هاتفني صديقي يرغي ويزبد عن الدوله العميقه والتعامل مع الصحفيين وعدم السماح لهم بدخول المطار.. مقسما بأغلظ الإيمان إن الثورة قد تضعضعت لضعف وزرائها وبطء حركتهم. لك ياصديقي ولكل الشرفاء أقول.. أعلم شحنات الغضب التي أصبحت زائرا يوميا يعشعش في قلوبكم من ممارسات وظواهر تتنافى مع قرآن الثورة ودينها فمن عنف على المتظاهرين وظهور لكلاب الأمن والإنتهازيين مع قادة الثوره ومع إعلام يسبح عكس التيار.. وفوق ذلك قضايا معلقه تنتظر الحسم وسرعة البت ولا نرى إرهاصات لذلك. لا أختلف مع أحد إن كل هذه المواقف وغيرها تفرز الغضب والألم لكن إختلافي على نقطتين.... أولاهما إن ما يحدث كان متوقعا وثانيهما إن الغضب يجب ان يصبح طاقة إيجابية للتغيير إضافة للثوره ودفعا لها ولا يفتح بابا من الإحباط يقتل الثورة في مقتل. قد تختلف معي في عدم توقع ما يحدث... لكن المنطق يقول إنه من نسج الخيال أن نظن إن الدولة العميقة هي وحش...بضربة واحده من سيف الثوره سنهزمه و ستصيبه في مقتل.. الحقيقة إنها مثل وحش الاساطير الخرافي ذو السبعة ارواح كلما قطعت رأسا سيظهر اخر.. أولى هذه الروؤس هم قيادة دولة الإنقاذ إن قطعناها.. والتي لم نفعل ذلك بعد.. فما بالك في بقية الأرواح الباقيه تعربد..وبعد زوال رأس الدولة العميقع بعدها سيظهر لها رأس آخر متمثلا في كوادرهم في جهاز الدوله.. ومن خلفه رأس فاسد آخر متمثلا في قوانين الفساد ولوائحه.. ومن خلفه ثقافة الفساد وعدم المؤسسيه وفوق ذلك عقلية لم تتأدب بإحترام الحريات وإحترام حقوق الإنسان. لذا كلما قطعنا رأسا من روؤس الدولة العميقه.. سيظهر رأس آخر ومعه ممارسات وتفلتات تعكس ماتحمله دواخلهم وما تعودوا عليه وما اعتادوه فالطبيعة جبل... إن وحش الدوله العميقة قد أفرز هذه الروؤس وما يصاحبها من طبقات من الأدران والممارسات من تعسف وظلم وانتهازية لن تغسلها امطار الثورة مرة واحده فلا نستعجل النتائج ولا نحاكم الشرفاء بالضعف والفشل فلا أحد منهم يمتلك عصاة سحريه تزيل روؤس الدولة العميقه كلها وتغسل طبقات أدرانها في ضربة واحده..... بل هي عملية مستمره طبقة بعد طبقه. يجب علينا أن نعي ذلك حتى لا نفتح بابا من الإحباط والترهل فنرسل سهام التشكيك والضعف في قيادتنا فنرمي ثورتنا في مقتل عندما تبدأ جرثومة الشك في التغلغل.. فنحن الثوره ونحن من سنكتب النجاح لها وسنخط مستقبلنا بأيدينا إذا جعلنا التغيير نصب أعيننا وترجمنا الغضب لقوة تدفعنا للأمام.. ووعيا يضئ لنا دروب التغيير وما بها من أشواك وعراقيل أحبتي.. لا أقول إن قادتنا لا ياتيهم الباطل من بين يديهم ومن خلفهم.. ولا أقول إنهم فوق النقد والتوجيه.. ولا أقول لا يحق لنا الغضب على الخطأ وضعف الأداء.. وأزعم إن هناك من الأخطاء ما لاتخطئه العين ومن ضعف الأداء وبطئه ما يحرك كوامن الغضب حتى لمن له صبر أيوب وجلده.. لكن أقول فنلتزم بقواعد أدب الاختلاف الذهبيه الأولى. أن لا نسكت عن الخطأ لا نجامل ولا نجمل المعوج.. ننتقد وننصح ليس هدما ولكن لتجويد الأداء وإتقانه الثانيه.. نختلف على المواقف والافكار ونهاجمها ولا نهاجم الأشخاص ونبعد عن المحرمات من تشكيك وتخوين وسهام تغتال الشخصيه وتجرح النفوس ثالثا.. إننا في سفينة واحده نتحاور ونختلف لنجد أقصر الطرق ولنحقق أفضل النتائج.. فلا أحد يمتلك الحقيقه فلا نستعجل النتائج ولكن لا نقبل البطء والترهل... علينا ان نقبل ان كل منا في موقفه يرى الواقع بمنظاره... فلنعطي غيرنا الفرصة ليقدموا رؤيتهم وأسباب مواقفهم قبل أن نحاكمهم..نقف لنسندهم ونصحح معهم أخطاؤهم ولا نلف الحبل حول أعناقهم... إن التركة ثقيله وادران الفساد وتشابك الدوله العميقه قد خلقت ألاف من القضايا... نعلم ذلك ولكننا لن نجعلها عذرا لعدم الإختلاف ولا قميص عثمان لعدم العمل... لكنها الحقيقه إن مستنقع الأوحال عميق.. ومازال الدرب طويل.. فلنختلف ولنغضب ولكن لنجعل إختلافنا دربا لزيادة الوعي وتجويد الأداء ولنجعل من غضبنا قوة لمواصلة المسير في غسل أدران الدولة العميقه.. وحقا إنه طويل وشاق ولكن لابد لفجر الخلاص في دولة المؤسسية والعداله... و وطن الفخر والجمال وإن طال السفر...