إلي أين نحن مساقون!؟

 


 

 


سلام يا وطن

*المشهد السياسي ينذر بوضع جد أليم، فإن الثورة التي ضربت أروع الأمثلة في المقدرة علي التغيير ينقصها الآن المعرفة بطرائق التغيير والموروث الثقيل الذي ورثته عن النظام البائد ويبقي من أكثر العوائق التي تحتاج للمقاومة والتغيير فإن آفة هذه الثورة إنها قد فتحت المجال واسعا أمام المتسلقين والإنتهازيين والذين عرفوا من أين تؤكل كتف الثورة، فالثورة المضادة من جهة ووالقافزين من مركب الإنقاذ وباعة السياسة المتجولين كل هؤلاء يعوقون مسيرة التغيير، فالأزمات المتلاحقة في الدقيق والخبز والوقود والإرتفاع الجنوني للدولار وإرتفاع معدلات التضخم وغيره قد أكد علي أن الثورة التي حسمت أمرها مع النظام البائد بشكل قاطع أوجزته في كلمتين إثنين (تسقط بس) ، وهذا السقوط الذي تم لم يترك أي مجال لمساومة النظام البائد أو التعويل عليه في التحول الديمقراطي علي الأقل في الراهن الحالي، فالأهم والأولى أولوية قصوي هو السرعة في تفكيك التمكين ولا مجال إطلاقا لإعادة دورة النظام البائد ولا بأي شكل من الأشكال فشعبنا القادر على الصبر على الأزمة الإقتصادية الراهنة فهو أيضا قادر على صناعة الغد المنتظر بالوفاق والحياة الحية والتحول الديمقراطي. 

*والتحدي الذي يواجه أهل السودان هو السلام وماتم الإتفاق عليه في جوبا وتوقيع الإتفاق الإطاري بين الحركة الشعبية جناح مالك عقار والحكومة لهي خطوة في إتجاه توقف أزيز الرصاص وهذه الخطوة بنتظر أهل السودان أن تشمل بقية المسارات في جوبا ويبقى أمامنا السؤال الكبير هل القوى السياسية مهيأة الآن للدفع ببرامج تستوعب تطلعات الثورة وأهدافها وتعرف قيمة تضحية الثوار الذين قدموا دمائهم من أجل سودان جديد واليوم يتطلع الثوار ليجنو ثمرة هذه التضحيات الجسام وبرغم خمائر العكننة التي تلوح في الأفق جراء الأزمات ومؤامرات الفئة الباغية التي لم تستطع الفطام بعد ثلاثين عاما من الرضاعة من ثدي الشعب السوداني، فإن مؤامراتهم لن تتوقف وجماعاتهم مازالت تدير دولاب العمل التنفيذي والدولة العميقة تقوم بدورها القبيح في المحاولات المتعددة حتي تفشل تجربة الحكومة الإنتقالية وهذا مبتغى دونه خرط القتاد.
*حقا ويقينا ثابتا أن هذه الثورة لايمكن أن ترجع للخلف مهما تكالب عليها شذاذ الآفاق فهي ثورة قد ولدت في مخاض أليم ومهرت بالدم العزيز فليس أمامنا جمعيا من سبيل غير الحفاظ عليها ودوام السهر من أجل أن تبقى حية في العقول والصدور، والمحاولات الغبية التي يقوم بيها البعض لتشويه صورة الفترة الإنتقالية فاننا بالرغم من تحفظاتنا عليها ألا أننا نعرف أن أي محاولة لإضعاف هذه الحكومة الإنتقالية بالمقابل تتهيأ الأرض للإنقلاب وهذا وضع مانرى أن شعب السودان بحاجة لسماع البيان رقم واحد مرة أخرى، أما ما يجري بين المجلس السيادي ومجلس الوزراء وعلى الرغم من ضعف الأداء بل وسوء الأداء يمكن أن نقول فإن الثوار هم حماة ثورتهم والثورة قادرة على أن تفعل ماتريد وأكبر ما تريد أن تحمي نفسها وتبني سودان جديد.. وسلام ياااااااااااوطن
سلام يا…
الأستاذعثمان ميرغني صحح لنا عن مقال الامس أنه قابل المرحوم الزهاوي أبراهيم مالك وزير الإعلام في ذلك الوقت وهو الذي أخذه من المعتقل إلي منزله وليس كما أوردنا في المقال أن الذي قابله علي عثمان محمد طه، حق علينا أن نشكر عثمان ميرغني علي تصحيح المعلومة وعلي سعته في تحمل ما ذهبنا اليه ومازلنا نصر علي ما كتبنا ونعتذر عن ايراد المعلومة الخطأ ورحم الله الزهاوي ابراهيم مالك وكل الشكر للأستاذ عثمان ميرغني.. وسلام يا
الجريدة الأحد ٢٦/1/٢٠٢٠

 

آراء