المدنية لم ولن تفشل

 


 

 

 

 

من يقول المدنية فشلت يحرض عن جهل كل من العسكر والفلول في الداخل واصحاب الاجندات الخاصة في الخارج .

كلهم يتربصون بالثورة شرا ،وإن تقاطعت اجندتهم او وإختلفت، لكن يظل الهدف المشترك هو القضاء علي الثورة بإستهداف حكومة الثورة .الحكومة للاسف تترك لهم الحبل علي الغارب . لانها تفتقد البوصلة الثورية و " العين الحمرة " تجاة الخطوط الحمر : مثل السيادة الوطنية ،وكرامة الإنسان السوداني، وإستقلال القرار الوطني الحر . نفسها القيم العليا المقدسة التي فرط فيها البشير ، فجرته الي كوبر ذليلا ساقطا مخلوعا !
المدنية لم تفشل ، ولكن فشل بعض الذين إمتطوا صهوة الثورة في غفلة من اهلها ، وما هم اصلا بثوار ،ولا دخلوا السجون ،ولا عذبوا ، ولابطش او نكل بهم ،ولا هددوهم بالإغتصاب في بيوت الاشباح ، ولا جلدوهم الجنجويد في عرض الشارع بسياط المذلة والهوان !
الحاضنة السياسية بشقيها ( تجمع المهنيين وقوي إعلان الحرية والتغيير ) اتخذت قرارا جانبه التوفيق بل نستطيع ان نقول غبيا ! عندما تخلت طواعية عن عرين ثورتها وتركته لمجموعة من التكنوقراط من الذين دخلوا في الثورة ولم تدخل فيهم الثورة ! بينما هم من أسقط النظام القمعي الذي قتلهم ببشاعة ووحشية . كان جدير بهم ان يديروا سلطة ثورتهم بالتعاون مع مناضلين شرفاء من ابناء الداخل فيهم من مكث في سجون النظام طويلا، وفيهم من شرد وهام علي وجه في المنافي ، وفيهم من إستشهد وأغتصب في بيوت الاشباح، وفيهم كفاءات اصحاب قدرات عالية ومهارات حاذقة يعرفون تماما شعاب الثورة والوطن في آن، جراء معاناتهم ونضالهم التراكمي الطويل عبر سنوات الانقاذ العجاف ، فلا غضاضة بعد ذلك بالإستعانة من ثوار الخارج .
إذن فلا ينبغي الخلط بين التعثر هنا والفشل هناك بسبب تمترس دولة التمكين ومقاومتها للتغيير، فضلا عن قوي "متخلفة" كثيرة تقف بطبعها ضد التغيير الذي من شانه المساواة بين كافة المواطنيين في الحقوق والواجبات في دولة وطنية لا تميز بينهم بسبب الدين او العرق او القبيلة اوالجغرافيا اوالثقافة .
حتي يقول البعض قولا ان المدنية فشلت وهذا قول خطير !
وعلي الضفة الاخري من البحر تقف قوي لاتريد ان يكون السودان بلدا موحدا ،وقويا صاحب سيادة ،وكرامة، وقرار مستقل دون غيره من دول المنطقة ، لاسيما وهو البلد الاغني ليس بالموارد فحسب ولكن أيضا بهذا الشعب الذي ما انفك يصنع الثورة تلو الاخري حتي بلغ ما صنعه من ثورات سلميات ثلاث خلال نصف قرن من الزمان ! هذا الموقع الجيوسياسي الخطير ، وهذه الموارد المهولة المطمورة داخل الارض وفوقها ، ومايتسم به شعب السودان من قيم متميزة في البسالة والشجاعة والسخاء في بذل الدم وإسترخاص الحياة فداء للوطن و تحدي الموت وإسقاط الطغاة ، جعلت للاسف من السودان محط التكالب والتآمر والاطماع ، اقليميا وعالميا !
طبعا لا نغمط الثوار من ابناء الثورة الذين هم في مواقع مختلفة حاليا داخل السلطة الانتقالية حقهم .
في مواجهة كل هذه المهددات، فلابد من الوحدة التي بدونها ما كان نظام الإنقاذ قد سقط ،ذلك السقوط المدوي. الثورة الآن في مسيس الحاجة الي وحدة الشعب السوداني كافة والإصطفاف خلفها من اجل تصحيح المسار وإستعادة سيرتها الاولي والعض علي هذه الحكومة الحالية بالنواجذ . شريطة تغيير العناصر التي فشلت من بينها في مواكبة إيقاع الثورة وإتسم موقفها بالسيولة والضعف تجاه الفلول الي الحد الذي فشلت معه في إعمال قانون التفكيك كما ينبغي تنفيذه . فضلا عن إستبعاد كل العناصر التي لها علاقات مشبوهة مع جهات اجنبية من السلطة .

 

آراء