كلام الناس
أتاح لي هاشم الشوية فرصة الاطلاع على ملخصات الأوراق التي قدمها نخبة من الكتاب والمفكرين وأساتذة الجامعات في الندوة التي نظمها مركز الدراسات السودانية بالتعاون مع عمادة البحث العلمي بجامعة النيلين في الفترة من 18- 20 يناير الماضي.
الندوة كانت بعنوان "المسلمون وتحديات العصر : السلام والديمقراطية"، أُقيمت ضمن الاحتفال بالذكرى الخامسة والثلاثين لاستشهاد المفكر السوداني محمود محمد طه بقاعة المؤتمرات الكبرى بوزارة التعليم العالي.
لن أستعرض لكم هذه الملخصات المهمة التي تضمنت شهادات المشاركين في الندوة من مختلف ألوان الطيف المجتمعي في السودان،إنما سأكتفي بتلخيص بعض الشهادات دون أن أقلل من أهمية مشاركات الاخرين.
أبدأ بتقديم ملخص ماخرجت به من ورقة أ.دجعفر نمر نصر التي قال فيها أن الأستاذ محمود محمد طه اجتهد في بلورة عقلنة التصوف والحداثة الدينية مرتكزاً على نهج التجديد في فكر الأستاذ وقال إن الأستاذ إتخذ العلم الروحي بناءً فوقيا والعلم المادي بناءً تحتياً في تفاعل وتكامل دون تعارض أو تناقض.
المفكر الجنوبسوداني أتيم سايمون ركز في ورقته مسألة جنوب السودانن في فكر الأستاذ على إستفادته من نهج التجديد لتأكيد إستيعاب الإسلام لغير المسلمين، وأنه صاحب مواقف واضحة من قضىة الوحدة القومية التي وضعها في مقدمة اهتماماته في كتابه دستور السودان لقيام حكومة جمهورية فدرالية ديمقراطية.
د.عمر القراي أوضح في ورقته إلى أن التوحيد عند الأستاذ ليس مجرد إعتقاد نظري بأنه لامعبود إلا الله إنما هو سلوك يحقق مقاصد الإسلام في الحرية والعدالة والمساواة والإخاء الإنساني.
الأستاذة وفاء عصام البوشي ركزت في ورقتها على ان الأستاذ قدم فهماً جديداً للإسلام من داخله بين فيه حقيقة الإسلام الذي كرم الإنسان من حيث هو إنسان دون تمييز بسسب لونه او عرقه او دينه.
قدمت د. عائشة نضيف ورقة حول رؤية الأستاذ للمرأةالتي أوضح فيها أن الأصل في الإسلام المساواة بين المرأة والرجل وأن الأصل في الإسلام السفور لأن مراد الإسلام العفة، وبين كيف أن الإسلام قيد تعدد الزوجات بأربعة وفضل الزواج بواحدة لصعوبة العدل بين الزوجات.
بوفسور عبدالله علي إبراهيم دافع في ورقته عن موقف الأستاذ من معركة الختان الفرعوني عام 1945إبان حكم المستعمر واعتبره الأستاذ تدخلاً سافراً في شؤون السودان والإسلام أي ان الأستاذ كان ضد الوصاية الإستعمارية.
ورقة د.أحمد البدوي كانت حول إشكالية الهوية، قال فيها أن الأستاذ لم يكن مع نظرية صراع الحضارات وأنه دعا لتوحيد العالم بتلقيح الحضارة الغربية وبث الروح في هيكلها المادي وأنه مع التكامل الحضاري.
د.قصي همرور كانت ورقته حول مزاوجات الديمقراطية والإشتراكية التي دعا فيها الأستاذ لدعم التعاونيات والنقابات ووضع سقوفاً للدخول العليا والدنيا و أنه مع المساواة في الفقر حتى يتم التساوي في الغنى.
أختم تقديمي المبتسر لملخصات الندوة بما جاء في ورقة البروفسور عبدالله أحمد النعيم الذي قال فيها أن مساهمة الأستاذ الفكرية كانت للإنسانية قاطبة وليست حصراً للمسلمين.