ما لا عين رأت ولا اذن سمعت
سلام يا.. وطن
*لقد ظللنا نمارس العمل السياسي اكثر من ثلثي عمرنا ، وكانت قناعاتنا ابدا ان السياسة عمل اخلاقي في المقام الاول ولابد ان يكون مشرباً بقيم الدين وقيم الاسلام فإن العمل السياسي ينبغى ان تتقمصه روح العمل التعبدي ، لكن ما لمسناه من افاعيل الساسة والاعيبهم يتقاطع كليا مع ما ذهبنا اليه او مع روح ما كنا نعتقده ، بيد ان هذا التقاطع لم يلغِ زعمنا بأن السياسة فن الممكن فحسب ، بل اكثر من ذلك ، هي عمل الخير للناس وتقديمه لهم بكل التجرد والانسانية والرغبة الصادقة في الخدمة العامة فإن كان ذلك كذلك فإن اليوم الذي يكون فيه العمل السياسي متوجا بالصدق والشفافية والوضوح آتن في التاريخ لا محالة، وستنطلق جذوة هذا العمل من هذا البلد المحزون ، فمناخ ما بعد الثورة قد مهد الارض بشكل كبير نحو فضاءات الحرية والسلام والعدالة ويوم ان رفعت الثورة شعارات حرية سلام وعدالة كانت تنشد من هذه المقامات العلية ميلاد السياسي الحر الذي يفكر كما يريد ويعمل كما يفكر ويقول وفق قوله وفكره وعمله بهذا السبيل وحده يأتي السياسي الحر ابن المجتمع الحر.
*نقول قولنا هذا ونحن نقرأ كل صباح جديد عن المباراة الدائرة بين الساسة في الحكومة وفي الحرية والتغيير وفي مجلس السيادة وفي مفاوضات جوبا وفي محاصصات حكومة حمدوك السابقة واللاحقة وفي حرب الاشاعة وفي العمل المنظم بكل الإجرام لتغبيش وعي الشعب السودان واخفاء المعلومات عنه ولقد ظل يردد العارفون بأن الشعب السوداني شعب عملاق يتقدمه اقزام يعطِّلون وعيه ويعيقون مسيرته ، فإن تشكيل الحكومة الانتقالية قد قام علي تلة من الاكاذيب فقد اتفقت قوى الحرية والتغيير والتي تعتبر الحاضنة السياسية لحكومة الدكتور حمدوك ونعيد التوكيد علي ان قوى الحرية والتغيير كانت متخلفة عن الشارع العظيم تسعة ايام حسوما ، ولقد كان الشارع في ثورته ومواجهته الرصاص والغاز المسيل للدموع وتاتشرات جهاز الامن التي كانت تفض المتظاهرين بكل قسوة في ذلك الوقت ولتسعة ايام لم يكن للقوى السياسية من صوت او ذكر حتى جاء البيان رقم واحد للحرية والتغيير وحتى هذا البيان والاربعة بيانات التي تلته كانت عملا سودانيا خالصا ثم بعد ذلك حدث ما حدث وحدث بلا حرج.
*واليوم ينتظر اهل السودان ما تسفر عنه مفاوضات جوبا التي نقلت الي فندق السلام روتانا بالخرطوم ،وكل صباح جديد نسمع جعجعة ولا نرى طحينا ،فالاشاعة هي سيدة الموقف لان المتفاوضين من هؤلاء واؤلئك ينشغلون باستعراض عضلاتهم التفاوضية وتظل القضايا محور التفاوض والمتفاوضون تشغلهم قسمة الثروة والسلطة ولا ندري عن أية سلطة يتنازعون !؟ فالبلد خنقتها الازمات في القوت والوقود والنقود ، والمخارج التي تلوح في الافق علي التحقيق ستسوق بلادنا الى الهاوية فسياسات البنك الدولي التي يطبقها ابراهيم البدوي ستجعلنا اسوأ حالاً ومأًلاً من العديد من الدول التي طبق فيها الباحث ابراهيم البدوي سياسات البنك الدولي فافقرها حتى خرجت من التاريخ فاصبحت دويلات كنقاط في الخارطة مسجلة في اطالس العالم ،والفضاء السياسي الان تتواصل فيه مفاوضات السلطة والثورة وفي هذه المفاوضات نجد الذي يحمل عقله ووطنيته وخلقه مثل جماعات مسار الوسط تجدهم من المستهدفين بالاقصاء والتهميش ظنا من الباعة السياسيين المتجولين ان مسار الوسط سيتم هضم حقه في السلطة والثروة لضعف فيهم ولعمري ماالضعف الا في ذهنية اقوام يرون ان هؤلاء الصابرين سيصبرون علي هضم حقوقهم وهذا زعم غير صحيح فان الحقوق ان لم تكتسب ستنتزع وقد يرى اهل السودان اسلوبا في المقاومة المدنية ما رأته عين ولا سمعته اذن ولا خطر علي قلب بشر..وسلام ياااااااوطن.
سلام يا
من الذي يرسل الاشاعات تباعا ليؤثر علي مفاوضات جوبا ومساراتها ويزرع الفته اكثر من زراعة الحلول .. دعونا من كل ذلك فلنرقب الصبح إن الصبح قريب..وسلام يا
جريدة الجريدة السبت 4/7/2020م
///////////////