ، وليس من باب المصادفة أيضاً أن يقوم مجلس الأمن برفع عدد قوات السلام الى عشرة الاف فرد ، وفي ذات الوقت أعلنت قوات شرق افريقيا جاهزية خمسة الاف جندي ودعم التجهيزات القتالية بمبلغ اثنين مليون دولار ، ومن المعلوم أن قوات شرق افريقيا هي التي لعبت دور رأس الرمح ، مثلما فعلت قوات اتحاد غرب افريقيا عندما قامت بتصفية الإنقلاب العسكري في سيراليون ومازالت هذه القوات تحتل عملياً دولة سيراليون!!وهنا نتساءل : هل مايجري هو : تفاوض أم تفكيك للدولة السودانية؟!
* وفي هذا البلد الكظيم نرى ان المنصة قد تم تجهيزها ليقوم الاتحاد الافريقي بتقديم هذه المبادرة التي يتفاوض حولها القوم ، فهل سيتدخل الاتحاد الافريقي بتدرج يبدأ بالعقوبات وينتهي بالتدخل ؟ أم سينتهي بالتدخل مباشرة ؟!وساعتها لن نكون قد خسرنا ثورة فحسب انما خسرنا وطناً اسمه السودان ، اما الخاسر الأكبر هو محور الخليج الذي تعود على الخسائر دوماً وأشياعه التي تواليه، وقد تكسب قوى خارطة الطريق الأفريقية وجماعة الهبوط الناعم الذين يظنون انهم قد اقتربوا من هدفهم الكبير ولكنهم تجاهلوا عن عمد القوى التي قامت بالثورة فهي ترقب عن كثب مايجري أهو : تفاوض أم تفكيك للدولة السودانية؟!وسلام يااااااااوطن.
سلام يا
قال الفريق ياسر العطا أن المجلس العسكري سيرسخ الديمقراطية ويدير انتخابات حرة ونزيهة لتسليم المدنيين كامل قيادة الدولة..ياسعادتك مفروض نصدق يعني ؟ّ!ابداً ياحبيب مدنياااااااااو .. وسلام يا..
الجريدة الجمعة 5/7/2019