بلد في متاهة و أحزان وزير الصحة!!

 


 

 


سلام يا وطن

*الموكب الذي تم تسييره نهار الخميس الماضي تحت مسمي رد الجميل ، كان بكل المقاييس يقع في دائرة الحراك الديمقراطي في بلد حرمت من كل مظاهر الممارسة الديمقراطية على مدي سنوات الحكم المباد ، و لكن اللافت للنظر أن الموكب لم يكن مليونياً و الحشد الذي امتلأ بالحماس ليعبر عن ادانة اقصاء الضباط المحسوبين على انهم قاموا بمناصرة الثوار و ايا كانت الرؤي حول دور الجيش في مناصرة الثورة فهنالك رؤي مقابلة لها حول تقاعس الجيش في مناصرة الشعب عند فض الاعتصام ، فما بين هذه الرؤية و تلك يبقي شعبنا ينتظر الحقائق الغائبة او المغيبة حول فض الاعتصام ليس ذلك فحسب بل يضاف اليه ما جرى حول الوثيقة الدستورية من تلاعب فيها وبعضاً ممن وقف على قارعة الشارع السياسي ليعلن على روؤس الاشهاد ان لا مكون من مكونات الحرية و التغيير سيتبوأ منصبا سياسيا او تنفيذيا ، و لكن فوجئ الشعب السوداني بان القصة كلها عبارة عن محاصصة قام بها لصوص الثورة ، ففتحوا الباب على مصراعيه للثورة المضادة فلم نكد نعرف هل هم ثوار ام امتداد للنظام المباد الذي وجد الابواب مشرعة بعد أن اخرجهم الشعب من الباب فدخلوا من الشباك السياسي .

* و ليت الحكومة الانتقالية اتت كما اقتضت الوثيقة الدستورية و السياسية بأنها ستكون حكومة كفاءات فمن هم هؤلاء الكفاءات ؟! فخذ مثلا وزير المالية الدكتور ابراهيم البدوي الذي خرج من السودان منذ العام 1988قبيل الانقاذ و كانت كل قضيته انه عندما برز الصراع السياسي داخل حزب الامة بين الامام الصادق المهدي و المرحوم بكري عديل انحاز البدوي لبكري عديل فاطاح به الامام و غادر الي الولايات التحدة الامريكية ، فضمه البنك الدولي كواحد من الباحثين الذين قاموا بتدمير الاقتصاد الافريقي و لم تجد امريكا افضل من هذا البدوي حتي ارسلته وزيراً لمالية هذا البلد المنكوب ، و المفارقة أن حفل وداع البدوي سبق تعيين الحكومة الانتقالية للاسف الشديد ، و لذلك عندما تناولنا عبر هذه الزاوية ازمة هذا البلد و الجنسيات المزدوجة فاننا كنا نحسب ان مثل البدوي و اضرابه لا يعرفون ما جري خلال ثلاثين عاما من متغيرات وجدناهم ينظرون الينا من عليائهم وكأنهم مبعوثين العناية الالهية لنا ، و هم في حقيقتهم ينتمون لدولهم الجديدة و ثقافاتهم المكتسبة ، متناسين ثقافاتهم التي رضعوها من امهاتهم ، و عديد من الوزراء الذي تناولناهم في هذه الزاوية ذلك الوزير الذي لم يصدق انه وزير في هذا البلد ألا وهو وزير الشؤون الدينية و الاوقاف و الذي كان قصاري حلمه ان يكون معلم دين في مدارس كوستي فنصر الدين مفرح يستهدف موظف في الدرجة الاولي و يقذف بقوانين الحكم الاتحادي جانبا و يشكل لجنة ولائية في النيل الابيض لتراجع ملف كمال احمد عبدالله حقا انه زمن البؤس ، و اشراقة وجدناها عقب الفض العنيف للموكب و وزير الصحة د.أكرم على التوم يجلس على الارض مع المرضى المصابين من جراء التعامل العنيف الذي قامت به السلطات التي تعمل على تفريق الموكب فهرع الرجل ليداري سوأة حكومته فأحتمل غضب الثوار و امتص ردة فعلهم وكان جميلا و كريما و اكرم ، و لم يغب عند الحاجة ، و رغماً عنه سأقول له شكراً أكرم ، فإن العنف الذي قوبل به الموكب عمل يحتاج للادانة و الشجب و المحاسبة فالاصابع التي تريد ان تثير الفتنة و تمنع المد الديموقراطي و توقف مسيرة الوعي بالحقوق هي نفس الاصابع التي اوقفت مسيرة وعي الشعب السوداني ثلاثين عاما وسنبقي نصر على هذه المواكب و ستبقي الثورة متقدة و لن نسمح لان تكون بلادنا في متاهة و لا حزن لوزير الصحة بعد اليوم و سلام ياااااا وطن .
سلام يا
هل ترانا بحاجة لنسأل سؤالاً غير برئ ماذا فعلت لجنة فض الاعتصام قبل ان ندخل في لجنة فض اعتصام أخري؟ .. وسلام يا
الجريدة السبت 22/2/ 2020

haideraty@gmail.com

 

آراء