تمنيت ذات مرة تحت عنوان على هامش الحدث (42) تمنيت ان يكون طاقم السفارة المصرية في الخرطوم من الدبلوماسيين المحترفين الملمين بالشأن السوداني وليس ضباط المخابرات كما جرت العادة، فعلّق أخ كريم على ما كتبت برسالته التالية التي أنقلها كما وردتني في بريدي الالكتروني: أمنيتك (أن يكون طاقم السفارة المصرية من الدبلوماسيين المصريين المحترفين الملمين بالشأن السوداني) أمنية صعبة التحقق فلا دبلوماسيو مصر ولا رجال مخابراتها ولا إعلامييها ولا كتابها، وفي العموم وإلا من رحم ربي، ، ملمون بالشأن السوداني ولا غيره مما يتجاوز حدود مدينة القاهرة على أكثر التقديرات تسامحاً!! لعلك شاهدت على الهوا ء مباشرة إعلاميا رياضيا كبيرا يسأل أحد لاعبي منتخب موريتانيا لكرة القدم عن من علمهم اللغة العربية!!هذه النخبة ، في عمومها أيضا، لا تلم حتى بالشأن المصرى خارج حدود القاهرة!! نظام التعليم المصرى سبب هذه الكارثة( الوزير الحالي يبذل جهدا مقدرا للإصلاح) بجانب التربية الرسمية فالآلة الاعلامية على مدار الساعة تحقن الجميع بجرعة عالية من الأفكار الشوفينية تعلمهم أنهم محتكرو الحضارة و أنهم خير أمة أخرجت للناس وما عداهم (تراش) لدرجة أنك تجد بواب البناية وهو أمي يتعامل مع كل عربي على أساس انه مصري وبالتالي هو الأذكى و"سيد الرأي والفهم" !! وعندما يكون الطرف الآخر سودانيا فحدث ولا حرج!! والبواب المسكين لا يدرى أن قومه، من جهلهم، يحسبونه سودانيا ويتعالون عليه! مصر أخت بلادي في حاجة لثورة ثقافية (مش زي بتاعة الصينيين) تحتاج إلى تصحيح مفاهيم وإعادة تركيز قيم ومحاربة قيم أخرى ترسخت! وانا لا أملك إلا أن أقول مع أمير الشعراء ( قل ربنا افتح رحمة والخير منك فارسلِ / أدرك كنانتك الكريمة ربنا وتقبلِ) فنسأله سبحانه أن يدرك الكنانة ولا ننسى فضلها برغم كل شيء.(مش إحنا اخوات؟) وتحياتي لك وأمنياتي لك بدوام الصحة وتمام العافية.