برهان وحميدتي وحمدوك يهنئون جو بادين
بعث قادتنا الجُدد، ثلاثتهم، برسائل تهنئة للرئيس الأمريكي المنتخب جو بادين لفوزه في الانتخابات. جزاهم الله خيراً عن تمثيل الشعب السوداني خير تمثيل، لقد قاموا بالواجب، لا بل أكثر، لأن دولتنا هي الوحيدة بين كل دول الكوكب التي ترسل ثلاث رسائل من ثلاثة قادة في هكذا مناسبة. إما أن قادتنا الثلاثة لا ينسّقون اتخاذ مبادرة كتلك يقترح، مثلاً، مديرو مكاتبهم القيام بها، فيفعلونها في الوقت ذاته، دون أن يعوا أن آخراً ضمن العقد الثلاثي قد فعلها. أو أن أحدهم يسمع أن أحد الاثنين قد قام بها: يسمع برهان أن حمدوك قد أرسل رسالة، فيكرر الشيء ذاته، ثم يتبعهما حميدتي، في التهنئة يتنافس المتنافسون. هذا تهافت التهافت، أو بالأحرى مراهقة سياسية. فلو كانت المناسبة تتويج ملك أو أمير علي عرش في إحدى ممالك العرب، لكان الأمر مقبولاَ، كون الثقافة تحتمل المجاملات.
أغلب الظن أن الرئيس المنتخب قد أحس بالحيرة، ثم جمع مستشاريه للشؤون الخارجية، وسألهم: وصلتني رسائل تهنئة من دول شمولية، رسالة واحدة بتوقيع ملك أو أمير أو رئيس. كما استلمت رسائل تهنئة من قادة دول ديموقراطية، رسالة واحدة من رئيس أو رئيس وزراء، أيضاً استلمت رسالة تهنئة من قادة دول ذات ملكية دستورية كبريطانيا، رسالة واحدة من رئيس الوزراء، أعلم أن الملكة لا يعنيها مثل هذا الأمر في شيء. حتى دولة مالي التي تدير شؤونها حكومة انتقالية، بعثت لي رسالة واحدة، أي نظام يتبعه ذاك القطر الإفريقي، الذي يُسمي السودان؟
بخصوص الحُجة، التي تقول إن العلائق الخارجية من اختصاص مجلس الوزراء، وفق الوثيقة الدستورية، التي كتبها كباشي حرف حرف (علي وزن الأغنية ما بنختلف)، فهي لم تعد ذات معني أو مغزي، إذ أنها قد سقطت يوم التقي الجمعان، برهان وبنيامين نتنياهو في أوغندا، ثم لقاء حميدتي بيوسي كوهين مدير الموساد في أبي ظبي، في هرولة في سيرورة "التطبيع"، الذي يؤيده مثقفون وأحزاب سياسية، انسجاماً مع نزوات طغاة العرب في الخليج الفارسي.
هذا نظام ذو ثلاثة رؤوس كما الحيوانات الخرافية!
babiker200@yahoo.ca