إنها شهادة ميلاد ورقم غير وطني !!
سلام يا .. وطن
*عندما نرى امهات واخوات واخوان الشهداء الذين تتجدد أحزانهم مع كل حالة فشل سياسي واقتصادي ، فإرتفاع سعر الدولار ، وإنفلات الأسعار في الأسواق ، وعندما يبدأ وزير المالية في رفع الدعم ويعمل على تنفيذ سياسات البنك الدولي ونفس الأمريكي من الأصول السودانية الدكتور / ابراهيم البدوي الذي نفذ سياسات صندوق النقد الدولي والتي أفقر بها العديد من دول الجوار الإفريقي ثم أعيد لهذا البلد المأثوم وزيراً للمالية في الوقت الذي يعلم جيداً أن هذا البلد الطيب يذخر بالكفاءات الكبيرة والتي كانت تعتقلهم الإنقاذ وتضيق عليهم الخناق ، ووجدناهم في معتقلات موقف شندي يُضربون ويهانون ويعتقلون ، وكم من المرات أثناء المقاومة وجدنا علمائنا من أساتذة الجامعات السودانية يقف على رؤوسهم جنود في مقتبل العمر يتبعون لأمن قوش ، ولأن الحارس كان لايعرف قيمة وقامة من يحرسهم ، فكانوا ينظرون اليه بالحنق المختلط بالرثاء على شخص يرونه موضع حبهم وعطفهم ويراهم موضع حربه ، والمسافات متباعدة بين التكنوقراط في هذا البلد والتنكوقراط القادمين من بلاد ألفوها وأرضعتهم ماتريد لهم ان يرضعوه ، ثم قاموا بدفعهم لكراسي الحكم وكأنهم قادمين من كوكب لايشبه كوكبنا ولاوطننا الحزين ، واليوم ندفع الثمن كأمة ليس لها ذنب سوى انها وثقت في نخبتها وسلمتها قدرها وقرارها، ثم قبضت الريح.
*والحكومة الإنتقالية التي جاءت من عمق أحلام الثورة التي مهرتها دماء الشهداء ، فكان من ثمارها المفردة الرائعة (شكراً حمدوك ) وهذا الشكر المنتشر لم نكن لنقف ضده لأننا كنا نحلم ونرجو من الحكومة الانتقالية بتكويناتها التي حملت العديد من الجنسيات المزدوجة تحت لافتة الكفاءات ، ولكن عندما وقعنا تحت أول امتحانات الواقع المرير ، إفتقدنا القوت والوقود ، ولزمنا الصبر على الحكومة رغم علمنا أن جل وزرائها بلامرجعية يتم محاسبتهم من خلالها فمثلا لو أخذنا وزير التجارة والصناعة قبل ثلاثة اسابيع يتحدث عن نهاية الصفوف بالنسبة للخبز ، وكلنا كنا نعلم أن هذا الوزير لم ينجح في ادارة منظمة فكيف يسلمونه التجارة والصناعة؟ وعندما فشل في وعده وجدنا ان كلما استطاع فعله هو الإعتذار عن فشله ، ونحن نقف في الصفوف نرى ان مدني عباس يرى شعبنا أنه إضينة ( فقام يتعذرلوا )، ومانحن كذلك ، ولطالما ان مدني يترفع عن الاستقالة المسببة بالعجز ، فان الدكتور حمدوك عليه ان ينحاز لنا ويقيل الثلاثي المفجع: وزير التجارة والمالية والزراعة ، فان هؤلاء القوم يسيرون على ذات الخطى التي جعلتنا نخرج الشارع ونسقط نظام القتل والتجويع ، ليأتي هؤلاء ويقفزون في غفلة من الزمان ولانجد عندهم شيئاً غير الفشل ، أقلهم اليوم وليس غداً سيد حمدوك فان السيل قد بلغ الزباء ، وفشلهم يحمل الان شهادة ميلاد ورقم غير وطني .. وشكراً حمدوك .. وسلام ياااااااااوطن..
سلام يا
كان نقاشاً حاداً ، الجميع يقدم ماعنده بحثاً عن مخرج ، وخلصوا الى السؤال الكبير : هل أزمتنا أزمة اقتصاد ؟! صرخ احدهم لا والف لا ، إنها أزمة اخلاق .. وسلام يا..
الجريدة الاحد 16/فبراير 2020