(رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحللل عقدة من لساني يفقهوا قولى) (رب زدنى علما)
نواصل حديثنا عن وحدة الوجود والاتحاد والحلول ذكرنا البارحة جاء في مرجع تأريخ التصوف الإسلامي من البدايه حتى نهاية القرن الثاني الهجري . الدكتور عبد الرحمن البدوي . الآتى نصه : محى الدين بن عربي في ابياته المشهوره : لقد صار قلبى قابلا كل صوره فمرعى لغزلان ودير لرهبان وبيت لأ وثان وكعبة طائف والواح توراة ومصحف وقرآن أدين بدين الحب أنى توجهت ركاءبه فالحب دينى وايمانى وفي هذه المعاني أيضا : يقول ابن الفارض في تاءيته المشهورة : وما عقد الزنار حكما سوى يدى فإن حل بالاقرار بى فهى حلت وان نار بالتنزيل محراب مسجد فما بار بالانجيل هيكل بيعة واسفار توراة الكليم لقومه يناجى بها الأحبار في كل ليلة وان خر للاحجار في البد عاكف فلا وجه للانكار بالعصبية فهو يجمع بين تجارب النصارى واليهود والبراهمة ويرى فيها فروعا لينبوع واحد هو التقوى الكاملة المبنية على أساس وحدة الوجود وأنهم مستغرقون في بحار اللذات أسارى في أيدى الظلمات ومع ذلك ادعى فيهم جمع من السفهاء والحمقاء علم المعرفة ومشاهده الحق والوصول إلى القرب ومعاينة الجمال الاحدى والفوز باللقاء السرمدى وحصول الفناء والبقاء وأيم الله أنهم لا يعرفون شيئاً من هذه المعانى الا بالاسامى . وفي كتاب ( حديقة الشيعة ) المنسوب إلى مقدس احمد اردبيلى المتوفى سنة (993) فصول طويلة في الهجوم على الصوفية ويحمل خصوصا على القائلين بالاتحاد من الصوفية المتأخرين مثل محى الدين بن عربي وعبد الرزاق الكاشانى وشيخ عزيز النسفى وينعتهم بالكفر والزندقة . وأشد هجوماً ساقه ابن تيمية ضد هؤلاء هو في رسالة إلى الشيخ نصر المنبجى ففيها يهاجم القائلين بالاتحاد العام أو الحلول المطلق ويقرر أنه ما علم أحدا سبقهم إليه إلا من أنكر وجود الصانع إذ هم يقررون " ان عين وجود الحق هو عين وجود الخلق " وان وجود ذات الله خالق السموات والأرض هى نفس وجود المخلوقات فلا يتصور عندهم أن يكون الله تعالى خلق غيره ولا أنه رب العالمين ولا أنه غنى وما سواه فقير . نواصل بقلم الكاتب الصحفي عثمان الطاهر المجمر طه باريس