ذكرياتي مع العمدة اشهر مريض ايدز في السودان! فى نادى الهلال قدمنا اضخم ندوة توعيه عن مرض الايدز!

 


 

 

 

(سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم ) 

( رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولى )
( رب زدنى علما )
بمناسبه اليوم العالمي للإيدز اعود بذاكرتى للوراء حيث منتصف التسعينات دعانى الاستاذ / احمد البلال الطيب إلى مكتبه فى اخبار اليوم وهو صاحبها ورئيس مجلس إدارتها ورئيس تحريرها وقدم لى الراحل المقيم العمدة صافحته بحرارة كعادتى عند إستقبال الضيوف باعتباره ضيفا حل عندنا في الصحيفة وفاجأنى احمد البلال اخترتك باعتبارك من المبدعين في الحوارات الصحفيه لإجراء حوار مع السيد العمده مريض الايدز عن كيفية إصابته بالإيدز ؟ وكيف عاش حتى الآن ؟! وغيره من الاستفسارات هنا سرحت بعيدا وفكرت في اطفالى وفى الموقف الحرج الذي وضعنى فيه البلال وافقت من الذهول عندما قال لى البلال لا تخف العمده لن يعديك وضحكا سويا .
تذكرت أن الاعمار بيد الله وتوكلت على الحى الذى لا يموت وجلست مع العمده وأجريت حوارى التأريخى معه وعلمت منه أنه كان يعمل في الامارات في ( ابو ظبى ) وكان أيضا يمارس كرة القدم هناك وكان مريضاً بالمستشفى وهناك تم نقل الدم إليه هو ومعه تقريباً ست من المرضي بعضهم من باكستان وعن طريق الخطأ نقل لهم الدم الملوث بالإيدز ونجحت الامارات في إبعاده إلى السودان وفهمت منه صار حاملا للفيروس وأخذ يتعالج منه وافهمنى لا تتم العدوى الا بالممارسة الجنسية أو القبلات ولكن اكيد ليس بالمصافحة وتنفست الصعداء المهم نشرنا الحوار فى اخبار اليوم وفى صحيفة الدار وكان خبطة صحفيه نادرة فصار بعض مرضى الإيدز يتصلون بى عبر أهاليهم لامكنهم من لقاء العمدة وكانت إحدى الأمهات ابنها مريضا بالإيدز أصرت على أن أذهب معها إلى منزل العمده ببحرى .
صار العمدة واحدا من اشهر الاصدقاء وكان كثير التردد على في اخبار اليوم وفى ذات يوم اقترح على أن اصطحبه إلى الدكتور أحمد دوله في مكتبه بالبنك وإذا لم تخنى الذاكره كان يومها بنك جوبا ذهبنا سويا واستقبلنا الرجل بحفاوة بالغة ودار الحديث بيننا واقترح عليه العمده أن نقيم ندوه توعيه بنادى الهلال عن مرض الإيدز على طول وافق الرجل وقال لنا انا تحت امركم واتفقنا أن تكون الندوة بإشراف صحيفة الدار وافق وحدد لنا يوما لإقامة الندوة وعلى طول عدنا لصحيفة الدار ونشرنا الاعلان الخاص بالندوة في نادى الهلال .
وجاء اليوم الموعود وكان يوما مشهود جماهير غفيرة جاءت إلى النادى وعلى رأسهم دكتور احمد دوله وأيضا من بين الحضور الدهبايه كما يحلو لجماهير الهلال تسميته درة الملاعب السودانى كابتن مصطفى النقر الذى صافحنى بود ودود وسألنى اختفيت وين ؟
المهم قدمت العمده الذى تألق في هذه الندوه وكانت ندوة صحية توعويه الأولى من نوعها في السودان .
غطتها صحيفة الدار بكل اقتدار وابتكار واكسبت العمدة شهرة لا محدودة وعلمت منه أن اللواء الزبير محمد صالح وعده بإعداد مكتب مجهز له بكل الإمكانات لمكافحة الإيدز وان تخصص له سياره وميزانية منفصلة .
وذكر لى العمده بأنه سوف يقاضى الإماراتيين ويطالب بتعويضات كبيره وللاسف غادرت أنا السودان إلى أوربا وانقطعت اخبار صديقى العمده عنى لكن بعض الأصدقاء افهمونى بأنه وجد رعاية وعناية وطلب منه أن يمارس نشاطه التوعوي والتعبوى لمكافحة الإيدز وقد عاش عدة سنوات ثم مات .
ولفت نظرى بعض الأصدقاء الذين يعملون في مستشفى الشعب أن نظام الإنقاذ يخفى حقائق مرة عن تفشى مرض الإيدز في السودان ولديهم أعدادا كبيره في مستشفى الشعب من مرضى الإيدز واغلبهم من الجنود القادمين من جنوب السودان ونقلت الاخبار للاستاذ احمد البلال لكنه رفض أن ينشر هذا الكلام .
رحم الله العمده اشهر مريض ايدز في السودان بما قدم لوطنه وشعبه واشهد الله أنه كان كثيرا ما يأتي إلى فى اخبار اليوم ياتى من بحرى راجلا وليس لديه حق المواصلات وكنت أبكى فى صمت غفر الله له واسكنه فسيح جناته مع الصديقين و الصالحين وحسن اولئك رفيقا وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله .
بقلم الكاتب الصحفي
عثمان الطاهر المجمر طه
باريس

elmugamar11@hotmail.com

 

آراء