نصف إله ونصف ديكتاتور!

 


 

 

 

هناك نصف إله ظهر يوم 9 يوليو 2005ـ، حين ظهر دكتور جون قرنق، بطلا للمهمشين في الأطراف الأرياف والفقراء، تحت السقف النظري للسودان الجديد. جميع الحضور هبّوا من أرياف العاصمة الوطنية للسودان بمدنها الثلاث والعشوائيات، جاءوا لاستقباله في ساحة سمّتها سلطة الحركة الإسلامية "الساحة الخضراء" في الخرطوم، بعدد يُقدر بسبعة ملايين مواطن ومواطنة، لأول مرة في تاريخ السودان. ونصف الدكتاتور ظهر، حين شرّع الدكتور جون قرنق إراقة دماء الجنوبيين، لتكن متدفقة من العناصر التي ترفع شعار المقاومة السياسية، وتمسّكه بأن القوة العسكرية وحدها، هي التي يجب أن تسود في الجيش الشعبي لتحرير السودان، وهي القوى الوحيدة لتحقيق البرنامج الوطني حسب تصوره. 

تم رفع الشعار التقليدي الثوري: ( من فوهّة البندقية تنبع السلطة السياسية ).
وهو شعار يفترض المؤمنون به أنهم يستغلّون السلاح لتنفيذ الأهداف، متناسين أن السلاح يمكنه أن يسيطر على مُستخدميه. وعِبر التاريخ تحدثنا أن السلاح يستعمّر الناس آخر المطاف. وبعد أن بلغت الأغلبيّة الجنوبية أهدافها بعد إقامة دولة جنوب السودان، خسر فيها الوطن الجديد 350000 من المواطنين خلال ستة أشهر. تصاعدت الحرب القبلية المدمّرة واستُخدم السلاح، بينما العالم الحُر صامت!. بدأ شعور الندم يسيطر على الجميع!. غلب السلاح على البشر وصار يفرّغ غضبه عليهم لهبا.
*
اتخذ د. جون قرنق مساره وحيدا يقرر كل شيء، حين صار نائبا لرئيس الجمهورية السودانية، وأعلن من هناك في التلفزيون: ( الحركة الشعبية لتحرير السودان والحزب الوطني قد صارتا شيئا واحدا)!. وثانيهما إعلانه عزمه على الترشّح لرئاسة الجمهورية، رغم تصريحه بأن الذين يؤمنون بالانفصال من أهل الجنوب يشكّلون 95%!. نعود إلى دعوة صديقه رئيس أوغندا يوري موسفيني له للحضور إلى أوغندا، عندما كان يسكن الفندق الكبير استباقا لتخصيص الدولة مسكنا له، وطار مع حرسه الخاص إلى كمبالا دون مشوّرة دبلوماسية أو رئاسية!. وذهب ولم يعُد. نحن تحت أية حال، لم ولن نقنع بالدكتاتور العادل، لأنها دعوى مخلّة، ولا نقنع بنص الإله، وتحجب الديمقراطية عن سواد الناس.
*
ليس هذا المقال خطوة إلى الوراء للارتداد، ولكنه يطرح تصوّرا جديدا أتى من الداخل، يغيّر صورة مثالية للقائد قرنق في نظر أحد رفاقه المهمّين. وإننا لن نسعى وراء الحقيقة المطلّقة، لأنها في نظرنا نتاج تصوّر الذين تجذّبهم القداسة، فيتّخذون من الشخوص أنبياء ورسل للفكرة وينسون عيوبهم، بل نحن نؤمن بالحقيقة النسبيّة، التي نسعى إليها دون كلل أو ملل. فهي التي تقرّبنا لفهم الحقائق، أيهم أقرب لما حدث. ليس من بشر مُبرأ من الخطأ، أما الجريمة فتلك سقطة لا يمكن تبريرها. ولن يُغسلها الغفران.
*
ذلك الحُلم المرابض منذ زمن طويل، ينتظر حلولا لمشاكل السودان، قبل أن تُعقد الحركة اتفاقات نيفاشا الكينيّة مع سلطة الإخوان المسلمين في الخرطوم، توطئة لانفصال الجنوب عن الوطن الأم. لم يكن د. جون قرنق بطلا نقيا كما عرفنا عنه. هكذا أوحى لنا ما خطه دكتور لام أكول في سفره الأصل باللغة الإنجليزية. وليس لنا أن نكذّب المعلومات التي يوردها في سِفره. و قد نشرت ترجمته دار مدبولي للنشر بالقاهرة 2009. والمترجمان للعربية: إسماعيل آدم و بشرى آدم.
*
كنا نعيش حلما كبيرا، واستيقظنا على قرع طبول العقل الناقد، لمسيرة الحركة الشعبية لتحرير السودان من الدكتور لام أكول. قد يقفز من يسأل ببراءة الصغار: لعل الحركة الشعبية أفرزت من حيث لا تدري دكتاتورا من الدكتور جون قرنق، وصنعت منه نصف إله أيضا. ونسأل نحن من طرفنا: لماذا كان سلفا كير نائبا لرئيس الحركة، بتركيبّته البعيدة عن رؤى السودان الجديد فكرا وعملا؟. يختلف هو مع صاحبه في الوسائل، ويلتقي معه في الأهداف.

(1)
نقتبس من (ص 265-266) من النص المُترجم:

{ أرسل قرنق دعما من بلفام إلى أدورا، والتي قامت بشن هجوم مضاد أدى الى دحر مجموعة قاي توت .وقتل قاي توت. وقُتل صمويل قاي توت نفسه أثناء القتال.كان هذا في 30 مارس 1984. لم يكتشف جثمانه إلاّ بعد يومين. عند سماعه بالأخبار، أقلّ د. جون قرنق وكاربينو كوانين بول طائرة مروحية الى أدورا، حيث قام كاربينو بجلد جثمان قاي توت المتحلل، خمسين جلدة بينما كان قرنق ينظر إلى ذلك باستحسان. في ذلك الوقت أكان من الممكن التعرف على جثمان قاي توت، لولا أصبعه الممييز. بعد ذلك بقليل كتب قرنق إلى مكتب الجيش الشعبي في لندن، بأن صموئيل قاي توت تم دفنه بما يستحقه من تشريفات عسكرية بعد موت قاي توت. انسحب مؤيدوه إلى السودان وأعادوا تنظيم أنفسهم تحت راية أنانيا-2. تلى ذلك فترة مريرة من الحرب بين الجنوبيين أنفسهم ( بين أنانيا -2 والجيش الشعبي لتحرير السودان ). والتي كُتب عليها أن تستمر لأربع سنوات. كانت الأرواح التي فُقدت في هذه الحروب، أكثر مما فقد في الحرب مع العدو خلال نفس الفترة. ومن الطبيعي أن يستغل العدو هذا الانشقاق، وقام بتزويد أنانيا-2 بالأسلحة والذخائر لمحاربة الجيش الشعبي لتحرير السودان.
*
وبدلا عن البحث عن الحوار والمصالحة، فقد كان د.جون قرنق مصرّا على سحق أنانيا-2.كان هذا هو الأمر الصادر إلى كل وحدات الجيش الشعبي. لقد حدثت المصالحة بعد ذلك بسنوات، بعد فقد عدة آلاف من الأرواح. رغم قلّة عددهم ( كان عدد الجنود يُقدّر بحوالي 300 رجل مسلح )، لم يكن ممكنا هزيمة أنانيا-2 عسكريا حيث أنهم يتمتّعون بكامل مساندة السكان ( المسلحون أيضا)في مناطق عملياتهم. وعن طريق الحوار فقط تم في النهاية إيقاف هذه الحرب بين الإخوة في عام 1988.هذا الجهد المقدّر على ما تمّ من مصالحة، كان نتيجة لمبادرة وعمل بعض الضباط الصغار من الجيش الشعبي. وعليه فقد كانت بداية الجيش الشعبي بالحرب الداخلية بين الجنوبيين. بعكس دعاية قرنق اللاحقة، فإن الطلقة الأولى لم تطلّق على الانفصاليين، ولكن على الذين تنافسوا معه على السلطة والمكانة الأعلى في الحركة}

(2)
ونقتبس من ( ص 266) من النص المُترجم:
{تم انتخاب السيد أكوت أتيم، وهو محارب سابق في حرب الأنانيا في الستينات، الوزير الإقليمي السابق في جوبا، رئيسا للجّنة التنفيذية بمساندة من السيد صمويل قاي توت. وكان الأخير قد جمع حوله أتباعا كثيرين من بين الجنوبيين في إيتانق، وكان بإمكانه انتزاع الرئاسة لنفسه إذا رغب في ذلك. ولكنه على كل حال اختار خلاف ذلك، بالرغم من مؤهلاته المعتبّرة. وهذا يقول الكثير عن تواضعّه والتزامه بوحدة الجنوبيين. لقد كان قاي توت قائدا كبيرا في أنانيا وفي عام 1972، بعد إبرام اتفاقية أديس أبابا، تم استيعابه في الجيش السوداني في رتبة مقدم، بينما تم استيعاب د. جون قرنق في رتبة نقيب. بعد ذلك دخل قاي توت إلى المعترك السياسي، وتم انتخابه عدة مرات، عضوا في مجلس الشعب الإقليمي ممثلا لدارة واط، وعمل كوزير إقليمي في جوبا عدة مرات. وعليه فإنه جمع خبرات عملية في المجالين السياسي والعسكري. المناصب الأخرى في اللجنة التنفيذية التمهيدية كما يلي: صمويل قاي توت، رئيسا للجنة الشؤون العسكرية وجوزيف أدوهو، رئيس لجنة الشؤون السياسية والخارجية والسيد ماتن ماجي رقاي، رئيس لجنة الإدارة والقضاء. تم انتخاب العقيد د. جون قرنق، كرئيس هيئة الأركان المسؤول عن الجيش الشعبي لتحرير السودان. رفض د. جون قرنق نتائج الانتخابات، وكان هذا السبب وراء لجوئه لاستعمال القوة لانتزاع رئاسة الحركة.
*
على عكس ما ورد من أبل ألير في كتابه، لم يدخل صمويل قاي توت في تحالف مع حكومة السودان، وكذلك لم يكن مصمما على هزيمة جون قرنق. كما رأينا فقد مات داخل الأراضي الأثيوبية بعد فترة قصيرة من الانشقاق، ولم يدخل الأراضي السودانية قط.
بعد إقصاء أكوت أتيم من رئاسة اللجنة التنفيذية التمهيدية، نصّب د. جون قرنق من نفسه رئيسا لها، وبعد ذلك سيطرت اللجنة العسكرية على الموقف. كان السياسيون يُلعنون علنا في الاجتماعات الرسمية والاجتماعات العامة. كما تم الترويج لعدم جدوى العمل السياسي، وأن المطلوب فقط هو القوة العسكرية لانتزاع النصر. هكذا اتخذت الحركة منحى حادا نحو الاعتماد على العسكرية.
*
الاغتيال البشّع في أديس أبابا في سبتمبر 1984للسيد بنجامين بول أكوك، ممثل الحركة في لندن، بناء على أوامر د.جون قرنق، نبهّت بعنف على ما ينتظر السياسيين من مصير. الاغتيال السياسي هزّ الجنوبيين السودانيين إلى النخاع، حيث أنهم لم يعرفوا بعد الاغتيال، كوسيلة لتسوية الاختلافات الفكرية في السياسة. السيد بنجامين بول أكوك، خريج جامعة أكسفورد ـ كان نائب رئيس مجلس الشعب الاقليمي في جوبا 73/1978. ووزير الزراعة الاقليمي سابق 78/1979، ترجع أصوله إلى دينكا ملوال، أكبر فرع من قبيلة الدينكا عددا. هناك أقاويل عن أن د. جون قرنق كان متخوّفا من طموحات بول في الزعامة. بعد هذا الحادث المأساوي بقليل، تم تجريد العضوين المدنيين في اللجنة التنفيذية التمهيدية من أي سلطات كانت لديهم، واُجبرا على البقاء بدون عمل في مدينة نارزيت، على بعد 100 كلم جنوب شرق أديس أبابا. وأخيرا تم اعتقالهما في مارس 1985 بناء على تُهم ملفّقة. وكان اعتقالهم خاتمة لمصير اللجنة التنفيذية التمهيدية، ولم يُسمع عنها أي شيء بعد ذلك.}

(3)
ونقتبس من (ص 267) من النص المُترجم:
{سيطرت اللجنة العسكرية على الحركة، وغيرت اسمها تبعا لذلك إلى ( القيادة العليا)، وأول قرار اتخذوه كان، أن يخضع أي شخص ينضم إلى الحركة، بغض النظر عن عمره للتدريب العسكري وينال رتبة عسكرية. هذا لضمان الانصياع الكامل لأوامر المؤسسة العسكرية.}
*
ونقتبس من (ص 269) من النص المُترجم:
{في أغسطس 1985، لإعطاء مثال آخر، قُتل وليم عبدالله شول دينق، قائد أنانيا -2، بواسطة مجموعة من الجنود الهاربين من رئاسة قيادة، الرائد جون كولانق بوت، قائد الجيش الشعبي لتحرير السودان في منطقة فانجاك. عندما وصلته المعلومات أرسل جون كولانق على الفور إشارة لـ د. جون قرنق يبلغه فيها بأنه أخيرا، قد تمكن من قطع راس وليم عبدالله شول. كانت أخبارا سارة جدا لدكتور جون قرنق. وبدون استشارة أحد، قرر تعيين الرائد جون كولانق، عضوا في القيادة العليا. عندما أُذيع الخبر اتضح إضافة عضوين إلى القيادة العليا: الرائد جون كولانق بوت، والرائد نياشوقاك نياشو لوك. والسبب الذي ذُكر لهذه التعيينات، كان بأنه هو الذي قتل وليم عبدالله شول. وبالنسبة للثاني كان بأنه هو الذي استوّلى على جبل بوما في أبريل 1985. وعلى كلٍ فإن مستمعي إذاعة الجيش الشعبي، عندما كانت التعيينات تذاع لاحظوا شيئا آخر: القائدان القادمان الجدد للقيادة العليا معيّنان كأعضاء مناوبين منذ ذلك الوقت، فإن الأعضاء الخمسة الذين تكوّنت منهم القيادة العليا، أولا أصبحوا أعضاء دائمون، أما الآخرين والذين تم اختيارهم بعد ذلك، فقد كانوا أعضاء مناوبين. لا توجد قواعد ولا نظم أو أي شيء مكتوب، يحدد الفرق بين مستويي العضوية هاتين. فقط د.جون قرنق هو الذي يعلم ذلك.}

(3) ونقتبس من (ص 271) من النص المُترجم:
{أولا أن د. جون قرنق، هو الذي يعين كل أعضاء القيادة العليا. وعليه فإن عنصر التكلفة العالّية غير واردة، إذ بإمكانه القيام بعمل التعيينات، في أي وقت يرغب فيه، حيث لا يوجد لديه مؤتمر ليدعوه للانعقاد. ثانيا موضوع التدريب لا مكان له أيضا لأن القيادة العليا لا تجتمع على كل حال.}
نقطف من ص16 من الكتاب المُترجم:
{وانضمت المجموعة في عام 1984 للجيش الشعبي لتحرير السودان، إلا أن قصة انضمامهم لغز تظلله ذكريات أليمة. إذ تآمر الاثنان الآخران على قائدهما لوكورنيانق لادو، والقيا القبض عليه، وتم تسليمه للجيش الشعبي لتحرير السودان. وتم إعدام لوكورنيانق لادو، فيما بعد رميا بالرصاص، بدون محاكمة في بونقا، متزامنا مع تخريج فرقة كوريوم في عام 1984.كان باقان أموم بنفسه أحد أعضاء الجماعة التي نفذت الإعدام على رفيقه لوكورنيانق.}

(4)
من ص41-42 نقتبس من الكتاب المترجم:
{لم يخلو عمل الخليّة من لحظات عصيبّة. إحدى هذه اللحظات ذات صلة بحادثة، وقعت في سبتمبر 1984 والتي هزّتنا جميعا. وتلقينا خبرا بأن السيد بنجامين بول أكوك ممثل الجيش الشعبي لتحرير السودان في لندن، قد توفى لفشل الكبد. كان بنجامين سياسيا معروفا في الجنوب، إذ خدم كوزير اقليمي ، ونائب لرئيس مجلس الشعب الاقليمي وكعضو المجلس لعدة مرات. لم يكن في سجلّه المرضي أي مشاكل في الكبد. وسرعان ما انطلقت الشائعات في لندن والخرطوم، بأنه قُتل بواسطة الاستخبارات الأثيوبية، بإيعاز من العقيد جون قرنق. وجدت الخليّة ما ورد في برقية قيادة الجيش الشعبي لتحرير السودان صعب التصديق. عقدنا اجتماعا طويلا وصعبا حول الموضوع، وتقرر بعده أن أسافر إلى أديس أبابا لمعرفة الحقيقة بنفسي، ورفع تقرير للخليّة بذلك. سافرت إلى أديس أبابا في أكتوبر، وكانت الأخبار التي تلقيناها من لندن تفيد بأن بنجامين بول أكوك، طُلب منه الهبوط من الطائرة الأثيوبية المتجهة الى لندن عبر فرانكفورت، بواسطة رجل أمن أثيوبي على متن الطائرة،كان كوستيلو قرنق رينق ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان في ألمانيا، الذي واصل رحلته إلى برلين. يبدو أن زوجة بول قد اُخطرت مسبقا، أن زوجها وكوستيلو في الطائرة، وعندما لم يصل قامت بإجراء اتصالات تلفونية مع أديس أبابا، ومع كوستيلو في برلين متسائلة عن زوجها. وفقا للرواية من لندن أوضحت تلك الاتصالات وغير ذلك من تحريات، بأنه مباشرة من المطار اُقتيد بول إلى زنزانة أمن، حيث تعرض إلى تعذيب شديد، هذه المرة باشتراك شخصين من الجيش الشعبي لتحرير السودان. أفادت المعلومات بأن بول توفى في ذلك المساء، حيث وُضع جثمانه في تابوت، بواسطة السلطات الأثيوبية التي قفلته وسلمته للجيش الشعبي لتحرير السودان، لدفنه في أديس أبابا. ومضت نفس المصادر إلى القول بأن الدفن كان في حضور شخصين فقط من كبار أعضاء الحركة، وهما جوزيف أدوهو ومارتين ماجير قاي. وقد طلبا من رجال الأمن الذين رافقوا الجثمان، بأن يتم فتح التابوت حتى يلقيا نظرة أخيرة لرفيقهم المتوفى. رفض رجال الأمن الأثيوبي هذا الطلب بشدة، وفي مواجهة ذلك الرفض الواضح، لم يكن من الرجلين من خيار غير دفن التابوت، والذي أُخبرا بأنه يحوي في داخله جثمان بول اكوك. وأفادت التقارير بأن د.جون قرنق وضول أشويل لم يحضرا مراسم الدفن، بحجة انشغالهما بحضور اجتماعات المؤتمر التأسيسي لحزب العمال الأثيوبي، والذي كان منعقدا في أديس أبابا في ذلك الوقت...}
*
{وعندما كان د. جون قرنق يهّم بمغادرة الفندق، دعاني للخارج لتبادل الحديث على انفراد، قبل أن يذهبا هو وقبيير شوانق. أثناء ذلك اللقاء تكلّم بعدم رضا عن جوزيف أدوهو، مارتن ماجير والسياسيين عموما. قضيت يومين في أديس أبابا، ولكن لم يُسمح لي بمقابلة الشخصين الرئيسيين في هذه القضية، وعندما رجعت للخرطوم، قدمت تقريرا مفصلا للخليّة عما وجدت بأديس أبابا.
حول ذات الموضوع أجرت هيئة الإذاعة البريطانية، برنامج نافذة على إفريقيا مقابلة مع الدكتور برنابا، رفيق بنجامين بول في مكتب الحركة بلندن، وهو طبيب أكدّ فيها بشجاعة، بأنه ليس لبنجامين بول، سجلّ بمشكلة في الكبد، ولذلك لا يمكن أن يكون قد توفى نتيجة لفشل في الكبد، الذي يحدث على فترة طويلة.}

عبدالله الشقليني
21 مايو2020


alshiglini@gmail.com

 

آراء