صحافيو الانقاذ وفقدان المقدرة علي النقد مبكرا

 


 

 


كلمات .... وكلمات

الملاحظ ان كل ان لم يكن معظم صحافيي الاسلام السياسي الداعمين للنظام الظالم البائد لا يكتبون تقييما موضوعيا عن تجربة الثلاثين عام الماضية ولا إجراء التقييم العقلاني الشفاف لثورة الشباب التي انبهر لها العالم فانفتح علي السودان .. 

بل ظلوا يكتبون بنفس ادائهم المتوارث من ستين عام والمتمثل في توظيف الهجوم علي مجمل حركة اليسار السوداني وبخاصة الحزب الشيوعي . وهي لغة قد عفا عليها الزمان فلم تؤثر في حراك الشباب الثائر الذي بات لايرمي بالا لمثل تلك الكتابات لان له اهدافا واضحة يظل يحافظ عليها وهي مكتسبات الثورة والمطالبات بمحاربة الفساد وضرب مكامنه واقامة العدل بالقصاص علي كل جرائم الحركة الاسلامية .
ما يعطي انطباعا بان فكره هؤلاء الصحافيين ظل في حالة تجمد ولم يتطور اطلاقا مما يتطلب منهم قرارا بترك ساحة العمل السياسي لانهم يسبحون عكس تيار الشباب الجارف الذي اتضح قوة تاثيره في ٣٠ يونيو الماضي والسابق ايضا.
وذلك يعطي مؤشرا قويا وهو انهم هم الذين افشلوا تجربة الاسلام السياسي لانهم لم يطوروا او يبتدعوا ادوات نقد لاخفاقات النظام الفاشل اولا باول بل كانوا يغضون الطرف عن الاخطاء الكارثية بدءا من حملات الابادة لشعبنا وانتهاء بالنهب والسرقة وتدمير وبيع مشاريع ومؤسسات واصول الدولة التاريخية.. طالما انهم يعيشون في بحبوبة من العيش بدعم جهاز الامن لهم ماديا طوال سنوات الاتقاذ .. الي ان وقعت الواقعة وزلزلت الارض زلزالها بثورة ١٩ ديمسبر الباهرة .
ما ادي الي هذه النهايات . فعادوا الي نفس موال الكتابات التي تهاجم حركات اليسار والتي اكدت انها اكثر ذكاء ودايناميكية منهم .
فقضبوا الريح بعد ان غادر فكرهم الساحة بلا رجعة.
إذن عليهم اعتزال الكتابة السياسية لانها لا تواكب الاحداث الثورية الحالية بل لن يكون لهم رصيدا وسط الاجيال القادمة التي تفتحت علي روعة الثورة التي سكنت داخل وجدان الشباب والاطفال ايضا .

bashco1950@gmail.com

 

آراء