لا تفرطوا في ضوء النهار ها هي ثورة ديسمبر الخالدة تمد يدها لإكتوبر، ومارس أبريل المجيدة أملاً في غرس المزيد من أشجار الصمغ والنخيل والأبنوس والأناناس والبرتقال ها هي ثورة ديسمبر الخالدة تحمل الوعود والآمال للأطفال بتوسيع مساحات الحقول وإنارة العقول تحمل وعداً أخضر للفراشات فوق السهول والجبال بعد إنحسار أمواج النيل ثلاثون عام فاضت فيها أرواحاً ودموع وإنطفأت أنوار الشموع وتعانقت الدماء بالمياه وتاهت الخطى في جوف الريح ونزف القلب دموعاً في صحراء قاحلة محاصرة بالغبار شدوا أوتار القلوب يا رفاق، يا ثوار ها هو الموج يشد شراعه من جديد ويرقص الأمل في الحنايا مشرقاً بضياء الثورة والتغيير شدوا أوتار القلوب، يا رفاق وسدوا كل منافذ الخراب والخطوب فالمدينة ما زالت مسكونة برموز الظلام لا تنسوا في غمرة الفرح من أضاءوا بدمائهم وأرواحهم عتمة الدورب وأعادوا نبض الحياة الذي تاهت خطاه ومشوا فوق اشواك النضال سنينا وعقود ها هي الخرطوم تعانق أديس أبابا حباً ووفاء وتهتف للعواصم الثائرة في كل من بغداد وبيروت لكي تعود الحياة لعواصم الحضارة والنور التي سكنها الفاسدين والطغاة الذين سرقوا البسمة من الشفاه وغرسوا اليأس والقنوط وأرغموا البعض على الخضوع ووطنوا الفقر والجوع تحت رايات الدين والنفاق شدوا أوتار القلوب، يا رفاق وأوقدوا الشموع ها هو فجر الحرية يملأ الأفق فلقد أعدتم للشعوب ثقتها وغرستم أحلام الربيع الشعوب لا تخشى النهار من قال أن النور يأتي بالخراب والدمار . . ؟ النور يأتي بالحياة، ويفتح ألف باب أوصده من جزؤونا إلى دويلات وقسمونا بأسم الدين والطوائف وحولنا إلى جزر نائية يسرح ويمرح فيها الفاسدين . . ! لذا شدوا أوتار القلوب وأوقدوا الشموع وأغرسوا قيم الثورة والحرية في كل بيت وفي كل حارة لا تتركوا الأشرار ينشرون أوهامهم وحماقاتهم لا تتركوا الليل الرهيب يغتال النهار، في وضح النهار يا رفاق .