رغم أنني لا أندهش أبداً لسلوك الدعاة وحكم قوى الأمن حسب لغة الإسلامويين ولكنني امتعضت كثيرا عندما تابعت محاكمة البشير ورأيت التهليل والتكبير لحاكم فاسد ومرتشي. فقد وقف مؤيدو المخلوع يهتفون رافعين أصابعهم التي تعود على توقيع شيكات الرشوة والفساد هاتفين: الله أكبر الله أكبر
يقومون بتدنيس الدين على رؤوس الأشهاد ويساندون جهاد البشير الأكبر. أصيح كثيرون على بداية المحاكمات بقضايا فساد مالي وغسيل أموال ورشوة وأن تكون البداية بتهمة الانقلاب على الدستور وبالتطهير العرقي في دارفور ولكن محاكمة المخالفات المالية في رأيي أهم كثيرا لأنها كشفت الخسة والدناءة والضعف الأخلاقي لدي الإسلامويين السودانيين.
في حالة محاكمة البشير على انتهاك الدستور والانقلاب على الحكم الديمقراطي كان البشير سوف يدعي بأنهم قاموا بالتحرك لإنقاذ البلاد من ضعف الاحزاب ومن تهديد التمرد للوطن. وعن دارفور كان سيدعي بأنه قام بالحرب لمنع تقسيم السودان أما المحاكمة الخالية فكشفت كيف أن رئيس دولة المشروع الحضاري الاسلامي يقبض بقشيش من محمد بن سلمان وألا يكلم أحداً. ويعترف البشير أنه كلف "واحد متزوج قريبتنا: بتحويل مبالغ طائلة الي العملة المحلية. هذه هي صورة الاسلامويين الواقعية التي كشفها الله وفضحهم أمام شعبهم.