اعادة قراءة لشهادتي للتاريخ (47): صرح المخض عن الزبد
عند موائد الرحمن الفكرية
حول ست من شهاداتنا للتاريح تجيب علي السؤال الأثيوبي الجوهري: لماذا لم تنته أثيوبيا من إنشاء السد خلال السبع أعوام الماضية"وهل يقفل ملف القضية باتمام تشييد السد؟
والدراسة واحدة من روزَنامة من البحوث لهذا الباحث التي تقدم الحلول التقنية لمشاكل التنمية ، المنشور بعضها في النت ، فمن رغب في الأطلاع عليها يجدها في أخر هذه الحلقة
بروفيسور د. د. محمد الرشيد قريش* مستشار هندسي
****
"أنهم في البداية سيتجاهلونك .. ثم يسخرون منك .. ثم يحاربونك .. ثم تنتصر " (غاندي)
: اللاعبون علي مسرح سد النهضة:
اللاعبون علي "مسرح العمليات" في تشييد السدود هم عادة أربعة:
العميل (The Client - C) هنا هو"شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية" (Ethiopian Electric Power Corpor.- EEPCo.) " مالكة السد هي "السلطة المشرفة" علي انشائه المقاول الرئيسي (الدولى) The Primary (Int’l) Contractor—IC وهو هنا "شركة "بناة ساليني" الايطالية (Salini Costruttori) المقاول المحلي (The Local Contractor - LC). وهو هنا شركة المعادن والهندسة "ميتيك" التي تديرها الدولة و المتعاقدة على القطاعات المعدنية الخاصة بالمكونات الكهروميكانيكية والهيدروليكية في المشروع
والمهندس الأستشاري الغائب --لماذا ؟ (و"الحاضر"؟ - كيف ذلك؟) !!
اذا ، الملفت للنظر وسط اللاعبين علي مسرح سد النهضة هو غياب "المهندس الأستشاري" "Engineer (CE) Consultingعن المشهد! لكن لماذا؟ وهو امر ضروري حتي في المنشاءات الصغيرة، فما بألك بسد سعة خزانه 74 مليار م3! وهل هناك من يحاول أن يتقمص دوره وينوب عنه؟ وما كلفة ذلك؟هذا ما سنفصله هنا وسيكون أول لبنة في الأجابة علي السؤال الذي طرح في اثيوبيا " لماذا لم ننته من إنشاء السد خلال السبعة أو الثمانية أعوام الماضية"! و باستدعاء "الرسم البياني الخطي" (The Linear Responsibility Chart) لمهام تشيد المشاريع المائية وفق الأعراف الهندسية المتعارف عليها وتحديد الدور الذي كان ينبغي أن يقوم به كل من اللاعبين علي مسرح سد النهضة نجد أن: □ دور المهندس الاستشاري في مرحلة الدراسة (التخطيط) للمشروع يتمثل في: مشاركة شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية في تحديد احتياجات المشروع وأن يقدم النصح حول المقاول ومورد المواد ويرسل دعوات "المناقصات" ( IFBs) أو "طلبات عروض الأسعار" (RFQs) الخ...
وفي مرحلة "التقرير التنفيذي" للمشروع علي المهندس الاستشاري: إعداد وتقديم "دراسات ما قبل الجدوى" (Pre-feasibility Study)على سبيل المثال تحديد المعلمات العريضة وطرح الخيارات المتاحة وتحديد الخطة الإنمائية الأمثل للموقع ثم تقديم "التقريرالتنفيذي" وفي مرحلة التصميم الهندسي المفصل: يختار المهندس الأستشاري التكنولوجيا، على سبيل المثال: نوع السد وارتفاعه منشئات التحويل ، على سبيل المثال: o التربينات والمولدات ومواصفاتها o وماسورة تغذية التيربينات( Penstock) o وحوض التوازن ( (Water Intakes, Surge Tanks ويرفد العميل (أي شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية") بتفاصيل "مواصفات التصميم التفصيلي" و مستندات / ورسومات العقد
وفي مرحلة التشييد: يضطلع المهندس الاستشاري بمهام: الإشراف والتخطيط والبرمجة والتنسيق بين -- والإشراف على -- المقاولين وتفقد المواد وتجويد الصنعة أثناء البناء وتحقيق احكام السد لمنع التسرب (Sealing Techniques) ومعالجة الأساس بواسطة الحقن (Grouting)
"قَطَعَتْ جَهِيْزَةُ قَوْلَ كُلِّ خَطِيْبٍ"* شهادة رئيس وزراء أثيوبيا
تتمحور هذه الشهادة حول أربع عناصر هي : تأخير تكملة السد فشل المقاول المحلي مشاكل التصميم فشل تركيب التربينات
Ω نفل موقع "سودارس" الألكتروني في موقعه التالي https://www.sudaress.com/smc/148531 تصريح رئيس وزراء إثيوبيا حول تأخير بناء سد انهضة واخفاقات المقاول المحلي ، ونشر مع التصريح دراستنا بعنوان شهادتي للتاريخ (12) مخاطر غياب "المهندس الاستشاري" والتداعيات الخطيرة لغياب منظومة دراسات الجدوي المتكاملة: عن سد التهضة
وكأن الموقع يريد أن يقول "هنا تكمن اسباب ألاخفاق ، وهو محق في ذلك وان كان ذلك جزئيا ، فهناك بجانب شهادتي للتاريخ (12) "شهادتي للتاريخ (15): "عيون" (بوابات) سد النهضة لم تَغَمُّض ، بل لازالت مُشرَّعة علي مصراعيها للتفاووض" ، و "شهادتي للتاريخ (16- أ) ما بال اقوام يقولون أن:"كل ما يتعلق بتصميم السد وسلامته قد تم الأنتهاء منه"! و"شهادتي للتاريخ 18" ما بال أقوام يَزْعُمُونَ أَنَّ أمرسلامة السد قد أَوْصَدَ وأَزْلَجَ"!) و"شهادتي للتاريخ (19) : أصَحِيحُ أن الروصيرص أَحْرَى وأَجْدَرَ بالفشل الهيكلي من سد النهضة" و"شهادتي للتاريخ"(23- أ) " كيف سيُضَارَّ السودان من سد النهضة ومُتَلاَزِمَاته؟"
∆وجاء في الأخبار أن لجنة علمية كونت في أثيوبيا قد اطَّلَعْتَ علي كل ما كتب في النت في السودان سلبا وايجابا عن سد النهضة ووصلت فيه الي قناعة عبر عنها رئيس وزراء اثيوبيا بتصريحاته الأخيرة ، والتي اضاف اليها قوله أن " علينا أن نطرح السؤال التالي : وهو لماذا لم ننته من إنشاء السد خلال السبعة أو الثمانية أعوام الماضية" ، وهو ما سنحاول الأجابة عليه في هذه الدراسة ∆هذا يعني أن الذين فندوا فوائد السد المزعومة وكشفوا مضارة الماثلة ومخاطره الموعودة كانوا علي حق في ما ذهبوا اليه كما يتبدي ذلك من تصريحات رئيس وزراء أثيوبيا : "فَأَمَّا الزَّبَد فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ" (الرعد 17)
صرح المخض عن الزبد
Ω لنستكشف اخفاقات الاطراف المختلفة ، نحتكم في مرجعيتنا هنا الي معيارين: "الرسم البياني الخطي" لمهام تشيد المشاريع المائية (The Linear Responsibility Chart) وفق الأعراف الهندسية المتعارف عليها لتحديد مهام وأدوارالمشاركين في كل مراحل المشروع المائي أو غيره من الأعمال الأنشائية
Ω اخفاقات ألمقاول المحلي (The Local Contractor - LC)
و ألمقاول المحلي هنا هو شركة المعادن والهندسة "ميتيك" وباستدعاء "الرسم البياني الخطي" لمهام تشيد المشاريع المائية وفق الأعراف الهندسية المتعارف عليها نجد أن:
دورالمقاول المحلي ( أي شركة المعادن والهندسة - ميتيك) ، في مرحلة التخطيط للمشروع هوالقيام بالمسح الأستطلاعي (الطوبوغرافي والجيولوجي) وبالمسوحات الكنتورية ومسوحات المياه، واستخدامات الأرض وبتحليل التربة وبالحفر الأختباري(Trial Boring) ، مثلا لتحديد تأثير: الجريان النهري على سعة المفيض والتضاريس الأرضية علي درجة الأنحدار والجيولوجيا علي المقطع العرضي الخ.. وتستطيع شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية" كسلطة مشرفة" علي السد تقصي ان كانت شركة المعادن والهندسة (ميتيك) قد قامت بكل تلك الدراسات أم اعتمدت علي الدراسات التي كان قد قام بها "مكتب استصلاح الأراضي" الأمريكي (US Bureau of Reclamation) بدءا من عام 1964! علما بأن البيانات التاريخية السابقة لتصريف النهر – والتي استخدمت مثلا لأختيار فترة العودة لسد سنار ثم لسد الروصيرص -- أصبحت غير موثوق بها وفق منظور الهيدرولوجيا الجديدة" (Modern Hydrology) ، كما سنري لاحقا في هذه الدراسة!
شهادة رئيس وزراء أثيوبيا حول تأخير تكملة السد أشار رئيس وزراء إثيوبيا الي: عدم استكمال المشروع وفق الجدول الزمني وأضاف قائلا: "إذا واصلنا السير بهذا المعدل، فإن المشروع لن يرى النور" ! أن "ميتيك" تسببت في تأخير بناء مشروع السد، مضيفا:"ولقد سلمنا مشروعا مائيا معقدا إلى أناس لم يروا أي سد في حياتهم!
وهذا في عرف المشاريع المائية يمثل "خطأ غياب (أو نقص) الكفاءة المهنية" (Lack of Proficiency ) علي سبيل المثال: اخفاق "المقاول المحلي" ("ميتيك") في ادراك أن ظروف الأساس (Foundation Conditions) لاتتفق مع افتراضات التصميم ، و"ميتيك"هي التي يناط بها "كمقاول محلي" في مرحلة التخطيط للمشروع: o القيام بالمسح الأستطلاعي (الطوبوغرافي والجيولوجي) o وبالحفر الأختباري(Trial Boring) ، مثلا لتحديد تأثير الجريان النهري على سعة المفيض الخ… أو عدم معرفة ("ميتيك") باستخدام بعض جوانب الأتممة والبرمجيات الخ… أو وقوع ("ميتيك") في فخ الأخطاء البشرية ، (والتي كان علي شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية" وهي "السلطة المشرفة" علي انشاء السد ، اعمال "أحكام التحسب الأستشرافي" --Anticipatory Provisions لتحييدها)، علي سبيل المثال: الخطأ البشري الإجرائي (Procedural ) وغير المقصود، كادخال بيانات خاطئة في الحاسوب والخطأ البشري الإتصالي، كالخطأ في تفسير قراءات الأجهزة بشكل صحيح والخطأ البشري المتصل باتخاذ القرار غير الصائب (Decision Error ) مثلاً: o تجاوز الحدود التصميمية ، كتجاوز الحمل التصميمي(Design Load ) o الفشل في تشغيل ملحقات السد على النحو المنصوص عليه والخطأ المقصود (Non-Compliance Error ) ، مثلا: o عدم احترام متطلبات المواصفات الحرجة أثناء البناء أو o عدم تنفيذ عمليات التفتيش المفصلة ، أو o عدم إجراء التدابير التصحيحية أو o الخرق المعتمد لإجراءات العمل الخ…
Ωاخفاقات العميل (The Client - C)
والعميل هوهنا "شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية" (Ethiopian Electric Power Corpor.- EEPCo.)
وباستدعاء "الرسم البياني الخطي" لمهام تشيد المشاريع المائية ، نجد أن : • دور العميل هو الأشرا ف علي: o طرح (وتقييم) المناقصات o اختيار نوع (ومنح) العقود الدولية o محاصرة تباين التكلفة، الأجور / الأسعار الخ
ويمكن حصر اخفاقات "شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية" في الأتي:
1. أخفاق شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية" وهي "السلطة المشرفة" علي انشاء السد ، في اعمال "أحكام التحسب الأستشرافي" --Anticipatory Provisions لتحييد مسببات التأخير في بناء السد والذي تسبب فيه "المقاول المحلي" ("ميتيك") أو أيا من الأخطاء البشرية المتصلة بذلك محاصرة تباين التكلفة، الأجور / الأسعار الخ
.2. أخفاق شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية في طرح (وتقييم) المناقصات ، متمثلا في منح شركة الطاقة الكهربائية عقد تشييد سد النهضة للمقاول الدولي من غير مناقصة . فالبيانات المنشورة تقول بأن العقد بين شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية" وشركة "بناة ساليني" الايطالية : قد تم من غير مناقصة (أي من دون عطاءات تنافسية) No Bidding) ) كما كان عليه الحال في : عقد مشروع "قلقيل جيبي" ( II Gilge l & Gibe) ، (عام 2010)، وعقد "قلقيل جيبي الثالث" (عام 2013 ) وعقد بليز(عام2010 ) ولكن علي عكس ما كان الحال في عقد مشروع "قلقيل جيبي الأول (عام 2004 )علي نهر أومو - --والذي تم فيه ارساء العقد بالمناقصات ، وفي جميع هذه المشاريع التي اضطلعت بها شركة "بناة ساليني" الايطالية كمقاول دولي ، واجهت فيها شركة "بناة ساليني – (والمقاول لسد تكزي شركة سينوهايدرو الصينية Sinohydro Corporation ) -- تحديات فنية كبيرة، تتراوح بين مشاكل الجيولوجيا المعقدة والجدب(Low Flows) والتأخير فمثلا: عاني سد "جيبي الثاني" من مشاكل الجيولوجيا المعقدة، مما أدى إلى انهيارات أرضية وانهيار النفق حتى بعد انتهاء بناء السد وعاني سد "تكزي"(علي نهر تكزي ) Tekezeأي "ستيت" كما نطلق عليه في السودان ) من : o مشكلة الجدب (Low Flows) o ومن الأنهيارات الأرضية قرب موقع السد في أبريل 2008 ، مما دفع شركة "بناة ساليني" لتشييد جدران استنادية للحفاظ على المنحدرات من التآكل والأنزلاق. كل هذه الأخفاقات كان يمكن لشركة ساليني وشركة سينوهايدرو الصينية التحسب لها: ان كانتا قد قامتا "بمنظومة دراسات الجدوي المتكاملة" (وهو ما سنأتي علي تفصيله هنا لاحقا)، لكن كيف لساليني ان تفعل ذلك وهي لم تفعلة في سد النهضة الأخطر والأضخم كما سنري بعد قليل وان كان عقد العمل معهما لم يكن علي اساس "تسليم المفتاح" الذي يغيب دور "المهندس الأستشاري"
.3أخفاق شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية في اختيار نوع (ومنح) العقود الدولية الأدلة الظرفية المتوفرة (Circumstantial Evidence) تنبيء بأن عقد سد النهضة لشركة "بناة ساليني" كان من نوع "تسليم المفتاح" (Turnkey Contract) أي أن العقد" يشمل كلا من الأعمال المدنية والميكانيكية والكهربائية للسد الخ... ، وقد وصُف عقد سد النهضة بانه يشمل "الهندسة، والمشتريات، والبناء"(أو ما يسمي (EPC Contract) (Engineering, Procurement, & Construction Contract) وهذه الصيغة من العقود -- عادة -- تغيب "المهندس الأستشاري"! والمثير للأنتباه هنا هو أن أثيوبيا لم تختار -- ربما لأسباب سيادية -- عقد بووت((BOOT ، أي "أبني، تملك ،شغل وأنقل التقنية") ، رغم أن أثيوبيا كانت قد اختارت لشركة طيرانها في الستينات -- التي كانت لعقود وما زالت من أميز شركات الطيران الأفريقية - نظيره الأخروهو عقد "النقل المصاحب بالمتابعة والأشراف"(Monitoring Agreement) وهو اتفاق علي نهج "تسليم المفتاح" لكن الطرف الأجنبي فيه (شركةTWA الأمريكية) يضطلع بالمسئولية الفنية حتي يتوفر الكادر الفني المؤهل وهو نموذج قد تكون شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية تبنتة الأن في "مبيعات كهرباء سد النهضة" حسب التقارير الصحفية !
اختيار شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية لنموذج "تسليم المفتاح "يخالف ما هو جار في جل العقود المعتادة (التقليدية) للسدود والتي "تفكك العقد الي حزم متعددة (“De-Packaging”:)"، علي نحو نهجين: عقود " ادارة المشاريع" والتي تشتمل علي 4-5 عقود منفصلة (Split Package”) "للتصميم" و"البناء" والأعمال الميكانيكية والكهربائية أو العقود "متعددة الحزم"، حيث يضطلع صاحب المشروع بالمسئولية الإدارية لأعمال التصميم والبناء من خلال تفكيك المشروع لوحدات أصغر ثم اسناد تلك المشاريع لجهات متعددة كعقود من الباطن ، كما حدث في تشييد سد الوصيرص (1960-1966) حيث أرست وزارة الري عطاء تصميم سد الروصيرص و"المساعدة في الأشراف علي الأنشاء" علي المهندس الأستشاري (Consulting Engineers ) متمثلا في شركتي: الكساندر جب الأنجليزية Sir Alexander Gibb & Partners) ) واندريه كوين وجين بلير الفرنسية، معا (Andre Coyne & Jean Bellier) علي أن تكون وزارة الري هي "السلطة المشرفة علي انشاء الخزان "، ولما كانت شركة " اندريه كوين و جين بلير" معنية اساسا بتصميم الخزان ، فقد انحصر دورها علي المساعدة في الأشراف علي الأنشاء ، ولما كانت وزارة الري --هي "السلطة المشرفة" علي انشاء الخزان (Client) ، فقد اضطلع المهندس الرشيد سيد أحمد–بصفته مستشار وزارة الري -- بدور "المستشار الوطني للمشروع" وتم تفكيك المشروع لوحدات أصغر ثم اسناد مهام التسقية بالأسمنت (Grouting in Cement) وتصنيع وتركيب البوابات وخدمات المحطة الكهربائية الخ ... لجهات متعددة كعقود من الباطن
لماذا اختارت شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية عقد "تسليم المفتاح" ؟ بدلا من "عقود ادارة المشاريع" أو "العقود متعددة الحزم" التي تم بها تشييد سد الروصيرص في نفس المنطفة تقريبا؟ أحسب أن الأختيار وراءه عدة أسباب منها الأستراتيجي ومنها التجاري، وتحديدا: الحرص علي اتمام المشروع في أقصر وقت : 5 سنوات بالتحديد! بعد أن أعلن المقاول الدولي (شركة "بناة ساليني" الايطالية) وضع المشروع علي مسار"التنفيذ السريع" ("Fast Track Implementation",) ، علما بان بناء محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية فقط يتطلب عادة فترة أطول من ذلك (Lead Time of 8-15 Years) ، لتغطية دراسات الموقع، والدراسات الهيدرولوجية، وتقييم الأثر البيئي الخ ... لكن شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية قد تكون قد رأت في صيغة "تسليم المفتاح": فرصة لتفادي الحاجة إلى "المهندس الاستشاري (CE) و"تفادي" كلفتة العالية! وفرصة لتثبيت "السعر الكلي" في مرحلة مبكرة من المشروع وفرصة "لتفادي" كلفة تصميم السد -- والتي قد تتراوح بين 4-15٪ من كلفة المشروع -- فالمقاول الدولي ("شركة "بناة ساليني" الايطالية( في صيغة "تسليم المفتاح" عادة لا يطالب العميل بمقابل مادي لعملية التصاميم!
كل هذا يبدو وكأنه يمثل مكسبا عظيما لشركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية لكن هيهات!
فشركة " "بناة ساليني -- وعلي عكس ما يتبادر للذهن -- لا تقدم تصاميم سد النهضة مجانا لشركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية، ف "كلفة تصاميم السد" مدمجة" (أي مضمنة خفية) في "سعر بنائه" الذي تطلبه شركة "بناة ساليني من أثيوبيا! كما أن المقاول الدولي في عقود "تسليم المفتاح" يفرض عادة على العميل دفع مبالغ إضافية لأية تغييرات يطلبها الأخيرعلي تصاميم المقاول الأصلية ، فمثلا كان مما تم الأتفاق عليه في "وثيقة الخرطوم"في ديسمبر 2015 اضافة بوابتين جديدتين (أي زيادة بوابات التحكم من 2 الي 4) لتصريف المياه بعد أن رأي خبراء الدول الثلاثة ضرورة لذلك من الناحية الفنية في اجتماعهم في اثيوبيا في أول ينايرمن تلك السنة – وهو أمر رفضته أثيوبيا لاحقا بمعني أنه ان كانت أثيوبيا وافقت علي تلك التعديلات في تصميمات السد (وفق تطمينات وزير الري السوداني في هذا الصدد وقتها !) ، فكان علي السودان ومصر تحمل كلفة تلك التعديلات)!
وان أخفقت شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية في تحديد مستوي الجودة المطلوبة في العقد سوف تميل الجودة إلى أن تكون متدنية - وهذا يتطلب أن يكون مهنيو شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية مدركون لمستوي الجودة المطلوبة في كل مراحل تشييد السد -- لكن "َأنى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيد" ! وهذا أمر خطير في السدود الجسرية ذات الحشوة الصخرية – كسد النهضة السروجي ، فرغم أن مثل هذه السدود مقاومة للضرر من الزلازل ، الا أنه ان كان "ضبط الجودة" خلال البناء غير كاف يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف انضغاط التربة ، والذي بدوره قد يؤدي إلى تسييل (Liquefaction). للحشوة الصخرية أثناء الزلزال كما أن شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية تحت ظل عقود تسليم المفتاح لن يكون بمقدورها التأثير على اختيار شركة "بناة ساليني" للخبراء للعمل في المشروع !
اذا تلك هي "كلفة تصاميم السد" المبدئية والباهضة والمستورة عن الأنظار تحت عقد "تسليم المفتاح"، لكن دعنا تقصي الكلفة الأخطر:
Ω اخفاقات المقاول الرئيسي (الدولى) The Primary (Int’l) Contractor—IC وهو هنا "شركة "بناة ساليني" الايطالية (Salini Costruttori)
1. شركة "بناة ساليني وضعت مشروع سد النهضة علي مسار"التنفيذ السريع - وقدرته ب 6 سنوات!" ("Fast Track Implementation")
علما بان بناء "محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية" فقط يتطلب عادة فترة أطول من ذلك، وتحديدا: (Lead Time of 8-15 Years) لتغطية دراسات الموقع، والدراسات الهيدرولوجية، وتقييم الأثر البيئي الخ!… وفق "الرسم البياني الخطي" لمهام تشيد المشاريع المائية وفق الأعراف الهندسية المتعارف عليها نجد أن:
دور المقاول الدولي (أي شركة "بناة ساليني" الايطالية) في مرحلة التخطيط للمشروع هو اجراء الدراسات الهيدرولوجية للمواقع -- على سبيل المثال من أجل: تعريف المشروع (Project Definition) وتقييم: فرق التوازن المائي (Head) وبتحليل الأحمال (Load Analysis) وبتحديد درجة الوثوقية (Reliability Level) المطلوبة وتحديد متوسط التصريف السنوي (Mean Annual Discharge) وجدوى انتاج الكهرباء من الموقع
.2 شركة "بناة ساليني" قامت بتضخيم سقف الأنتاج من الموقع ووضعه في حدود 6000 ميقاواطس ،
وهو وفق حساباتنا في الحلقة التاسعة من هذه الدراسة لا يتجاوز (1639) ميقاواطس !
3. شركة "بناة ساليني" تجاهلت هنا: دراسات هيرست وبلاك (Hurst & Black) (أبرز الهيدرولوجيين الذين ارتبطت اسماؤهم بدراسات ضبط النيل) وقد استبعدا قيام خزان ذو "تخزين مستمر" (Over-year-Storage) في حوض النيل الأزرق بمجمله، عدا بحيرة تانا ودشركة "سيمنز" الألمانية عام 1956 "مكتب استصلاح الأراضي" الأمريكي (في عام 1964) السقف -- "سد حدود" (Border Dam): بارتفاع 85 متر ، لا 145 متر و بسعة (11.1) مليار م3 ، لا 74 مليار م3 ولتوليد 1400ميجاواط وليس 6000 ميجاواط! و خطة وادي النيل (Nile Valley Plan, NVP) ، التي أشارت الي أن الموقع ليس صالحا "للتخزين المستمر"(Over-year Storage) وليس الأصلح لتوليد الكهرباء، فهذا الأجماع الذي حدا بكل اولئك الخبراء لأستبعاد قيام تخزين مستمر– في موقع سد النهضة أو أنه الأصلح للتوليد الكهربائي ، لا شك أنه بسب عدم استيفاء الموقع لكل أو أغلب الأعتبارات الهندسية و الجيولوجيا الهندسية عند الموقع: ∆كعدم استقرارالتصريف النهري (River Flow) عند الموقع ، والذي هو ذو تأثير مباشر علي حجم الطاقة التي يمكن توليدها من الموقع،أو بسبب: ∆طبيعة الأساس (Foundation Conditions) وعدم نفاذية (Impermeability) الصخور أو التربة المحيطة ، اذ ان الأساس الطمي (Silt Foundation) يحظرقيام السدودالركامية الصخرية (Rockfill Dams) كسد النهضة السروجي وقد كان بناة سد الروصيرص(شركة أمبرسيت قيرولا لوديقياني الأيطالبية) قد اكتشفوا أن طبيعة الأساس (Foundation Conditions) في منطقة الروصيرص شديدة الصعوبة (وهي منطقة يرجح أنها تماثل منطقة سد النهضة) : • فتحت الطبقات السطحية من الأساس الطيني الصلصالي والرمل، يتكون الصخر من خليط من النايس (الصخر الغرانيتي المتحول) ، الغرانيت ومن البجمانيت ( الصخر الناري متباين الطبقات) وجميعه متفكك (Weathered)لأعماق بعيده وعلي نطاق واسع
فهذا السد الذي تم بناؤه علي نهر دجلة بين عامي 1980-1986 ليخزن 11.1 مليارمتر3 من المياه لتوليد (3420 مليون) "كيلووات - ساعة" من الطاقة سنويا، بني على أساس (قاعدة) من الجبس القابلة للذوبان (Karst) وهي تضاريس أرضية تشكلت من تفكك الصخور القابلة للذوبان مثل الحجر الجيري والدولوميت، والجبس ، والجبس هو معدن ناعم يذوب عند اتصاله بالماء ، وجيولوجيا ، لا يعتبر الجبس صخرا. بل هو من الرواسب، اللينة وأشبه بالسائل اللزج المخاوف بشأن عدم استقرار سد الموصل (Dam Instability) كانت واضحة منذ البدء: وذلك بسبب هذه العيوب التي لا يمكن اصلاحها في أساس السد. الخبراء الروس (المعادل الموضوعي للمهندس الأستشاري الغائب هنا في سد الموصل وهناك في سد النهضة) نصحوا بعدم بناء السد في ذلك الموقع بسبب طبيعة القاع القابلة للذوبان وأنها ستشكل ، قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار ! رغم ذلك شرع المقاول الدولي (كونسورتيم ألماني إيطالي بقيادة الشركة الألمانية هوكتيف (Hochtief Aktiengesellschaft. nside) عام 1980 في البناء ورغم أن الشركة الألمانية "هوكتيف " نفسها اعتبرت المكان أسوأ موقع على الإطلاق عمل فيه الكونسورتيوم بسبب قاعدة الجبس القابلة للذوبان--أي أن الكونسورتيم كان يدرك تماما -- وهو يشييد السد - أن السد سينهار يوما ما ! وفي عام 2006 ، أشار تقرير من قبل "فيلق المهندسين" بجيش الولايات المتحدة ( (US Army Corps of Engineers—USACE: أنه "من حيث إمكانية التآكل (الحت) الداخلي للأساس (Foundation)، فان سد الموصل هو السد الأكثر خطورة في العالم." .... وان الأنهيار المفاجئ للسد سوف يغرق الموصل تحت 20 متر من المياه و سوف يغرق بغداد، إلى 5 أمتار مع وجود عدد قتلى يقدر ب (500,000 )شخص" ! وفي عام 2007 قالت الولايات المتحدة أن أساس السد يمكن أن ينهار في أي لحظة " !! والأن يروجون لدور انقاذي لسد الموصل يقوم به "سد بادوش" القريب منه ، وان كان فقط لتخفيف اضرار الأنهيار! فقد اقترح "فيلق المهندسين" بالجيش الأمريكي USACE)) زيادة حجم "سد بادوش" لصد أو عرقلة الموجة الكبيرة التي ستنطلق متي ما انهار سد الموصل! o و"سد بادوش" (بارتفاع 102 متر) هو سد متعدد الأغراض (وهوسد كهرباء قيد التشييد رغم البدء به في التسعينات !) على نهر دجلة بمسافة 16 كم شمال غرب الموصل وأمام (Downstream) سد الموصل في اتجاه مجري النهر(. o الغرض الرئيسي من "سد بادوش" هو إنتاج 170 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية و التحكم بالتدفقات الخارجة من سد الموصل عند مصعد النهر( (Mosul Tailwater Upstream كما هوحال سد اسوان القديم أمام السد العالي أوالأستخدام المستقبلي المحتمل لسد الروصيرص للتحكم بالتدفقات الخارجة من سد النهضة عند مصعد النهر((Renaissance Tailwater
Ω وهذا الأجماع لأستبعاد قيام تخزين مستمر– في موقع سد النهضة الذي أشرنا اليه عاليه، لا شك أنه أيضا بسب الأعتبارات الهندسية و الجيولوجيا الهندسية عند الموقع: ∆كغرينة الخزان أي الترسب الكبير المحتمل الإطماء في الخزان
∆وبسبب زلزالية الموقع (Seismicity)، أي الصدع الزلزالي في المنطقة وماحولها Earthquake Faults)) هذه الزلزالية ذات تأثير مباشر علي:اختيار موقع السد ونوعه وسلامته وكلفته، فمثلا :التصدع النشط (Active Faulting) يمنع قيام السدود الخرسانية (Concrete Dams) كسد النهضة والمخاطر الزلزالية (Seismic Hazards) المرتبطة بالضرر الناجم عن الزلزال.يمكن أن تتجلى علي شكل: اهتزاز الارض وتمزقها التسييل( Liquefaction) لمواد بناء السد الأزاحة للمنِشأة (Displacement) والسدود متوقع منها عادة مقاومة الأنزلاق ، و الصمود أمام أقصي فيضان محتمل (Probable Max Flood--PMF) وتمريره بسلام (والمقدر علي أساس أقصي عاصفة مطرية محتمله (Probable Max Precipitation--PMP) لكن السدود الكبيرة في المناطق الجبلية خاصة، كمنطقة سد النهضة ، تجهد قشرة الأرض ، وكان بروفيسور كريس هارتنادي ( Hartnady من جامعة كيب تاون) قد نبه في حلقة في الأذاعة البريطانية عام 1995 الي أن: "وجود مثل هذه السدود في منطقة ناشطة تكتونيا (وغير مستقره ، كما في حالة الصدع الأفريقي العظيم ومنطقة الحدود بين حوض الرمل النوبي والصفائح التكتونية الصومالية )، قد يجعلها أكثر خطرا لأفريقيا من خطر تغير المناخ ،خاصة للسدود الثقالية "(كسد النهضة Gravity Dams)، "وفي عشرة من هذه السدود في المناطق ذات التوازن التكتوني الدقيق- من الجزائر الي الهند وليسوتو إلى زامبيا - ، قدح ملء الخزان (حجز المياه) الأول زناد الزلازل في الموقع"! لقد زعم البعض أن المخاطر الزلزالية بعيدة عن منطقة سد النهضة، وهم مدعوون هنا الي قراءة شهادة بروفيسور قوين مدير المرصد الجيوفيزيائي في أديس أبابا كما أوردتها هيئة المحلفين الدولية التي دعاها البنك الدولي للتحقق من حجم المفيض المطلوب لسد الروصيرص، عندما اعتبر ان تصريف (15,000 m3/s) الذي اعتمده المهندس الأستشاري لسد الروصيرص (شركتي الكساندر جب واندريه كوين وجين بلير) للفيضان التصميمي للمفيض متدن للغاية ، خاصة مع وجود جسور ترابية طويلة ، اذ أن حدوث علو الماء للجسم الخرساني للسد أو لأجنحته (Overtopping) سيكون كارثيا ، وقد جاء في تقرير هيئة المحلفين الدولية الأتي: "During the short time that records have been kept (by Professor Gouen Director of the Geophysical Observatory at Addis Ababa),... There is ample evidence in the form of frequent earthquakes, of continuing movement at locations along the complex of faults which form the Rift Valley. In addition, There is evidence from epicenters of minor quakes that a zone of seismicity is present at the western edge of the volcanic plateau, somewhere near the Sudan border lowlands" )Snyder, F., A.Blensdale and T. Thompson. 1961.The International Panel on Flood Discharges “Studies of the Probable Maximum Flood for Roseires Dam Project”. P.29-30( .
Ωمنظومة دراسات الجدوي المتكاملة لسد النهضة الخطأ زاد العجول" (مثل عربي ينبيء بأنه ما عجّل امريء من أمر إلا أخطأ قصْدَ السبيل(
4 . شركة "بناة ساليني" أخفقت اضافة في القيام بمهام ذلك الأستشاري التي يقوم بها في مرحلة "التقرير التنفيذي" للمشروع وعلي رأسها الأضطلاع بتأمين منظومة دراسات الجدوي المتكاملة " لسد النهضة خاصة: "الجدوي التقنية" والتي تعني بالأجابة علي السؤال الأتي:"هل يمكن قيام المشروع؟" ،
بمعني هل خواص الموقع والحوض (الهيدرولوجيا والجيولوجيا والطبوغرافيا الخ ... في الموقع المختار) تسمح بقيام السد؟ : مشاكل الجيولوجيا المعقدة كالانزلاقات الأرضية (Landslides ، كما حدث سد "جيبي الثاني" وسد "تكزي" )و التربة المتمددة (Expansive Soil) والزلازل (, (Earthquakesالجدب (Low Flows ، كما حدث لسد "تكزي")
o شركة "بناة ساليني" في ظل غياب المهندس الأستشارئ أخفقت أيضا في القيام "بالجدوي المؤسسية والسياسية" ، والتي تفحص في فرص انجاز المشروع سياسيا ومؤسسيا (Institutional & Political Realizability) علي سبيل المثال:؟ ما مدي توافق السد مع السدود القائمة ، ما مدي توافق النظام (System Compatibility)، أي ما مدي التكامل المؤسسي داخل منظومة السد و ما مدي توافق المعدات مع بعضها؟ و ما مدي تكامل غرضة المعلن (بانتاج الكهرباء) مع الأغراض الأخري التي تنافسه في استخدامات المياه؟ ما هي ضمانات محطة توليد الكهرباء والبرامج و دعم قطع الغيارالتي يمكن الحصول عليها من بناة السد وماذا ستكون عليه وتيرة االملء الأول للخزان ؟– ومن سيضع قوانين تشغيل السد - أثيوبيا منفردة؟ وكيف سيكون توزيع حقوق المياه الأقليمية بعد قيام السد ؟ ما مدي تصادم أو تكامل المشروع مع مصالح وسدود دول الجوارالأقليمي ومن يثبت عدم الأضرار بمصالح دول الأحباس السفلي ؟ علي سبيل المثال: o الأثر الكبير للتوليد الكهربائي في أثيوبيا علي توقيت وتعديل تاريخ وصول المياه لأغراض الري والتوليد الكهرومائي في السودان ومصر، ومنها التصادم التصريفي بين الكهرباء والري o خفض منسوب التخزين في سدود السودان ومصروأثره علي نقصان التوليد الكهرومائي o تاكل قاع النهرأمام السد (في السودان) والخطر علي المنشئات النهرية السودانية o فقدان تغذية المياه الجوفية في دول الأحباس السفلي o فقدان السودان ل "حقوق الطمي" في حالة حجز الطمي وضياع ري السهل الفيضي ، أي حرمان الجروف السودانية من المياه والمخصبات الطبيعية – علما بأن فيضان 1946 غطي 130 الف فدان في منخفض شندي ، واستفاد السودان بزراعة الجزء الأكبر منها o وتدهور جودة المياه بسبب: خطر "الأختناق بالمغذيات" (Eutrophication) في بحيرة السد ضياع فرصة غسيل الفيضان للأملاح وقواقع البلهارسيا ضياع فرصة قلع الطمي للنباتات المتجذرة وتنظيف وصيانة النظام النهري
و"الجدوي الأجتماعية والبيئية" والتي تعني بالسؤال الجوهري : هل ينبغي القيام بهذا المشروع أصلا؟ والمتمثلة في "تقيم بيئي" ايجابي و"بيان للأثار البيئية للمشروع، وأن يكون المشروع -- أضافة -- معني بتعزيز"الرباعية التنموية"، (The 4-Account System ، الاقتصادية والاجتماعية و الإقليمية والبيئية للبلد) ، أي تأثير السد على حياة المجتمع وعلي المياه واستخدامات الأرض الخ…
هناك خمس مراحل أخري لدراسات الجدوي (قل ان شئت دراسات جدوي) ينبغي القيام بها لأي مشروع مائي، لا واحدة ! وتمثل معا ما يطلق عليه "منظومة دراسات الجدوي المتكاملة": وينبغي أن يجتازها المشروع واحدة تلو الأخري -- كما في سباق الحواجزللخيول ( (Jump Racing or Steeple Chasing قبل أن يتم قبول المشروع (أي قبل أن يسقط "الحصان" ويستبعد من السباق !)، ومنها: الجدوي العلمية (Scientific Feasibility)والتي تعني بالأجابة علي السؤال الأتي: هل سد النهضة - بالمعايير العلمية - مشروع رائد أم ذو تكنولوجيا راسخة ومجربة؟ الجدوي الأقتصادية (Economic Feasibility) وهي تعني ب مدي فعالية المشروع من حيث الكلفة (Cost Effectiveness) وماهي نسبة الكلفة للفوائد في "تحليل التكاليف والفوائد" (Cost/Benefit Analysis)؟ وكم هو حجم التكلفة الأولى(First Cost)، وتكاليف دورة الحياة،(Life Cycle Costs) ومدي انخفاض كلفة الصيانة والتشغيل Costs) O& M) كم هي كلفة دمج (Phasing-in) محطة التوليد الجديدة في النظام القائم؟ الجدوي الأدائية (Operational Feasibility) أي ما مدي فرص سلامة السد؟، وما درجة الموثوقية واستقرار الأداء فيه؟ Stability of Operation)) ما هو تقديركلا من: العمر التصميمي والاقتصادي Economic Life) (Design & والعمر الخدمي (Service Life) والعمر الطبيعي (Physical Life) قبل ان يمتلئء الخزان بالطمي؟ والجدوي المالية: "الجدوي المالية" هنا تعني بتوفر المخصصات المالية حتي اكمال المشروع (Financial Viability) و يمكن الحكم علبها من خلال معاير معروفة مثل التدفقات النقدية المتوقعة والربحية وتمويل المشروع من حيث هيكل رأس المال الخ، وعلي سبيل المثال : o ماهي مصادر التمويل الخ...؟ o ما مدي توافر التمويل وتحت أي شروط؟ o ما مدي تأثر المشروع بالآثار التضخمية للأقتصاد؟ الحكومة الأثيوبية ذكرت أن تكلفة بناء السد هي 4.8 مليار دولار أمريكي ، ليمول –علي الأقل جزئيا ، حوالي 3 مليار دولار -- ذاتيا من خلال أصدار السندات،(حتي نوفمبر 2012 كان المبلغ الذي جمع من بيع السندات هو277 مليون دولار فقط ) ، بينما التربينات والمعدات الكهربائية المرتبطة بها من محطات الطاقة الكهرومائية بكلفة حوالي 1.8 مليار دولار أمريكي ممولة من قبل البنوك الصينية والجدوي الأجتماعية والبيئية للمشروع:وهي تعني بالسؤال الجوهري الذي يعلو علي كل الأسئلة الأخري: هل ينبغي القيام بهذا المشروع؟ أي هل يجب بناء السد أصلا؟ بمعني ما هي مقبولية المشروع اجتماعيا و بيئيا والمتمثلة في : "تقيم بيئي" ايجابي (Environmental Assessment) ، متبوعا ب: "بيان للأثار البيئية للمشروع (Environmental Impact Statement) وهل يفضي المشروع الي : تمزيق (الحاق الفوضي ب) النظام البيئي Eco-System ؟ تراكم الطمي في الخزان والإتخامية (Eutrophication) نظام الحساب الرباعي (The “4-Account System”): أي أن مشروع توليد الطاقة الكهرمائية ينبغي أن يكون معني بتعزيز"الرباعية التنموية" التالية: التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية والتنمية الإقليمية والتنمية البيئية أي تأثير السد على حياة المجتمع وعلي المياه واستخدامات الأرض
علما بأن السياسة البيئية الوطنية للولايات المتحدة في شأن السدود تطلب (بموجب قانون 1970): القيام بتقيم بيئي (Environmental Assessment)، ثم اتباع ذلك ب "بيان الأثر البيئي" Environmental Impactt Statement علي أن يشمل "بيان الأثر البيئي" : الفوائد (Benefits) الناتجة عن السد (الزراعة والمياه، ومنع الضرر والطاقة)، والأضرر والتأثيرات على جيولوجية المنطقة وما إذا كانت التغييرات في تدفق المياه ومناسيبها سوف تزيد أو تنقص الاستقرار، وتخفض وتيرة وجودة الحياة البشرية
ولا يبدو أنه قد تمت حتي الان اي دراسات جادة لتقيم الأثر الأجتماعي والبيئي لسد النهضة (Environmental and Social Impacts) وفي ظل ضبابية الأهداف والأغراض البادية للعيان ، يبدو أن ماتم من دراسات لم يتعدي تلك الدراسات الأستطلاعية الهندسية والجيلوجية للحوض والحبس وقاع النهر ومادته والتصوير الجوي (Reconnaissance Surveys) وكثير من هذه الدراسات كان قد قام بها "مكتب استصلاح الأراضي" الأمريكي (US Bureau of Reclamation) بدءا من عام 1964!
اخفاق شركة "بناة ساليني" -- وقد تقمصت دور المهندس الأستشارئ -- في القيام بمهام ذلك الأستشاري التي يقوم بها في مرحلة "التقرير التنفيذي" للمشروع وعلي رأسها الأضطلاع بتأمين منظومة دراسات الجدوي المتكاملة " لسد النهضة له تداعيات الخطيرة علي سد النهضة ، فمثلا:
لا يمكن تصورأن أثيوبيا ستقفزالي مرحلة التصميم الهندسي الأساسي (Preliminary Design) – أهم مراحل التصميم الهندسي - في غياب دراسات الجدوي (Feasibility Studies) التي لم يكن هناك بيان ذو مصداقية بوجودها ،الأ بتعظيم مخاطر انهيار السد ف "الخطأ زاد العجول" ، اذ أن تلك ستكون قفزة في الظلام فمعلومات دراسات الجدوي تمثل مدخلات اساسية: لتبني "تصورمحدد للتصميم "(Design Concept) ، و لتعريف النظم والبني ومكوناتها ولأستشراف الأداء المستقبلي ولتقدير الكلفة ، وأهم من ذلك ، هي تمثل مدخلات اساسية لمرحلة "التصميم التفصيلي" (Detailed Design) التي تلي مرحلة التصميم الأساسي!
دعنا نفحص هذا الأمر بتمعن:
مشكلات التصميم
جاء في شهادة رئيس وزراء أثيوبيا حول مشكلات التصميم أن : "هناك مشكلات تتعلق بالتصميم…"وأكمل قائلا: "ولم نتمكن حتى من تثبيت تربين حتى الآن ، ناهيك عن استكمال المشروع وفق الجدول الزمني". وقد رأينا أنه في مرحلة التصميم الهندسي المفصل: أن من مهام المهندس الأستشاري تتمثل في اختيار التكنولوجيا، على سبيل المثال: نوع السد وارتفاعه منشئات التحويل ، على سبيل المثال: o التربينات والمولدات ومواصفاتها o وماسورة تغذية التيربينات( Penstock) o وحوض التوازن ( (Water Intakes, Surge Tanks وأن يرفد العميل (أي شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية") بتفاصيل "مواصفات التصميم التفصيلي" و مستندات / ورسومات العقد
والأخطاء التصميمية" المحتملة في بناء السدود يمكن حصرها عادة في ست اخفاقات:
1- أخطاء في تصميم التسليح وحساب الإجهادات 2- أخطاء في دراسات التربة لموقع السد 3- أخطاء تنفيذية في عملية صب الخرسانة والوصلات الاستنادية 4- أخطاء في حساب منسوب الفيضان 5- أخطاء في حساب تحمل جسم السد للزلزال الأرضية 6- أخطاء في تنفيذ الكتلة الخرسانية، كعوامل الإماله، درجة الحرارة، والخلطة الوزنية المناسبة للمواد الأولية للكتلة الخرسانية، ونوعية مادة الاسمنت الخ… وتستطيع شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية" وهي "السلطة المشرفة" علي انشاء السد تقصي أيا من هذه الأخطاء التصميمية قد تكون وقعت ، وجلها أخطاء تصميمية تقع ضمن مسئولة شركة "بناة ساليني" – بعد أن تقمصت دور المهندس الأستشارئ لسد النهضة بجانب دورها كالمقاول الرئيسي (الدولى) (The Primary (Int’l) Contractor—IC)
بالنسبة لنا، فالرسم المائي التخطيطي للسد يشيء بالكثير من "مشكلات التصميم" في هذا السد والمسؤل عنها أيضا شركة "بناة ساليني" ، فلنأخذ علي سبيل المثال: جدلية العلاقة الثلاثية بين : مدخل سحب المياه للتربينات Intake to Turbine)) و المخارج السفلي (مأخذ المياه(Outlets/Sluiceway وبوابات التحكم العليا (High Level Sluice Gates) وما نحسبه كأخطاء متصلة بالتصميم فيهم ∆ فهناك علاقة وظيفية وثيقة بين مدخل سحب المياه للتربينات و المخارج السفلي (مأخذ المياه) وبوابات التحكم العليا و لسد النهضة ورديفه السروجي ثلاثة مفيضات (Spillways) لكن لم بكن لديه في التصميم الأصلي بوابات تحكم عليا (High Level Sluice Gates) الا في المفيض الأساسي والذي يدار ب6 بوابات نجمية (Radial Sluice Gates) تصريف كل منهما 2450 م3 في الثانية ليبلغ اجمالي تصريف المفيض الرئيسي 15,000 م3 في الثانية ويتسم تصميم سد النهضة الحالي بقلة "بوابات التحكم السفلي 2 Bottom Outlets at EL.565 Above Sea Level-ASL وبتصريف 386م3 في الثانية أو (33.4) مليون م3 في اليوم لكل بوابة
اخفاقات "شركة "بناة ساليني" أيضا تضم:
5. اخفاق الشركة في انفاذ ما تم الأتفاق عليه في "وثيقة الخرطوم"في ديسمبر و هو طلب اضافة بوابتين جديدتين (أي زيادة بوابات التحكم السفلي من 2 الي 4) لتصريف المياه بعد أن رأي خبراء الدول الثلاثة ضرورة لذلك من الناحية الفنية في اجتماعهم في اثيوبيا في أول ينايرمن تلك السنة لكن شركة "بناة ساليني" بدلا من زيادة بوابات التحكم السفلي من 2 الي 4، قامت باضافة اثنين من بوابات السد العليا (High Level Sluice Gates) (@ EL 640) وبتصريف886 م3 في الثانية لكل منهما ، تأسيا ب"هامش الأمان" الذي أضيف لسد الروصيرص عند بنائه في الستينات تحسبا لتعليته اللاحقة والمتمثل في زيادة عدد بوابات السد العليا لكن تأمل فيما أقدم عليه السودان لزيادة "هامش الأمان" لسد الروصيرص عند التعلية وذلك: باضافة 2 من بوابات السد العليا (High Level Sluice Gates) حيث أن كل بوابة جديدة تزيد من طاقة اطلاق الفيضانات ب (1548) م3 في الثانية ، بالمقارنة مع اضافة أثيوبيا ل 2 من بوابات السد العليا في المفيض الأساسي بتصريف886 م3 في الثانية لكل منهما فقط ( باجمالي1772 م3) ، أي تصريف 153 مليون م3 في اليوم لبوابتي سد النهضة العليا لكن تصريف النيل الأزرق الاقصي في القرن العشرين عند الدماذين كان قد بلغ في عام 1946 933 مليون م3 في اليوم (أو 10800م3 في الثانية) أما معدل تصريف فتحة بوابات التحكم السفلي – وفق الرسم المائي التخطيطي لسد النهضة -- هو 33.4 مليون م3 في اليوم أو 66.8 مليون م3 في اليوم للفتحتين )، أي أن فتحتي بوابات التحكم السفلي لن يكونا قادرين: علي تمرير أقصي تصريف (والبالغ 933 مليون م3 في اليوم ان حدث مرة أخري) ، ولا تمريرمتوسط التصريف السنوي للنيل الأزرق عند الدماذين (والبالغ 135.7 مليون م3 في اليوم) ولا تمريرما وعدت به اثيوبيا السودان ومصر (أي 130 مليون م3 في اليوم (وفي رواية أخري 133 مليون م3) لكن لما كانت البوابات تعمل عادة جنبا الي جنب مع المفيض (Spillway) - للسيطرة على الخزان خلال الفيضانات أو في الظروف العادية ولما كان اجمالي تصريف بوابات التحكم السفلي والعليا بمعدل (66.8 + 153) أي حوالي 220 مليون م3 في اليوم، هذا يعني أن سد النهضة من خلال البوابات السفلي والعليا معا : لن يكون قادرا علي تمرير أقصي تصريف 933 مليون م3 في اليوم ان حدث مرة أخري! لكنه سيكون قادراعلي تمرير متوسط التصريف السنوي للنيل الأزرق عند الدماذين (والبالغ 135.7 مليون م3 في اليوم)
.6المشاكل التصميمية التي تطرحها موضعة شركة "بناة ساليني" لمدخل سحب المياه للتربينات Intake to Turbine)) بالنسبة لمخارج السفلي (مأخذ –المياه (Outlets/Sluiceways
فبوابتي التحكم السفلي (Bottom Outlets) تقبعان علي ارتفاع (@ EL.565)من سطح البحر بينما تقبع مأخذ التربينات (Intake to Turbines) تحت بوابات التحكم السفلي علي ارتفاع (@ EL.560) ∆هذا التموضع سيحرم السد من تقليص مرور الطمي عبر التربينات فمع قلة "بوابات التحكم" السفلي ((Outlets/Sluiceways في سد النهضة سيكون جل التصريف للسيطرة علي الفيضانات المشبعة بالطمي عبر التربينات (بجانب المفيض) : لكن مرور الطمي عبر التربينات (عند توليد الكهرباء) سيستدعي إصلاح مستمر لها و ينجم عنه ابقاء العديد من هذه التربينات خارج الخدمة طول الوقت، مما يمثل فقدا كبيرا للتوليد الكهربائي وخصما علي هدف توليد 6000 ميقاواطس المنشودة من السد!
∆ وقد كنا قد اقترحنا في دراسة سابقة من "شهادتي للتاريخ" تقليص مرور الطمي عبر التربينات بموضعة (مخارج) بوابات التحكم" (حاليا EL565) تلك أسفل مداخل التربينات (حاليا EL560 ) بحيث يكون ارتفاع مدخل الطاقة (أي مدخل سحب المياه للتربينات Intake to Turbine) أعلي من ارتفاع فتحات مصرف المياه(بوابات التحكم) ، وهو ما لم تأخذ به شركة ساليني! اذ أن الرسم المائي التخطيطي للسد يشير الي أن مدخل سحب المياه للتربينات قد وضع أسفل فتحات مصرف المياه!
∆وهناك حل جزئي أحر اقترحناه في دراسة سابقة من "شهادتي للتاريخ" لتقليص مرور الطمي عبر التربينات ويتمثل في تجهيز أسفل مأخذ سحب المياه للتربينات Intake to Turbine)) بمنافذ لطرد الطمي ووضع سدود ) هدارات) غاطسة (Submerged Weirs) أمام الماخذ لتوجيه (قيادة) الرواسب إلى قنوات التصريف (مخارج – مأخذ –المياه (Outlets /Sluiceways) علما بأن هذه التدابير الأخيرة سوف تساعد ولكن لا تمنع تراكم الطمي في الخزان أو في مروره عبر التربينات
5. المشاكل التصميمية التي تطرحها موضعة شركة "بناة ساليني" لمدخل سحب المياه للتربينات بالنسبىة للسد Intake to Turbine))
فمداخل سحب المياه للتربينات(Intake to Turbine) في سدود التوليد الكهرومائي (Power Dams) الحصرية تكون عادة في أعلي السد : ولما كان الأمر ليس كذلك في الرسم المائي التخطيطي للسد ، حيث تم وضع المداخل (@ EL560) تحت مخارج (مأخذ) المياه (Bottom Outlets /Sluiceways @ EL 565) ، فهذا يدعم ما قلناه من قبل من أن غرض سد النهضة ليس للكهرباء حصريا ،بل أيضا لخدمة مشروع زراعي طموح ، فمخارج فتحات تمرير المياه السفلي ستعمل (بجانب طرد الرواسب الطميية) مع مخارج التحويلات ((Diversions علي سحب مياه الخزان لري الأراضي الزراعية الأثيوبية
وفي السدود مزدوجة الغرض(كهرباء ومكافحة الفيضانات) يتم موضعة مداخل سحب المياه للتربينات(Intake to Turbine) في منتصف السد (أي أن يكون مدخل سحب المياه للتربينات في حالة سد النهضة علي ارتفاع EL591 @– منتصف منسوب المياه – وليس (@ EL 560 وهذا يشئء بان سد النهضة ليس سدا لمكافحة الفيضانات بجانب توليد الكهرباء ، لأن ذلك سوف يضع المخطط الأثيوبي أمام معضلة تقديم تنازلات عن هدفه الرئيسي في تحقيق أقصي توليد كهربائي وذلك بسبب التناقض المكاني والزماني بين التوليد الكهربائي والحماية من الفيضانات! أضف الي ذلك أن السدود الكبيرة التي من أغراضها السيطرة على الفيضانات مثلا أدت في الماضي إلى زيادة كبرى لمخاطر حدوث الفيضانات و في بعض الحالات زيادة حجم اضرارها وذلك لأسباب مختلفة، منها مثلا التشغيل الخاطيء للخزان مما أدى إلى إطلاق غير منضبط للمياه(Uncontrolled Release) من الخزان الخ …
"الفيل الذي في الغرفة": اخطاء التصميم و تداعياتها الخطيرة علي سلامة السد
Ω ذلك لأن تصميم السد وسلامته مرتبطان ارتباطا عضويا، ∆ورغم ان تصريح رئيس وزراء أثيوبيا لم يربط اخفاقات التصميم صراحة بسلامة السد الا أنها—ولا شك – "الفيل الذي في الغرفة" !(The Elephant in the Room) وهو تعبير مجازي ينسب للشاعر "لإيفان كريلوف" يصف فيه مشكلة واضحة أو خطر لا أحد يريد مناقشة وييستند إلى الفكرة القائلة بأن شيئًا بارزًا بحجم الفيل يمكن أن يظهر كتداعيات جَسِيمُة مقبلة ، خذ مثلا "عدم اليقين" (Uncertainty) حول المعلمات (Parameters) المرتبطة بتقدير "الفيضان التصميمي للمفيض" (Spillway Design Flood) ، أي الفيضان الذي يأمن سلامة السد عند حدوث علوالماء (Overtopping) للجسم الخرساني للسد وأجنحته، ∆ فمكافحة الفيضانات مثلا تبدأ بتقدير الفيضان الأقصي المحتمل" (Probable Maximum Flood —PMF) وهو الفيضان الذي يمكن توقعه من اجتماع أشد ظروف الأرصاد الجوية والهيدرولوجية الحرجة الممكنة للمنطقة، وهو من أهم العناصر الرئيسية في تصميم السدود اذ يحسب علي أساسه "الفيضان التصميمي للمفيض" (SDF (Spillway Design Flood- أي الفيضان الذي يستطيع السد تمريره بأمان عندما يفيض الخزان عند امتلائه و يأمن سلامة البناء عند حدوث علوالماء (Overtopping) للجسم الخرساني للسد وأجنحته، وفشل معظم السدود هو بسبب فشل المفيض في تمرير هذا الفيضان بأمان ، بسبب الخطأ في تقدير حجمه والراجح ان شركة "بناة ساليني" قد قامت بتقدير "الفيضان الأقصي المحتمل" بالأساليب القديمة (كالمعادلات التجريبية أوبالمقارنة مع التجارب السابقة للأنهار الأخرى أو بمبادئ الهيدرولوجيا التي تحكم تحويل الأمطار الي جريان سطحي) ، لا من بيانات الأرصاد الجوية والمعلومات الطبوغرافية و خصائص الحوض الخضرية التي هي اكثر دقة ودقة تقدير "الفيضان الأقصي المحتمل" تعتمد علي وثوقية المعلومات ودقة التحليل و التقدم في المعرفة العلمية، كما أشرنا عاليه وقد تحسن في العقود الاخيرة فهم طبيعة الأرصاد الجوي (Meteorology) وتحسنت طرق التحليل الهيدروليكي ، وأصبحت أكثر دقة ، فمثلا تقدير "الفيضان الأقصي المحتمل (PMF) المستقي من بيانات "الهطول المطري الأقصي المحتمل" Probable Max Precipitation-PMP)) يمكن أن يختلف جذريا عن ذلك المحسوب "بالأساليب القديمة" المشار اليها عاليه
وفي السدود المهمة يستخدم "الفيضان الأقصي المحتمل" PMF) ، والبالغ38750 م3 في الثانية في حالة سد النهضة ) على نطاق واسع "كفيضان تصميمي للمفيض" (Spillway Design Flood - SDF) أي أن المفيض يصمم ليمرر "الفيضان الأقصي المحتمل" – وهي أساسا سياسة "التصميم الأمن" (No Risk Policy) والعنصر الحاسم في تصميم السدود هو الوصول الي تقدير موثوق به لحجم ذلك الفيضان الذي يمكن أن يصل إلى السد، والذي يجب التحسب له في المفيض أي الفيضان الذي يستطيع سد النهضة مثلا تمريره بأمان، عندما يفيض الخزان عند امتلائه، وهوالفيضان الأكثر أهمية لتصميم السد، لأنه يضمن سلامة البناء عند حدوث علو الماء للجسم الخرساني للسد أو لأجنحته (Overtopping) وهوالحدث الذي يمثل وحده أكثر من ربع أسباب انهيار السدود في العالم، وأغلب أسباب انهيار السدود تكون بسبب عدم قدرة المفيض (أو قناة التصريف (Sluiceway)على تمرير فيضان معين ، (مما يؤدي إلى تدفق المياه من أعلي السد Overtopping)) أو خرقه، نظرا لكون المفيض (أو قناة التصريف) قد صممتا على تقدير للفيضانات غير موثوق به ، أي بسبب الخطأ في تقدير حجمه . شركة "بناة ساليني" اختارت لسد النهضة أولا تصريف 19,370 م3 في الثانية "للفيضان الأقصي المحتمل" PMF)) ثم ضاعفته لاحقا ، ليصبح 38,750م3 في الثانية
▪. الغريب في الأمرهنا أنه رغم ان شركة "بناة ساليني" اختارت لسد النهضة تصريف 38,750 م3 في الثانية للفيضان الأقصي المحتمل(PMF) ، لم تختاره كفيضان تصميمي للمفيض (SDF) ، كما جرت بذلك التقاليد الهندسية ،بل و اختارت لذلك تصريف 15000م3 في الثانية! ، وهو الفيضان التصميي لخزان سنار (Sennar Reservoir Design Flood )
شركة "بناة ساليني" باختيارها الفيضان التصميي لخزان سنار والبالغ 15000م3 في الثانية ، بدلا من اعتمادها لسد النهضة "الفيضان الأقصي المحتمل" (PMF) الذي رست عليه أخيرا وهو 38750 م3
▪ تكون عمليا قد خفضت "عامل السلامة المحتمل" لسد النهضة من 3.87 الي 1.5 وهو الرقم الحالي ، أي أنها خفضت "عامل السلامة المحتمل" بأكثر من 61 % !
8 . شركة "بناة ساليني" أخفقت أيضا في الأفصاح عن الفيضان التصميمي لخزان سد النهضة؟ ((Reservoir Design Flood - RDF ،أي الفيضان الذي اعتمدته - ان كانت قد قامت بذلك -- لحماية المرافق السودانية والمصرية من اضرار السد
و أحسب أن أثيوبيا اعتمدت "الفيضان التصميمي للمفيض" SDF)) تجريبيا(Empirically) أخذا بالمقاربة الهيدروليكية واعتمادا علي المقاربة القطعية (Deterministic Approach) من بيانات النيل الأزرق لسد الروصيرص ، حيث كان المهندس الأستشاري وقتها (شركتي الأكساندر جب وأندرية كوين وجين بلير) قد اختار تصريف (15000م3) في الثانية أيضا من بيانات خزان سنار ليحتوي متوسط تصريف الفيضان السنوي في الدمازين ، اي ما يعادل (1.5) حجم أعلي تصريف ( ل10 أيام من الفيضانات) في 47 عاما في الروصيرص والذي حسب في عام 1946 وهو 10800 م 3 في الثانية وحتي الستينيات من القرن الماضي—كان تقدير حجم الفيضانات (والتخزين والطاقة المائية المقدرة) كلها تحسب بالمسطرة الأنزلاقية (Slide Rule)، من خلال: صيغ المعادلات التطبيقية (التجريبة) (Empirical Formula) أو بالرجوع إلى التجارب السابقة، ، مثلا بالمقارنة مع أنهار أخرى الخ… أو باستقاء تجارب الماضي مع استخدام مبادئ الهيدرولوجيا لتحويل الأمطار الهاطلة الي جريان سطحي (Runoff) أوبإضافة مسافة بين ذروة السد و بين أعلي منسوب للمياه (Freeboard) (أي الجزء الظاهر من السد فوق خط الماء) كعامل أمان ضد"عدم اليقين" المرتبط بتقدير حجم الفيضان لكن "الفيضان التصميمي للمفيض" (SDF (Spillway Design Flood- يرتبط بدرجة عالية من عدم اليقين (Uncertainty) ، والأن ، للتعامل مع هذه الشكوك: يتم استخدام أعلى الفيضانات على الاطلاق (“الفيضان الأقصي المحتمل (PMF) ولكن لما كان هناك دائما فيضان أعلى من “الفيضان الأقصي المحتمل” ( والبالغ38750 م3 في الثانية ، المختار لسد النهضة ) ، تستخدم الإحصاءات والنمذجة الهيدرولوجية ، من خلال اسناد تصميم الفيضان لمنهجية " تحليل التردد الفيضاني" (Flood Frequency Analysis) أو تحليل القيمة المتطرفة (Extreme Value Analysis)
اذا، أخذين في الأعتبار كل ما تقدم من استبصار للأمر السؤال هنا هو: هل أجرت شركة "بناة ساليني" تقيما مبدئيا أوشكليا ل "مخاطر الفيضان" المحتملة ؟ وان كانت قد أجرت مثل ذلك التقييم، فكيف تم تقييم تلك المخاطر ؟ وهل تم ذلك بالمقاربات القطعية o (Deterministic Approaches) – كما هو الراجح— والتي تعالج المخاطرتجريبيا من خلال عامل السلامة (Safety Factor) واذا، ما هو عامل السلامة الذي أعتمد لسد النهضة ؟
لكن مثل هذه المقاربات القطعية لا تعطي أية فكرة عن مدى سلامة التصميم للسد مثلا ، وفي كثير من الأحيان تتجاهل كلا من عدم اليقين (Uncertainties ) والتفاوت والمتغيرات في خصائص مواد البناء، وفي الأحمال، وفي ظروف التشغيل الخ… وبالنسبة لسد عظيم المخاطر كسد النهضة ، فأن هناك حاجة ماسة إلى تقييم أكثر دقة للحد من "المخاطر" و "عدم اليقين" وزيادة الموثوقية ، وهو أمر لا يمكن أن يتم الا من خلال "الأساليب الإحصائية والاحتمالية" الصارمة (على أساس "نظرية الموثوقية" (Reliability Theory) ، و"تحليل العشوائية" (Stochastic Analysis)،و"نظرية القرارات" (Decision Theory)، و"اساليب المحاكاة" Simulation)) الخ… لخ… "عامل السلامة" Safety Factor—SF) ) SF= Min Strength/Max Stress) )
في "النهج القطعي" ((Deterministic Modeling الذي نحسسب بأن شركة "بناة ساليني اعتمدته، كل المدخلات تحددها بضع أسباب معروفة (كما في حالة حساب طول المفيض أو تحديد سعة الخزان) في هذا النهج، يتم التصدي لمواجهة المخاطر (التصميمية) "تجريبيا"(Empirically) من خلال : عوامل السلامة (Safety Factors) ، كما في حالات عدم اليقين في التصاميم الهيكلية “الهامش الاحتياطي” (Reserve Margin) ، كما في حالات عدم اليقين حول أداء المولدات الكهربائية التكرار (Redundancy، أي توفير مسارات تدفق جانبية بديلة) خفض الدرجة التشغيلية أو التصنيف
السودان استخدم "عامل سلامة" يعادل 1.3 للأحباس العليا ( (Upstream خلف سد الروصيرص لكن لما كان هناك تخوف من التأثيرعلي المدي البعيد لتربة الأساس السوداء عند موقع سد الروصيرص (والأرجح أنها نفس تربة موقع سد النهضة) ((Black Cotton) Soil فقد دفع هذا التخوف علي استقرار السد (Dam Stability) دفع السودان الي : اختيار1.5 "كعامل سلامة" للأحباس السفلي أمام السد (Downstream) واختيار "هامش الأمان"أمام السد (ٍSM-(Safety Margin (SM=Min Strength-Max Stress/Min Strength) أي5000/15000 وهو ما يعادل 33% ثم قام السودان بزيادة "هامش الأمان" لسد الروصيرص عند التعلية بزيادة عدد "بوابات السد العليا" (High Level Sluice Gates) بحيث أن كل بوابةجديدة تزيد من طاقة اطلاق الفيضانات ب (1548) م3 في الثانية لكن بالنظر الي: ضخامة سد النهضة والمخاطر الجسيمة التي ستنجم عن انهياره وصغرطاقة اطلاق الفيضانات من بوابات التحكم العليا High Level Sluice Gates)) فيه والبالغة 886 م3 في الثانية بالمقارنة بتصريف بوابات التحكم العليا في سد الروصيص والبالغ1548 م3 في الثانية وبفيضان كسري للسد (أي انطلاق فجائي لأكثر من 60 مليون "فدان- قدم" من المياه ، وسعه هي عشر مرات أكبر من سعة الروصيرص بعد التعلية وخمس وعشرون مرة أكبر من سعة خزان الروصيرص وقت اختيار عامل السلامة له عند انشائه) اذا ، فمن الضروري – ان كانت شركة "بناة ساليني قد أخذت ب"المقاربات القطعية" (Deterministic Approach) في معالجة مخاطر انهيار السد – أن يكون "عامل السلامة" الذي اختارته لسد النهضة كاف لتغطية كل من33: الأحمال غير المتوقعة وحالات الأساس (Foundation Conditions) غير المكتشفة رغم كل التحقيقات المعتادة التي يمكن أن يكون قد خضع لها الموقع وأخطاء التحليل الرياضي والأخطاء الحسابية والتفاوات (الاختلافات) في خصائص المواد والانحرافات عن الخطة والناجمة عن ظروف البناء(كما كشف عنها الأن رئيس وزراء أثيوبيا) والأخطاء البشرية في التصميم والأخطاء المحتملة مستقبلا في التشغيل والصيانة لكن في الواقع ، فان التقارير التي رشحت تقول بأن: .10 شركة "بناة ساليني استخدمت لسد النهضة نفس "عامل السلامة" Safety Factor –SF) ) الخاص بسد الروصيرص والبالغ 1.5 للأحباس السفلي لسد الروصيرص)! (قارن مع عامل السلامة في السد العالي البالع 7-8 % وفق بعض الروايات)! من غير أن يتبني سد النهضة معه "هامش الأمان" (ٍSM-(Safety Margin الذي أضيف لسد الروصيرص عند بنائه في الستينات تحسبا لتعليته اللاحقة والمتمثل في زيادة عدد بوابات السد العليا High Level Sluice Gates) )
مابين الهيدرولوجيا الكلاسيكية و الهيدرولوجيا الجديدة
اختيار أثيوبيا للفيضان التصميي لخزان سنار مبني علي احدي افتراضات "الهيدرولوجيا الكلاسيكية" التي تقول بأن قياسات المناسيب المائية والأيرادات (كمناسيب وايرادات النيل الأزرق وقت تشييد سد سنار) ، صالحة احصائيا (Statistically Valid) لأنها نتاج ظروف طبيعية ثابتة—علي المدي البعيد—: فبهذا مثلا قال هيرست (Harold Hurst) في دراسته الشهيرة "السعة التخزينية طويلة الأجل للخزانات" عام 1951 فيما عرف لاحقا ب: “The Hurst Phenomenon" لكن الهيدرولوجيا الجديدة" (Modern Hydrology) صححت تلك المفاهيم وأبانت أن البيانات التاريخية السابقة لتصريف النهر – والتي استخدمت مثلا لأختيار "فترة العودة" لسد سنار ثم لسد الروصيرص ثم –وهوالأمر الراجح—لسد النهضة، أصبحت غير موثوق بها ، وذلك بسبب: • التدخلات البشرية وتأثيرها علي الأنسياب المائي • التغييرات في خصائص "مستجمعات المياه" (Watersheds) • الترسيب ، فالطمي قد يملأ الخزانات إلى منسوب المفيض • التغييرات في النهر والتي قد تشمل تحويل تدفق النهر داخل (أوخارج) الحوض • التغييرات في التخزين االصناعي • التغييرات في استخدامات الأرض وفي الغطاء النباتي ، الناجمة عن إزالة الغابات الخ… • تغير الأنماط المناخية • الطفرات المتواترة في قدرات الأستفادة من الأمكانات الجديدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا وعلوم الحاسوب • التطورات العلمية والنقلات النوعية في مجال علم المائيات ، كالركون الي "نهج مستجمعات المياه" (Watershed Approach) في معالجة مشكلة الفيضانات، فمثلا: نتيجة لكل ما سبق ، لم يعد مقبولا في تصميم أنظمة الدفاع ضد الفيضانات ، تأسيسها على حدث (تصميمي) واحد (Single Design Event) بل ينبغي-- وفق "نهج مستجمعات المياه"--- تقييم حساسية التصميم لمعدلات دفق أعلي من الدفق المستخدم في التصميم (Design Flow)، مع الأخذ في الحساب التغيرات المناخية والتغيرات في استخدام الأراضي ، بمعني أنه: ينبغي – مثلا -- في تقدير حجم الفيضانات – لكي يتضمن التصميم عملية تغير المناخ وعوامل استخدام الأرض -- اضافة "عامل هراء" (Fudge Factor) بنسبة 20 ٪ للتغيرات المناخية في ذروة الفيضانات الأكثر من 50 عاما لكن الأهم هنا هو "كم تبلغ احتمالية حدوث مثل ذلك الفيضان" في حالة سد النهضة؟ هذا يقودنا الي قضية:
فترة العودة ((Return Period,T-years
وتعبير "فترة العودة"( (T-years ، هو قياس إحصائي مبني عادة على بيانات تاريخية تدل على متوسط فترة تكرار الفيضان على مدى فترة طويلة من الزمن،أي تقدير لاحتمال حدوث الفيضان، السؤال هنا موجه لمن يزعمون بأن "كل ما يتعلق بتصميم سد النهضة وسلامته قد تم الأنتهاء منه"وهو:ما هي "فترة العودة" التي أعتمدتها شركة "بناة ساليني" "لأقصى فيضان محتمل" ؟ وعادة ما تستخدم فترة العودة لتحليل المخاطر (على سبيل المثال أن تقرر شركة الطاقة الكهربائية الإثيوبية مالكة السد ما إذا كان ينبغي أن يسمح للمشروع أن يمضي قدما: في منطقة خطر معين كالخطرالزلزالي ، أو و بتصميم قادر علي على الصمود أمام فيضان "بفترة عودة" معينة ، كما هو الحال هنا
علما أن السودان اختار(T = 1000-years) لسد الروصيرص باعتبار أن سد الروصيرص منخفض المخاطر-- وبالتالي فاحتمالية حدوث مثل ذلك الفيضان في حالة سد الروصيرص منخفض المخاطر تبلغ (0.1) % أما في الخزانات عالية المخاطر كسد النهضة، فكلا o من "فيلق الجيش الأمريكي للمهندسين (USA Corps of Engineers) و"المعهد الأمريكي للمهندسين المدنيين( A.S.C.E) يوصيان باستخدام T = 10 000 (أي PMF 0.5 ) اذ كا ن حدوث علو نادر للسد هو أمر مقبول ، والا ينبغي اختيار الفيضان الأقصي المحتمل (PMF) كمعيار عام ان كان خرق السد يشكل خطرا علي المجتمعات البشرية كما هو في حالة سد النهضة: وعليه ، فان شركة "بناة ساليني" باختيارها الفيضان التصميي لخزان سنار (Sennar Reservoir Design Flood) والبالغ 15000م3 في الثانية ، بدلا من اعتمادها لسد النهضة "الفيضان الأقصي المحتمل" (PMF) الذي رست عليه أخيرا وهو 38750 م3 11 .تكون شركة "بناة ساليني" أيضا اذا قد خالفت توصية كلا من "فيلق الجيش الأمريكي للمهندسين و"المعهد الأمريكي للمهندسين المدنيين" اللَّذَان أوصيا باختيار الفيضان الأقصي المحتمل (PMF) ان كان خرق السد يشكل خطرا علي المجتمعات البشرية كما هو في حالة سد النهضة
واذا، أخذين في الأعتبار كل ما تقدم من استبصار للأمر :علينا أن نسأل هنا من زعموا بأن "كل ما يتعلق بتصميم سد النهضة وسلامته قد تم الأنتهاء منه" : في تحديدها لحجم "الفيضان التصميمي للمفيض"،هل أخذت شركة "بناة ساليني" بالمقاربة الهيدروليكية (Hydraulic Design) والمعتمدة على النهح (أو النمذجة) القطعية ?(Deterministic Modeling) كما فعل المهندس الأستشاري لسد الروصيرص (شركتي الكساندر جب واندريه كوين وجين بلير ) في أول الأمر حين أعتمد : 13,500 م3 في الثانية كتصريف "أقصى فيضان محتمل"(PMF) لفترة عودة (T=1000-years) لسد الروصبرص واختار (15,000 م3 في الثانية) كتصريف "للفيضان التصميمي للمفيض"(ٍSDF) مع زيادة هامش الأمان وزيادة طاقة اطلاق الفيضانات لسد الروصيرص عند التعلية بزيادة عدد بوابات السد العليا ((High Level Sluice Gates علما بأن كل هذا لا يعطي أي فكرة عن مدى سلامة التصميم، فهو: يتجاهل في كثير من الأحيان على حد سواء عدم اليقين والتغيرات (التفاوت) في خصائص مواد البناء، والأحمال، ومكونات الأبعاد، وظروف التشغيل الخ… ويبني كل شيء استنادا علي "أسوأ حالة" ( "Worst-case” Scenario) مما يرفع كلفة التصاميم والمشروع بمجمله
هنا علينا أن نسأل : ان لم تكن شركة "بناة ساليني" قد أخذت بالمقاربة الهيدروليكية (Hydraulic Design) (كما فعل السودان في سد الرووصيرص في أول الأمر) والمعتمدة على النهح (أو النمذجة) القطعية ?(Deterministic Modeling) في تحديدها لحجم "الفيضان التصميمي للمفيض"
فهل هي أخذت بالمقاربة الهيدرولوجية (Hydrologic Design) في تحديد حجم "الفيضان التصميمي للمفيض" كما فعل السودان في سد الروصيرص في أخر الأمر ؟ اذ أن الطرق العشوائية (Stochastic Methods) المستخدمة في المقاربات الهيدرولوجية تسمح بتقييم كلا من التقلبات الطبيعية وعدم اليقين، لتعطي – بدلا من عدد واحد—"توزيع احتمالي" (Probability Distribution) والمقاربة الهيدرولوجية المعتمدة على النهح (أو النمذجة) الإحصائية- الأحتمالية (Stochastic (Statistical & Probabilistic تأخذ في الاعتبار العديد من الشكوك وعدم اليقين الغالب في الطبيعة كأساس لتحديد حجم "الفيضان التصميمي للمفيض" Spillway Design Flood) ) كما في حالة تحديد معدل الجريان السطحي الأقصى (أي الفيضان) من مستجمعات المياه وكما فعل "المكتب الأستشاري" المكلف من قبل البنك الدولي (International Panel on Flood Discharges for Roseires) والذي اعتبر ان اعتماد "المهندس الأستشاري" لسد الرصيرص للفيضان التصميي لخزان سنار(والبالغ (15,000 م3 في الثانية) كفيضان تصميمي لمفيض سد الروصيرص (عندما كانت سعة تخزين السد وقتها تبلغ ثلاث مليارات م3 فقط) "متدن للغاية ، خاصة مع وجود جسور ترابية طويلة ، اذ أن حدوث علو الماء للجسم الخرساني للسد أو لأجنحته (Overtopping) "سيكون كارثيا علي السودان" بنص تقرير "المكتب الأستشاري" المكلف من قبل البنك الدولي!
فماذا اذا نقول هنا: عن الخطر "السوبر كارثي" علي السودان ان تأتي شركة "بناة ساليني" الأن وتختار كفيضان تصميمي لمفيض سد النهضة ، نفس ذلك الفيضان التصميمي المقترح من قبل "المهندس الاستشاري (الفرنسي) لمفيض سد الروصيرص والذي رفضه "المكتب الاستشاري" (المكلف من البنك الدولي) باعتباره "متدن للغاية" حتي لسد الروصيرص ، بدلا من أن تختار تصريف الفيضان الأقصي المحتمل (PMF) الذي اختارته والبالغ 38,750م3 في الثانية كفيضان تصميمي لمفيض سد النهضة! علما بأن سعة تخزين سد النهضة هي 25 مرة أكبر من سعة تخزين سد الروصيرص وقتها وان "المكتب الأستشاري" وصف فقط علو الماء لجسم سد الوصيرص الخرساني (Overtopping) " لا انهيار السد" بانه سيكون " كارثيا علي السودان"! ، بقية القصة جاءت كالأتي: المكتب الأستشاري" لسد الروصيرص والمكلف من قبل البنك الدولي بعد رفضة لمقترح "المهندس الأستشاري" ، قام بتقدير "أقصى فيضان محتمل ( (PMFعلي أساس 18,750 م3 في الثانية ، بدلا من 13,500 م3 في الثانية الذي اختاره المهندس الأستشاري لسد الروصيرص (قارن مع 38750 م3 في الثانية الذي اختارته أثيوبيا كتصريف أقصى فيضان محتمل) واعتمد المكتب الأستشاري للروصيرص الفيضان التصميمي للمفيض (Spillways Design Flood or Capacity) علي أساس (17,350 م3 في الثانية)، بدلا من ال15,000 م3 في الثانية) ، الرقم المختار من قبل المهندس الأستشاري لسد الروصيرص وبدأ لظاهر العيان وكأنما قد اسدل الستار علي عملية اختيار الفيضان الأكثر أهمية لتصميم وسلامة سد الروصيرص!—الفيل الذي في الغرفة -- لكن في الواقع هناك درجة عالية من عدم اليقين مرتبطة بتقدير "الحد الأقصى المحتمل للفيضانات" (PMF)، كل ذلك كان في الستينات من القرن الماضي ، أما الأن فقد أصبح لزاما اضافة اجراء"تقييم للمخاطر" (Risk Assessment) في مرحلة التخطيط لأي سد ، وفي حالة سد النهضة ، لم تزعم أثيوبيا أبدا أنها أجرت مثل ذلك التقييم الأساسي لكل أو بعض مخاطر سد النهضة علي دول الأحباس السفلي وفق المنهجية العلمية المعروفه للجميع!
المخاطر التي تهدد سلامة السد
فهم الهيدرولوجيا(علم المياه المؤسس علي كثير من الأحصائيات ونظرية الأحتمالات) أمر حيوي لجعل السدود آمنة والتحليل الهيدرولوجي من المستلزمات الرئيسية للدراسات الهيدروليكية (دراسة السوائل المتحركة والتي تعتمد في الغالب على وسائط قطعية) وفي "شهادتي للتاريخ (16- أ) ، طرحنا لسؤال : ما بال اقوام يقولون أن:"كل ما يتعلق سلامته السد قد تم الأنتهاء منه"! (كما جاء في تصريح مسئول للقنوات الفضائية قبل الأجتماع العاشر في الخرطوم):
.11 لكن بجانب غياب المنهدس الأستشاري (وفق عقد "تسليم المفتاح" الذي اختير لسد النهضة) وغياب منظومة دراسات الجدوي، هنالك مجموعة من الدراسات المطلوبة والتي لم يرشح بيان ذو مصداقة بأن شركة "بناة ساليني" قد قامت بها وفق مسؤلياتها كمهندس أستشاري مفترض لسد النهضة، وبعضها اسند لاحقا للشركتين الفرنسيتين ، وعلي رأسها: دراسات السلامة (Safety Studies) ، بجانب: الدراسات الأقتصادية والأجتماعية الدراسات البيئية التقيم البيئي ( (Environmental Assessment الاثر البيئي والاجتماعي (Environmental & Social Impacts)
دراسات السلامة الغائبة: ما نوعية "دراسات سلامة السد" (Dam Safety Studies) ودراسات سلامة السد عادة ما تتطلب تقييما لأنتقال موجة الفيضان (أي الرسم المائي Hydrograph) في الأحباس السفلي، أي تقيم علاقة موجة الفيضانات الوظيفية مع الوقت لتوفير معلومات عن: سطح الماء وقت ذروة الارتفاعات تصريف ذروة الفيضان توقيت تلك الارتفاعات والتصريف في مواقع مختلفة في الأحباس السفلي لسد النهضة وفي الظروف العادية تستغرق ذروة فيضان النيل أسابيع لتعبر طول النيل الرئيسي وروافده الرئيسية، مما يعطي انطباعا خاطئا بأن هذا يتيح وقتا كافيا للتحذير من الفيضان لكن عند فحص مرور ذروة الفيضان القادم من الروصيرص مثلا نجدها: تصل الخرطوم (علي بعد 624 كيلو متر) في 5 أيام وتصل أسوان (علي بعد 1841 كيلو متروانحدار 15.5x x 10-5 (من الخرطوم) في حوالي 10 أيام، وتصل القاهرة (علي بعد حوالي3250 كيلو متر من الروصيرص وعلي بعد 800 كيلو متر وانحدار 7.5 10-5x من أسوان) في 5 أيام أخري، (كما يوضح الرسم المرفق ان تم رفعه)، لذا فالوقت المتاح لاتخاذ أي قرار في حالة وقوع حدث كارثي لسد النهضة – لا قدر الله - حقيقة هو قصير لأن أقل مهلة لأخلاء المراكز السكانية متوسطة الحجم في الدول النامية لا تقل عن شهر! فما بالك بفيضان انهيار السد الكاسح!
.▪ ومثل الدراسات عاليه تتطلب ايضا وضع برامج لسلامة السد، والتفتيش الدوري و"قياس السلوك" وجلها لم يرشح بيان ذو مصداقة بأن شركة "بناة ساليني" قد قامت بها وفق مسؤلياتها كمهندس أستشاري مفترض لسد النهضة، مثل: الحركة و الإمالة في جسم السد Structure Deflection & Movement) ) وضغط الدفع العلوي (Uplift Pressure) وتشوهات الأساس ((Foundation Deformations و النشاط الزلزالي وتحري أضرار "التجويف")النقرة) (Cavitation Damage) التي قد تطال الآلات والمنشآت الهيدروليكية كالمفيض وعداء مروحة التربينات (Turbine Runners) ،ودعامات البوابات ( (Gate Piers
واذا كان صحيحا بأن كل ما يتعلق بتصميم السد وسلامته لم يعد مُشرَّعا علي مصراعيه للتفاووض .13فما هي أحكام التحسب الأستشرافي (Anticipatory Provisions) لمتطلبات سلامة السد التي روعيت في مرحلة التصميم ؟ والتي لم يرشح بيان ذو مصداقة بأن شركة "بناة ساليني" قد قامت بها وفق مسؤلياتها كمهندس أستشاري مفترض لسد النهضة، وهناك أربعة عناصر أساسية للدفع نحو تأمين سلامة السد في مرحلة التصميم20 وهي: التفتيش إعادة التقييم ( Re-evaluation) المعالجات للنقائص (Remedial Action) البحوث هذه العناصر الأربع تتخلل جميع مراحل: تصميم و بناء وتشغيل السد فمثلا فيما يختص بتدابير السلامة التي ينبغي مراعاتها في أثناء التصميم ، والتي يسعي التساؤل عالية للحصول علي اجابة فيها من بناة السد ، هو ما يتعلق ب: التقنيات الهيدرولوجية للتنبؤ بالتصريف (الجريان) المائي(PMP, PMF etc. ) استقرار السد وتحميله ((Dam Stability & Loading ميكانيكا التربة تحليل الاستجابة الزلزالية فشل سدود الدول الأخري تفسير "معايير التصميم"، (Design Criteria) التوثيق -- الضروري للتشغيل والإدارة، مثل تقرير التوثيق للملء الأول للخزان ، وتقارير الرصد السنوية وتقارير التفتيش والصيانة
ثم ما هي أحكام التحسب الأستشرافي (Anticipatory Provisions ) لمتطلبات سلامة السد التي روعيت في مرحلة التشييد ؟ وفيما يختص بتدابير السلامة التي ينبغي مراعاتها في مرحلة التشييد ، والتي يسعي التساؤل عالية للحصول علي اجابة فيها من بناة السد ، هو ما يتعلق ب20: معايير "ايسوISO"لضبط الجودة خلال البناء ضبط الأسمنت والخرسانة هندسة الجيولوجيا -- حالة الأساس(القاع النهري) التصريف وضبط التسريب التوثيق والتي لم يرشح بيان ذو مصداقة بأن شركة "بناة ساليني" قد قامت بها وفق مسؤلياتها كمهندس أستشاري مفترض لسد النهضة ▪وأيضا نحن نتساءل اضافة : ما هي أحكام التحسب الأستشرافي (Anticipatory Provisions) لمتطلبات سلامة السد التي ينوي القائمون علي السد مراعاتها في مرحلة التشغيل ؟ والتي لا نعرف ان كانت شركة "بناة ساليني" ستقوم بها وفق مسؤلياتها كمهندس أستشاري مفترض لسد النهضة أم لا ،
وفيما يختص بتدابير السلامة التي ينبغي مراعاتها في مرحلة التشغيل ، والتي يسعي التساؤل عالية للحصول علي اجابة فيها من بناة السد ، هو ما يتعلق ب20: القياس الألي (Instrumentation) السلوك الزلزالي التفتيش والصيانة إعادة تقييم كفاءة المفيض إعادة تقييم استقرار السد بحوث السلامة، فيما يتعلق بكفاية المفيض وعيوب الأساس وتردي الخرسانة وظاهرة "الأنبوبية" (Piping)الخ… والتوثيق
ونختم هنا بالسوال الجوهري:
Ω ما هي مخاطر غياب المهندس الأستشاري عن سد النهضة ؟ هذا الغياب يعني: أن سد النهضة رغم جسامة مخاطرة يبني الأن: ليس فقط في غياب وجود "المهندس الأستشاري" ، بل وفي غياب دراسات ما قبل الجدوى أيضا ، "(Pre-feasibility Study) التي يعدها بمهنية عالية عادة"المهندس الأستشاري" المحايد ، مع طرح كافة الخيارات البديلة -- لا المقاول الدولي صاحب المصلحة التجارية! ▪و خطورة غياب المهندس الأستشاري هنا تتمثل في أن هناك مهام عديدة لن تكون هناك فرصة للتحقق من صحتها (Validation) من قبل خبيرمحايد ومشهود له"كالمهندس الاستشاري" تحت عقد " تسليم المفتاح" ، علي سبيل المثال التحقق من صحة نتائج الحفر الأختباري (Trial Boring) التي توفرها شركة المعادن والهندسة "ميتيك (المقاول المحلي) في مرحلة التخطيط (بجانب القيام بالمسح الأستطلاعي والمسوحات الكنتورية وبتحليل التربة) ومثل نتائج الحفر الأختبار هذه مطلوبة.لتحديد تأثير: الجريان النهري على سعة المفيض والتضاريس الأرضية علي درجة الأنحدار والجيولوجيا علي المقطع العرضي الخ.. و لن تكون هناك فرصة التحقق من صحة الدراسات الهيدرولوجية للمواقع-- (مثلا من أجل تحديد جدوى انتاج الكهرباء من الموقع أحد مسؤليات شركة ساليني الأصيلة ، وما اسند اليها الأن اضافة --بسبب غياب "المهندس الأستشاري" -- من مهام اختيار نوع السد وارتفاعه ومنشئات التحويل كماسورة تغذية التربينات وحوض التوازن والتربينات والمولدات ومواصفاتها الخ) .... ولا التحقق من صحة تحليل الأحمال (Load Analysis) الخ ... أحد مسؤليات شركة ساليني الأصيلة الخ…
وفي مرحلة التصميم الهندسي المفصل: اشرنا الي أن المهندس الأستشاري عادة يرفد العميل (أي شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية") بتفاصيل "مواصفات التصميم التفصيلي" و مستندات / ورسومات العقد و لما كانت شركة "بناة ساليني" الايطالية تحت عقد "تسليم المفتاح " تقوم بدور"المهندس الاستشاري" ، بجانب دورها ك " مقاول رئيسي للسد" Primary International Contractor) ) فعلي"شركة "بناة ساليني" الايطالية تقع مسئولية تقديم تصاميم سد النهضة لشركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية 17. وهذا يدفع بمسؤلية بعضا من "مشكلات التصميم" (التي أشارت اليها الحكومة الأثيوبية) الي حضن "شركة "بناة ساليني" الايطالية)!
وفي مرحلة التشيد في غياب "المهندس الأستشاري علي شركة "بناة ساليني" الإشراف على – المقاولين المحليين (هنا هم شركة المعادن والهندسة "ميتيك") وتفقد المواد وتجويد الصنعة أثناء البناء، كـتأمين احكام السد لمنع التسرب (Sealing Techniques) ومعالجة الأساس بواسطة الحقن(Grouting ▪ وهذا أيضا يلقي مسؤلية بعضا من "مشكلات التصميم" (التي أشارت اليها الحكومة الأثيوبية) الي حضن "شركة "بناة ساليني" الايطالية)
الأمر الخطير هنا هو أن كل هذه المهام وغيرها من مهام عديدة لن تكون هناك فرصة للتحقق من صحتها (Validation) من قبل خبيرمحايد ومشهود له"كالمهندس الاستشاري"
و"التحقق من الصحة"(Validation) هو عملية منطقية لا نهج حسابي ، ويعني بفحص ما إذا كان هناك شيء ما يلبي معيار معين أو يلبي مواصفات وسمات جودة محددة مسبقا كأن يكون هذا "المهندس الاستشاري" -- مثلا -- قادرا على الشهادة بأن الحلول أو العمليات التي أتتها شركة "بناة ساليني أو أتتها شركة المعادن والهندسة (ميتيك) صحيحة و متوافقة مع المعايير والقواعد المهنية، مع ابراز الدليل علي أن منظومة السد -- مثلا -- تعمل في حدود المعايير(Criteria) والمعلمات (Parameters) المعمول بها عالميا وتعمل علي نحو فعال (Effectively)
هذا يعني أن غياب فرصة "التحقق من الصحة"بغياب المهندس الأستشاري هو أيضا أمرذو تداعيات بالغة الأهمية لقضية سلامة سد النهضة !
وبغياب المهندس الأستشاري تغيب أيضا فرصة "التأكيد"، و" التأكيد"(Verification)هو شيء أخر غير "التحقق" (Validation) ، فالتأكيد معني بثلاثة جوانب بالغة الأهمية لتقييم التصميم الهندسي،وهي أن التصميم الذي جاءت به شركة "بناة ساليني مثلا: يناسب الاستخدام المقصود - أي أن شركة "بناة ساليني بنت (أوصنعت) "المنتج المطلوب" وأن التصميم يلبي شروط التصميم الأصلية ، أي أن شركة "بناة ساليني بنت (أوصنعت) المنتج "بطريقة صحيحة" وأن "المنتج النهائي" يعكس بشكل صحيح المتطلبات المحددة له -- وفق "نموذج نضج القدرات" (The Capability Maturity Model- CMMI)
لكن ماهو "نموذج نضج القدرات"؟ "نموذج نضج القدرات"هو معيار تم تطويره في البدء لتقيم "مدي نضج برامج الشركات ، وقدرتها لأنتاج البرمجياتSoftware) ) وهو الأن يستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم كنموذج عام لتحسين الأعمال التنظيمية في مختلف المجالات، على سبيل المثال: في إدارة المشاريع و إدارة المخاطر وادارة الخدمات والعمليات التجارية بصفة عامة وإدارة رأس المال البشري
وذلك من خلال فحص ممارسات شركة "بناة ساليني في كل من خمسة من "مستويات النضج" ، التي تصف مدى قدرة ووثوقية السلوكيات والممارسات والعمليات المتبعة من تحقيق النتائج المطلوبة علي نهج مستدام (مثلا منهجية تحديد الأولويات او الاستفادة من تجارب الأخرين الخ …- كمسببات خرق وانهيار السدود الأخري مثلا ) وداخل كل واحد من هذه المستويات مفتاح مجالات العملية (KPAs) يحدد الأهداف و درجة الالتزام و القدرة والمقياس ، المطلوب تقصيها من قبل المهندس الأستشاري في اضطلاعه بمهام التأكيد"(Verification) في مشاريع المياه مثلا
أهمية اعمال "التحقق من الصحة"(Validation واتباعه ب"التأكيد"(Verification) في المشاريع الضخمة كمشروع سد النهضة تكمن جزئيا في أن الشركات الدولية في الغالب تبحث عن مصالحها التجارية ولا تأبه كثيرا بما يحدث بعد استيفاء أتعابها ، وهذه الشركات في سعيها الأعمي لدفع مصالحها قد تأتي بما يهدد الصحة العامة بل والحياه في مجتمعات العالم الثالث المعدمة والتي تتسم بالقصور المعرفي التقني ، والجميع – في هذا الصدد – مدعوون لتذكر مأساة الغاز في الهند عام 1984، والتي تعتبرأسوأ كارثة صناعية في العالم، والتي تسببت فيها شركة "يونيون كاربايد" في مصنع للمبيدات في بوبال، حيث تعرض فيها أكثر من (500,000) شخص إلى غاز إسوسيانات الميثيل (MIC) وغيره من المواد الكيميائية وحيث بلغ عدد القتلى نتيجة لذلك أكثر من (16,000) شخص!
" بروفايل بروفيسور د. د. محمد الرشيد قريش* مستشار هندسي وزميل "الجمعية الهندسية السودانية" وعضو " أكاديمية نيويورك للعلوم" و "عضو بارز" في "جمعية هندسة التصنيع الأمريكية " و "معهد المهندسين الصناعيين" الأمريكي وعضو "معهد الطيران والملاحة الفضائية " الأمريكي وعضو "الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين" و"المعهد الأمريكي للعلوم الإدارية" و"الجمعية الأمريكية لضبط الجودة" و"المعهد البريطاني للنقل"، وعضو منتسب " للجمعية الأمريكية للمهندسين الزراعيين" وصاحب دراسات "موائد الرحمن الفكرية" التي تعني بتقديم الحلول التقنية لمعالجة المشاكل التنموية لتوفيرها لزملاء المهنة في موضع المسؤلية وللباحثين وطلاب العلم ونشرها في النت تحت منصة: إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا" (الأنسان 9)
وقد شملت بعض هذه الدراسات والحلول التقنية (والتي نقل بعضها الكثير من المواقع الأسفيرية العالمية) الأتي:
في مجال هندسة وقوانين وادارة الموارد المائية
دراسة" شهادتي للتاريخ حول سد النهضة واتفاق عنتبي واتفاقية مياه النيل لعام 59" (المنشور منها في النت حتي الان أكثر من 35 حلقة تحت منصة "موائد الرحمن الفكرية") كتاب "استدعاء التاريخ: لمن تقرع أجراس التكريم في تشيد وتعلية سد الروصيرص" – 2013 ، دراسة توثيقية (منشور أيضا بالنت) كتاب " احتفائية احياء ذكري المهندس المستشار الرشيد سيد أحمد مع توثيق تاريخي للمهام الوظيفية لمهندسي وزارة الري عبر السنين"2014 دراسة "جدلية الهوية النيلية للسودان وأبعادها السياسية والفنية والقانونية دولة “منبع” ؟، واذا كم حجم اسهامها في مياه النيل" 2005؟(دراسة أولي من نوعها أثبتت للسودان اسهامه ب 25 مليار م3 في مياه النيل—جزء كبيرمنها منشور في النت حتي وجود ممول لنشرها كاملة) دراسة "جدلية جبل أولياء: تقيم تقني استعادي (Retrospective ) لفوائد ومثالب الخيارات المختلقة الممكنة"- 2006 (مسودة ، حتي وجود ممول لنشرها) دراسة " رسم بياني خطي" (Linear Responsibility Chart) (1993) لمهام تشيد سد مروي" للوصول الي "خريطة طريق" تحدد نوع التطور التقني والدراية الفنية والتقنية المراد اكتسابها في كل مرحلة من مراحل تشييد السد ، (للأسف لم يأبه بهذه الدراسة الماسكين بزمام الأمور ، ، مما أضاع علي السودان فرصة استغلال تلك السانحة للخروج ليس فقط بسد ، بل بكوادر مدربة علي تشيد السدود من ألف الي ياء ! وتطوير القدرات الوطنية لتصنيع معدات الري والكهرباء الخ...) CanalCAD —Modeling Unsteady Flow in Design of Kennana Irrigation Project For Channel Capacity and Flow Control, 2000 دراسة تصميم ترعة كنانة بالكمبيوتر من 52 صفحة تمت في جامعة مينسوتا) ) (River) Flood Mitigation Problems: The Case of Gash River,2007 (سمنارترويض نهر القاش: أيكون من خلال جدار الفيضان أم المعالجة عند حوض النيل الشرقي ؟) "Problems of Water Quality Management in the Shared Nile River: International Law & the Need & Challenges of a Basin-Wide Agency for Water Quality Management, University of Minnesota, 2002 (مقترح لتأثيث "هيئة اقليمية" لـتامين جودة المياه في حوض النيل)
وفي مجال هندسة واقتصاديات وأبحاث النقل
"تطويع المعرفة التقنية للنهوض بسودانير"1995(دراسة من 60 صفحة مدعومة "بخطة عمل" من 3 مراحل تهدف لجعل سودانيرمن أميز طائرات العالم العربي وأفريقيا وقد سلمت لمدير سوداننيروقتها عبر منصة "لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا") "حوادث الطائرات الروسيه والتشيكيه في عقد" (دراسة تحليلية تتقصي أسباب سقوط الطائات لعقد كامل في21 وقد صفحة نشرت في النت) "Railway rehabilitation: The Institution-Building Challenge as Gauged through Techno-Economic Rail Service Performance Criteria for Sudan and the Developing World, Unpublished manuscript, 1995? (مسودة دراسة لأصلاح السكة حديد - واخري لأدخال المترو - أطلع عليها نائب مديرالسكة حديد وقتها عبر منصة "لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا") " Proposal for Road and Transport Research Division, with Suggested Research Program, 1983, Building & Road Research Institute, (دراسة من 108 صفحة بتكليف من معهد أبحاث البناء بجامعة الخرطوم وقد تم علي أساسها تأثيث ذلك القسم) "A Proposal for a Mechanical Transport Research Unit: Organization and Suggested Research Program. 1973. An 80-page report submitted upon request, to Sudan's Mechanical Transport Department)] (دراسة في 80 صفحة تبناها وزيرالنقل وقتها لكنه اقيل قبل تنفيذها) Re-Formulating the Traffic Congestion "Problem", & Its Abatement Strategy 2005 ((سمنار يعيد تعريف "مشكلة" الأحتقان المروري ويقدم الحلول الناجعة والمستدامة لها
وفي مجال هندسة واقتصاد الطاقة
دراسة "قراءة في البعدين التقني والسيادي المغيبين في جدلية خصخصه الإمداد الكهربائي"1995(دراسة من 28 صفحة منشورة بالنت) "Towards an Effective Planning for the National Electricity Corporation".1995. A 30-page proposal for an Electric Utilities "Strategic Planning Conference") (برنامج ل"خلوة علمية " مقترحة عبر منصة "لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا"، تعقد خارج العاصمة يقوم مركزنا فيه بأعداد "أوراق النقاش" لكل قضايا الكهرباء الفنية ، ليناقش خبراء الهيئة الحلول لمشاكلها المقدمة من المركز، سلمت مواضيع اوراق النقاش لمدير التخطيط وقتها) "Rehabilitation Strategies for Hydraulic Structures and Thermal Power Plants". 1995.A 50-page unpublished study
وفي مجال الهندسة الصناعية
"The Choice of Technology in Developing Countries: The Case of the Arab Iron and Steel, Aluminum, Cement and Oil Products Pipelines",1981(كتاب موجود في مكتبة اليونسكو والكثير من المكتبات العالمية) Thematic Framework for Improving Transport Modal Effectiveness in the Serving Industrial Production: Strengthening the Forward and the Backward Linkages.1990. An 82-page study presented at the Conference of Industrial Development, Khartoum, Sudan, and December 1990. "Towards an Effective Export Promotion Strategy for Oilseeds and their Derivatives. 1990. A 31-page study of Sudan’s Oilseeds Industry", Study presented at a National Oilseeds Seminar, Khartoum, Sudan
في مجال العلوم والتكنولوحيا وصناعة المعلوماتية
كتاب "ديناميكية نقل التكنولوجيا في الدول العربية"1981(موجود في كثير من المكتبات الأقليمية (وفي النت ، مع خطأ في الأسم الأول للباحث - "محمود" بدل "محمد") دراسة "المشروع القومى للنهوض بالتعليم الفنى والتقنى والهندسى في القرن الحادي والعشرين"(تبناها ب الزبير بشير طه أثناء عمل الباحث بوزارة العلوم والتقانة) سمنار"المحافظة علي استثمارات السودان في البني التحتية : كيف نحقق اطالة عمر المنشئات الهندسية ومنع انهيارها المبكر (سمنار من أكثر من ألف صفحة بور بوينت غطي كل البني التحتية تقريبا وقدم الكثير منه في ندوة حصرية في دار المهندس) دراسة "الرقابة الضبطية للعلوم والتقانة :دراسة تحليلية لقانون المعاملات الالكترونية 2005 نموذجاً"(سلمت عبر منصة "لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا" لمن قام بطباعتها علي نفقته وتوزيع أكثر من 60 نسخة منها لكل جهات الأختصاص) دراسة(سمنار) "نحو استراتيجية قومية لصناعة المعلوماتية وفرص الأستثمارللقطاع الخاص فيها"2005 نحو مشروع قومى للنهوض بالتعليم الفنى والتقنى والهندسى فى القرن الحادى والعشرينمع تركيز خاص على التعليم التقنى •A seminal study comprised of more than3000 power point pages, separating the profession into 4 Categories: Design/Research Engineer, Engineering Technologist, Technician & Craftsman/Artisan/ Tradesman, Then enunciating the differences between them in terms of: *Course Duration* Their Distinguishing Nature of Learning * Faculty/ Trainers Technical Credentials*Job Description & Job Specification * Nature of Educational Goals, Occupational Orientation *Capacity for Synthesis & Design * Job Specs * Career Goals * Examples of Tasks * Type of Problem Encountered in Real Life: "Clean” or“ Fuzzy” * Examples of Ill-Structured, Semi-Structured & Well-Structured Problems En-Countered * Nature of Data Available for Problem Solution * Gestalt Psychology--Nature of Perception of Problem Solution * Occupational Orientation* Epistemic Authority-- Locus of Skill & Knowledge Generation & “Failure Centres” * Deontic Authority--Who Grants the Right to Practice* Design of Curriculum—Content, Depth & Breadth, Range *Scope & Level of Curriculum Content * ‘‘Load’’--Basic Science/Math Requirements, Computer Competency/ Computer-based Experiences, Engineering Science & Engineering ---Applications * Lab Objectives & Requirements* Industrial Advisory Committee * The Technological Problem Faced* Role in Advancing Engineering Knowledge Skills* & The Identification of the Weakest Links in category Systems
1. Water Info Centre, Inc. 1973. Water Policies for the Future) 2. Gasser, M.& F.El Gamal.1994. Aswan High Dam:Lessons Learned & On-Going Research. Water Power & Dam Construction, Jan.1994 3. International Commission on Large Dams (ICOLD): Bulletin 59 —Dam Safety Guidelines Bulletin 99 —Dam Failures Statistical Analysis
4. Jacques Leslie f “Deep Water: The Epic Struggle Over Dams, Displaced People, and the Environment.” http://www.newyorker.com/tech/elements/one-of-africas-biggest-dams-is-falling-apart http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%AF 5. Correspondence with Uganda Government, Dated Feb. 1949 6. Mays, L.1996. Water resources Handbook 7. J.K. Hunter (Consultant, Sir Alexander Gibb & Partners:”in Ahmed,A.”Recent Development in the Nile Control”, Proc. Of Instn. Civ.Eng., Paper 6102 (1960) 8. H.T. Cory, Chapter IV –Section Two--, Report on Second & Third Terms of Reference, in Egypian Government .1920. Short Summary of the Report of the Nile Projects Commission) 9. Guariso, G & D. Whittington, Implications of Ethiopian Water Development for Egypt & Sudan, Water Resources Development, Volume 3 #2) 10. " International Commission on Large Dams (ICOLD): Bulletin 59 —Dam Safety Guidelines & ICOLD) : Bulletin 99 —Dam Failures Statistical Analysis) 11. ASCE. 1996.Introduction to River Hydraulics 12. Ahmed, Abdel Aziz. 1960. An Analysis of the Study of the Storage Losses in the Nile Basin. Paper #6102, Proc. Instn. Civ. Engrs., Vol.17. 13. Allan, W. 1954. Descriptive Note on Nile Waters 14. Botkin, D. & E. Keller.1987. Environmental Studies 15. Bureau of Reclamation, 1964 16. Chaudhry, M. 1993.Open Channel Flow 17. Chow, Ven., D. Maidment & L. Mays. 1988. Applied Hydroloy 18. Class Notes on Water Resources Policies –University of Minesota, 2000 19. Cunha, L. 1977. Management & Law for Water Resources 20. Dickinson, H. & K. Wedgwood. The Nile Waters: Sudan’s Critical Resource. Water Power & Dam Construction, Jan. 1982 21. Dubler, J. and Grigg, N. 1996. ”Dam Safety Policy for Spillway Design Floods.” J. Prof. Issues Eng. Educ. Pract., 122(4), 163–169. TECHNICAL PAPERS 22. Eagleson, P.S. (1994) The evolution of modern hydrology (from watershed to continent in 30 years). Advances in Water Resources 17, 3–18. 23. El Rashid Sid Ahmed .1959. Paper on Layout of Canals & Drains
45. Hurst, H. 1944.A Short Account of the Nile Basin
46. Hurst, H. 1957. The Nile
47. H. Hurst, H. & R. Black.1955. Report on a Hydrological Investigations on How the Max Volume of the Nile Water May be Made Available For Development in Egypt & the Sudan
48. ICID. 1961.International Problems Relating to the Economic Use of River Waters
49. Jansen, P. et. al.(ed.).1971.Principles of River Engineering 50. John, P. et al Water Balance of the Blue Nile River Basin in Ethiopia 51. Koloski, J. , S. Schwarz & D. Tubbs “Geotechnical Properties of Geologic Materials, Engineering Geology in Washington, Volume 1--Washington Division of Geology and Earth Resources Bulletin 78, 1989 52. Maidment, D. 1992. Handbook of Hydrology 53. Mamak,W. 1964.River Regulation 54. Masahiro Murakami .1995. “Managing Water for Peace in the Middle East: Alternative Strategies”, 55. http://unu.edu/unupress/unupbooks/80...0.htm#Contents 56. Mays, L. 1996. Water Resources Handbook 57. MOI.1955. The Nile Waters Question 58. MOI Memo Dated 9/21/1957 59. Monenco, 1993. Stage II Feasibility Study, Main Report, Vol. 1 60. Montanari, F & J. Fink, “State Role in Water Resource Policy”, in Cohen, P. et al.Proc. Of the 4th AmericanWater Resources, 1968). 61. Morrice, H. & W. Allan. 1959. Planning for the Ultimate 62. Hydraulic Development of the Nile Valley. Proc. Instn. Civ. Engrs., Paper #6372 63. Mays, L.1996. Water resources Handbook 64. Morrice, H.”The Water of the Nile & the Future of Sudan”, Unpublished Paper, 1955 65. Nath, B.1996. General Report. Symposium on Economic & Optimum Use of Irrigation System. Pub. No.71 66. Office of Technology Assessment.1984. Wetland: Their Use & Regulation 67. Outers, P.1997.Int’l aw 68. Phillips, O.1967. Leading Cases in Constitutional & Administrative Law 69. Schumn, S. “River Metamorphosis”, J.of Hydraulic Division, Pro. Of ASCE, June 1969 70. Sebenius, J. 1984. Negotiating the Law of the Sea 71. Smith, R. “The Problem of Water Rights”,J. of Irrigation& Drainage. Proc. Of ASCE, December 1959 56. U.N. 1958. Integrated River Basin Development 72. Various MOI pamphlets, notes & publications 73. Waterbury, J.1979.Hydropolitics of the Nile 74. Waterbury, W. 1987.”Legal & Institutional Arrangements for Managing Water Resources in the Nile Basin”, Water Resources Development, Vol. 3 No. 2 75. Water Info Centre.1973. Water Policies for the Future 76. Whittington, D. & K. Haynes “Nile Water for Whom? Emerging Conflicts in Water Allocation for Agricultural Expansion in Egypt & Sudan, in Beaumont, P. & K. McLachlan (eds.). 1985. Agricultural Development in the Middle East 77. Whittington, D.,J. Waterbury & E. McClelland, Towards A New Nile Waters Agreement, in A. Dinar et al. 1995. Water Quantity/Quality Management & Conflict Resolution) World Commissions On Dams: 2000 Report 78. Zelermyer, W.1964.Introduction to Business Law: A Concepual Approach 79. H. Hurst & R. Black.1955. Report on a Hydrological Investigations on How the Max Volume of the Nile Water May be Made Available For Development in Egypt & the Sudan) MOI Memo Dated 9/21/1957). 80. Schumn, S. “River Metamorphosis”, J.of Hydraulic Division, Pro. Of ASCE, June 1969 81. Guariso, G & D. Whittington, Implications of Ethiopian Water Development for Egypt & Sudan, Water Resources Development, Volume 3 #2. 82. Dubler, J. and Grigg, N. 1996. ”Dam Safety Policy for Spillway Design Floods.” J. Prof. Issues Eng. Educ. Pract., 122(4), 163–169. TECHNICAL PAPERS Volume of the Nile Water May be Made Available For Development in Egypt & the Sudan) MOI Memo Dated 9/21/1957 83. J.K. Hunter (Consultant, Sir Alexander Gibb & Partners:”in Ahmed,A.”Recent Development in the Nile Control”, Proc. Of Instn. Civ.Eng., Paper 6102 (1960 84. الرشيد سيد أحمد 1959 مشكلة مياه النيل 85. الرشيد سيد أحمد 1960 ايراد نهر النيل من مصادره المختلفة 86. الرشيد سيد أحمد 1962 وصف لحوض النيل