رسائل عرمان .. عودة الوعي

 


 

 

 

اﻻفادات التي ادلي بها غريم الاسلاميين التاريخي اللدود .. ياسر عرمان حول استحاله استئصال التيار الاسلامي العريض ..باعتباره جزء من الحركة السياسية السودانية الممتده منذ عشرات السنين .. وباعتباره كذلك تيار يحمل فكرة إلتف حولها جماعة من الناس لهم وجودهم الواقعي وحواضنهم اﻻجتماعيه .. بغض النظر عن راي بعض الناس في هذه اﻻفكار وجدواها.. ولقد اثبتت التجربه المشاهده ان اﻻفكار ﻻتموت حسب.. ما ذكر عرمان.. وما تحقق في الواقع ايضا..لقد حاول الاسلاميون انفسهم ذلك مع كل خصومهم وغرمائهم .. قبل وصولهم للسلطه او في اثناء توليهم لها وفشلوا في ذلك فشﻻ ذريعا..مما اضطرهم في اخر المطاف لعقد العديد من اﻻتفاقيات و المصالحات والمساومات مع خصومهم وغرمائهم حتي دالت دولتهم..وبعد الثورة هاهي السيطرة والنفوذ علي المشهد اﻻن تعود لألداء خصومهم ومناوئهم..ليقف هذا دليﻻ علي خطل فكرة اﻻستئصال والبتر والنفي. ومن قبل ذلك طالب الحاج وراق اﻻ تعزل فصائل الاسلاميين التي لم تطالها شبه فساد او جرم ارتكبته او استغلال نفوذ .. بل ان بعض فصائلهم كانت جزء من الثورة ونالهم مانال اﻻخرين وقدموا الشهداء والجرحي كباقي الفصائل والكيانات التي اشعلت فتيل الثورة..وطالب الحاج وراق ايضا ان يكون هؤﻻء جزء مشارك في ترتيبات الفترة اﻻنتقاليه..وقد سبقهما بهذا القول من قبل الدكتور الشفيع خضر الذي طالب بضرورة حدوث مساومة تاريخيه بين الاسلاميين واليسار تعلي فيها قيمة الوطن علي اﻻيدولوجيا الوحلة و المغلقه والنافيه لﻻخر ..والعمل علي اﻻنفتاح علي بعضنا البعض. للمساهمة في وضع الحلول لكل قضايا راهننا السياسي البالغ التركيب والتعقيد.. بذهن واعي وقلب مفتوح، ولوضع حدكذلك للصراع التاريخي الحاد والمدمر والعدمي بين الغرمين اللدودين..الذي احرق الحرث والنسل وعطل مسيرة البﻻد ومصالح العباد وجعلنا في مؤخرة اﻻمم..تخلفا وجوعا وجهﻻ ومرضا..هذه الدعوات تنبئ عن رشد ووعي سياسي بدأ يتكون داخل حركتنا السياسيه ونخبتها الفاعلة..وإن بدي حييا خجوﻻ بسبب رقصات الهياج المتبادل التي طبعت الواقع بسمتها وطقوسها .. ولكن. وبمزيدا من الطرق علي هذه اﻻطروحات والمبادرات وحشد المناصرين لها. والصبر والقناعة واﻻيمان باﻻ مخرج اﻻ بهذا الطريق.. يمكن ان يسود هذا الوعي ويصبح مزاجا عاما ومن ثم يتسرب الي داخل ثنايا وتﻻفيف ومخابئ القديم المحافظ. ليطفئ نيران احنه وضغائنه ومواجده داخل اطرنا السياسيه..التي ﻻيزال البعض من منتسبيها ﻻيريد ان يتزحزح من تلك الحاله الشعوريه قيد انملة باعتبارها مقدس ﻻمقدس بعده.. والمحافظه عليه مسأله واجبات ﻻنوافل والمساس به مساس وجودي..دونه خرط القتات.. وللدكتور التجاني عبدالقادر سهم مقدرفي هذا الشأن..عندما كتب عن الثنائيات المدمرة التي تسم واقعنا في كل مجاﻻت انشطته من سياسة وثقافه واجتماع وفنون ورياضه..وخلص الي ان المنافسه الثنائيه في هذه الانشطه ﻻتقوم علي التجويد وحسن اﻻداء واﻻبتكار..وانما تقوم في المقام اﻻول علي تدمير المنافس في الطرف اﻻخر وسحقه ونفيه من الوجود .حتي وان تجاوز الضرر حدود المستهدف واتسع نطاقه واصاب اخرين ﻻذنب لهم..فإن مصوب الفعل يحس بنشوة اﻻنتصار علي غريمه بغض النظر..عن اﻻثر الضار الذي ترتب علي فعله..

هذه النفوس التي وطنت افرادها علي البغضاء والكراهيه وبنيت علي السخائم والتشفي..ﻻتبني اوطانا وﻻتجلب منفعة وﻻ تزيح ضررا .. واصحابها غير جديرون للتصدي لقيادة الناس وسياسة امورهم .. لقد اصاب بﻻدنا ما اصابها بفعل هذه المواجد وضغائن اﻻنفس الصغيرة التي كانت دون مستوي تحدي بناء امة خرجت لتوها من ربقه اﻻستعمار.. وتريد ان تجد لها موقع قدم تحت ضوء الشمس وبين اﻻمم..ولكن..لم تكن النفوس كبارا..لم يكن من آلت إليهم اﻻمور علي قدر التحدي.. فمع اول اختبار جدي ﻻمتحان الوطنية والصبر علي مطلوبات الديمقراطيه..كان السقوط المدوي في اﻻختبار والوطنيه واﻻيثار وتحمل اﻻخر المختلف..السقوط الذي لم يعقبه قيام الي يوم الناس هذا..أليس من الخطل تجريب المجرب؟؟ الذي لم يحقق ﻻتقدما وﻻنماءا وﻻ ازدهارا..نرجو بأنفتاح كوه الامل هذه..ان تنداح المبادرات التي تحث علي الوعي بحاضرنا والتحديات الجسام التي تنتظره..واحسب ان ياسر عرمان عندما نادي بدعوته تلك ﻻيريد بذلك مغازلة الاسلاميين او كسب ودهم اوجعلهم رصيدا سياسيا لمقبل ايامه..ولكن حرصا منه علي هذه البلاد التي تمثل لنا اطارا موضوعيا نتنافس عليه وفيه.فإذا مافقدناه لم نجد ما نتنافس عليه.. وقد ذكر ياسر ذلك عندما قال انه حريص علي هذا البلد ويخاف عليه من التمزق .. ومستعد لفعل اي شئ لتجنب هذا المصير.. وللرجل تجربة طويله وعﻻقات متشابكة.. ويدري كيف تصنع القرارات في دهاليز المنظمات الدوليه وهيمنه الدول الكبري علي المسارات السياسيه وتقاطعات المصالح داخل هذه المنظومات..ولهذا هويدرك.. كما قال.. ويعرف ماذا سوف يحدث اذاما تشظت البلاد وتمزقت في ظل اقليم هش تكتنفه الصراعات الداخليه والمطامع اﻻقليميه وتقاطعات اصحاب النفوذ والهيمنه..ولقد اكبرت فيه قوله (اننا لن نسمح ان تكون رؤيه البعض مدخﻻ لتمزيق السودان وتفتيت وحدتها.)..هذا هو الوعي والنضج اﻻستراتيجي الذي كنا نتمناه لنخبنا وقادتنا منذ امد بعيد... ولكن ان تأتي متأخرا خيرا من اﻻتأتي..وتكون اسير لحالة عدميه لم ولن تثمر شيئا.. واعتقد ان مشروع المنظومة الخالفه للشيخ الراحل حسن الترابي..لم يبارح هذا التوجه ودعمه..ومايؤيد اعتقادي هذا مارشح من معلومات انه قد اقترح ان تؤول مهمه التبشير بهذه المنظومة نفرمن خارج نطاق الفضاء التقليدي للاسلاميين ..ومن اﻻسماء التي رشحها لهذا الدور الدكتور الشفيع خضر.. واحسب ان هذا الترشيح لم يكن اعتباطا..انما كان وليد حوارات عميقه شرحت جذور اﻻزمه السودانيه وقلبتها علي كل اﻻوجه والصعد.. ووصلا فيها(الشيخ والدكتور) لنتائج وقواعد مشتركة تخرج البلاد من حالة التوهان التي ترزح فيه..وان عاجل اﻵجل الشيخ ومنعه من التبشير بهذا المشروع.. فإن المؤمنين بذات النهج ..نهج تجميع الطاقات ﻻتبديدها..وضم الصفوف ﻻتمزيقها..وتوحيد اﻻهداف ﻻبعثرتها..هؤﻻء المهمومون بمشروع صناعة وعي جديد.. كالدكتور الشفيع خضر .. وياسر عرمان .. والحاج وراق .. والتجاني عبدالقادر وغيرهم من حملة مشاعل الوعي لقادرين علي ان يبلغ الحلم مرامه والمشروع مراميه.

///////////////////

 

آراء