سلام يا .. وطن
*دلفنا الى العام 2020وفي القلب ألم وتطلع وترقب وانتظار ، وتشاؤم يمد رأسه فيصطدم بتفاؤل خجول ونحن نعيش ونتعايش مع هذا الواقع السياسي المأزوم ، والعام الذي أطل قد جاء عقب أعظم الثورات التي غيرت وجه التاريخ ، ولكن كل الدلائل تشير الى أن لصوص الثورات يعملون بشكل لاشرعي لإختطافها والمتربصون كثر واللصوص أكثر والإنتهازيون بلاعدد ، وندخل العام الجديد ونصطحب معنا سدنة الهبوط الناعم الذين أوصدنا أمامهم الأبواب فدخلوا في غفلة من الزمن بنوافذ الثورة ، ونحن على يقين بأن هذه الثورة تحميها أرواح الشهداء ودماؤهم والباحثين عن حق الشهيد الذي لم يتردد في ان يقدم حياته لبناء سودان الثورة وسقوط الطاغوت ، وندخل العام الجديد ونحن أكثر وعياً بأن آفة هذا البلد في أن ساسته منشغلون بمن يحكم السودان بدلاً عن أن يكون كيف يحكم السودان!!والكافرون بالمد الثوري وأدبياته نجدهم مهمومون بالمحاصصة وبأحط الوسائل التي تبدأ بتليفونات آخر الليل التي تستجدي المناصب ولو على دماء الشهداء ، ويؤكدون على أن الإنقاذ التي أسقطناها مازالت باقية في مطامع البعض وطموحاتهم الكسيرة وهم أول من يعلم أنهم بلاقدرات ولا مواهب ولا حتى إرادة تغيير ..وماذا نقول : عامٌ مضى ..عامٌ أتى .
*عامٌ أتى والسودان مرتهنٌ لثمانية وعشرين كوكباً من قحت يلتئم شملهم ليحددوا أسماء ولاة لا يعرفهم أحد بل هم من المنكرين وماأتت بهم الا الاحزاب العذاب ، ومن هنا نخاطب رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك ونقول له : حذاراك أن تستجيب لهذه الكواكب المحترقة ، فإنهم سيقودونك لحتفك ، ونتحداك ونتحداهم أن يقدموا السيرة الذاتية مصحوبة بأسماء هؤلاء الولاة المرشحين ليكونوا بدائل لولاة لايقلون عن رتبة اللواء في الجيش السوداني وبالتأكيد مشبعين بالخبرة والتجارب الأمر الذي جعلهم حتى الان محافظين على الولايات وممسكين بزمام أمرها بحنكة ودراية ، وهؤلاء أفضل من ولاة يأتون للحكم من خلال محاصصة حزبية ليحكموا بإنتهازية مقيتة لمسناها من قومٍ تنادوا تحت سقف قحت وتواثقوا على ان لايتبوأوا منناصب وان تصبح قوى الحرية والتغيير خارج دولاب العمل التنفيذي ، ولكنهم سرعان ماإبتلعوا كلما اتفقوا عليه وهضموه بسرعة تفضح شهوتهم للسلطة التي لم يتورعوا أن يحوزوها من بوابات المحاصصة ، وأيضاً نقول : عام مضى وعامٌ أتى .
*وتأتي الأسئلة المتواترة لماذا يتحكم ثمانية وعشرون فرداً من المجلس المركزي في مصير شعب إختار الثورة السلمية طريقاً للتغيير وأسقط نظاماً قاهراً ومستبداً ، ويظل ولاة الولايات العسكريون يسيرون دولاب العمل بإقتدار كبير وقليل من الضيق ، وتنمو خميرة العكننة من فرط نمو نعرة المحاصصة التي يصر عليها جماعة الحرية والتغيير ويتم تسريب المعلومات على نفس نهج الانقاذ الذي يمكن أهل الحظوة ، واليوم يتحكم في مصير بلادنا القلة من الشلل والاصحاب والرفاق وزولي وزولك وصاحبي وصاحبك.. وبلادنا تتفلت من تحت أيادينا ، وهذه الرسالة نرفعها لحمدوك بأنه مازال الامر بيدك فإن أرغمك هؤلاء على فرض ولاة المحاصصة الحزبية فانه سيكون سوقاً للنخاسة السياسية وهذا ما سيعيد الوضع الى أيدي الثوار وساعتها ستعض على اصبع الندم وهذا مالانرجوه ..ونظل نردد : عام مضى عام أتى .. فليكن خيراً ومحبة ..سلام وعدالة ..وحرية وسلام ياااااااااوطن.
سلام يا
السلام هرم قاعدته المحبة وقمته السلام المطلق ، كل عام وكل السودان ينعم بالخير العميم والسلام المقيم ..وسلام يا..
الجريدة الأربعاء 1/1/2020
/////////////////