*إن مسيرة مفاوضات السلام في حاضرة دولة الجنوب جوبا كانت ترسل الإشارات الموجبة دائماً والباعثة على التفاؤل الكبير ليس بنجاح مفاوضات المسارات فقط بل تجاوزتها بإحياء الآمال في شكل من أشكال الوحدة بين السودانين لعمق العلاقة التي تربط بين الشعبين بصورة لاتتوفر بين أي شعبين على امتداد عالمنا المعاصر ،فمافتئت هذه العلاقة تمثل علامة مميزة في الرابطة التي تربط بين الشعبين ، ونجد أن الفنان الذي يطرب اهل الشمال هو نفسه الذي يطرب له اهل الجنوب ، والوجبة المفضلة شمالا هي نفسها المفضلة جنوبا ، والفنان شول دينق الذي غادر دنيانا مهملاً مقهوراً كان اهماله من اهل الجنوب واهل الشمال معاً، وعندما بكيناه تطهراً بكاه الشماليون والجنوبيون ، مانود قوله أن مابين الدولتين من روابط تسقط دونها كل صور الخصومات ، لذا كانت دولة الجنوب هي المكان المختار محلياً واقليمياً ودولياً لمفاوضات الازمة السودانية التي زادت من تقيحات الجسد السوداني .بيد أن الذي يبدولنا هو : أن خلف الرماد وميض نار.
*ومن التطورات السالبة في مسار مفاوضات جوبا ماعاد الى التنويه به الاستاذ / ابراهيم الشيخ حين كتب (هانحن ندخل شهرنا التاسع وتغريدات مني اركو مناوي تقول لنا ان شيئاً لم يتحقق في ملف السلام غير النية في الذهاب للجنائية ، 18ولاية في السودان يقطنها اكثر من اربعين مليونا بلا حكومات ولا ولاة مدنيين لثورة شعارها واشواقها اقامة الدولة المدنية ،(وزاد) طوال الوقت أبدينا حرصا على وحدة قوى الثورة وعلى تماسك قوى الحرية والتغيير وابدينا حرصا على السلام عن ايمان عميق بقيمته ووعي ساطع بمخاطر الحرب وكلفتها الانسانية والاجتماعية قبل الاقتصادية ) فيما اصدرت الجبهة الثورية قرارات قالت فيها:لن تكتمل الثورة دون تحقيق السلام ، وقوى اعلان الحرية والتغيير بالخرطوم لا ترغب في السلام وتكرر اخطاء الماضي ،وترغب في الغنائم واقامة تمكين جديد، وتصفية نظام الانقاذ لن تتحقق دون وحدة قوى الثورة والسلام، وسنتعامل مباشرة مع لجان المقاومة ومجلسي السيادة والوزراء في قضية تعيين الولاة ،ندرس اقامة جسم للحرية والتغيير يمثل الجبهة الثورية الى حين تحقيق السلام ،سنقاوم المصفوفة ونرفض تعيين الولاة والمجلس التشريعي وهي خرق لإعلان جوبا ،قوى الحرية والتغيير بالخرطوم تجاوزت الجبهة الثورية وهي طرف اصيل ومؤسس .هذه العناوين تمخضت عن اجتماع المجلس الرئاسي الذي انعقد يوم الثلاثاء بجوبا ، وظهر ان خلف الرماد وميض نار . *وهنا لابد من ان تتم الموازنة بين تداعيات كل هذه الأحداث الجسام ، والولاة المرشحون من هم واين هي سيرتهم الذاتية؟ وماهي الآلية التي تم الاتفاق عليها لإختيارهم ؟! واين ذهب الإلتزام الذي تم توقيعه بين الأطراف بان الولاة والمجلس التشريعي يتم الاتفاق عليهم بعد الإنتهاء من قضية السلام ؟! ولطالما ان الأمر قد استغرق تسعة أشهر فلماذا الضيق الآن وعدم احتمال الجزء المتبقي من التفاوض ؟! ومن المستفيد اذا وصلت الجبهة الثورية لحد تعليق التفاوض ؟! بل وكيف سيكون الحال لو أن القوى الاخرى التأمت واعلنت عن قوى حرية وتغيير جديدة ؟! هل ترون جميعكم خاسراً سوى هذا الشعب السوداني الصابر؟! بالرغم من كل شئ : أرى خلف الرماد وميض نارفي جوبا!!وسلام ياااااااااااوطن. سلام يا الفيديو الذي سجلته إحداهن وصورت عامل متجول بسيط يعمل امام كافتيريا الحنونة ويبيع سندوتشات ولاعلاقة له بالكافتيريا ، عندما قابله الدكتور/صلاح حسن حاج موسى مدير الشئون البيئية والصحية بمحلية امدرمان قدم له التوجيه والنصح والطريقة الصحية السليمة ،وبرأ كافتيريا الحنونة من الفيديو المتداول للتجريم ، وانه عندما استدعى العامل ، ليس للتجريم انما للتوجيه ، وهاني فايز صاحب كافتيريا الحنونة ضحك بكل الود وتساءل : والحنونة ذنبها ايه يافوارس؟!من يقصدنا بسوء نقصده بمحبة ، لأن ربنا موجود ومن أسمائه المنصف .. وسلام يا.. الجريدة الخميس 16/4/2020ِ