manjazzeer@yahoo.com
* أخشى أن يكون السيد (اركو مني مناوي) من المصابين أو من هواة (المازوكية) أو المازوشية السياسية)، فهو لا يستمتع بممارسة العمل السياسي إلا إذا تعرض للسخرية الشديدة والنقد الحاد كل يوم !
* والمازوكية هى نوع من اضطراب الشخصية المصحوب بسلوك هادم للذات، وحسب مراجع علم النفس، فإن الكلمة مأخوذة من اسم روائي نمساوي عاش في القرن التاسع عشر يدعى (ليوبولد فون ساشر مازوك)، وذلك لأن أبطال رواياته كانوا يستمتعون بالألم الجسدي والتعذيب، وهي تُنطق ماسوشية أو مازوشية أو مازوكية أو مازوخية، ولها نوعان:
* المازوكية الجنسية وهي أحد أشهر انحرافات السلوك الجنسي، ويقصد به التمتع بالألم عند استقباله من الآخر، بحيث أن صاحبها لا يصل لقمة اللذة الجنسية إلا بالضرب باليد أو بالسوط أو التقييد بالسلاسل وما شابهها، أو التعذيب النفسي مثل الكلام أو الإهانة أو التذليل ويمكن أن يصل لهذه المتعة حتى بتخيل أحد هذه الأمور. فهي شعور جنسي يتلذذ فيه المرء بالتعذيب الجسدي والإذلال النفسي الذين ينزلهما به محبوبه أي التلذذ بالاضطهاد. فالمازوشي، تكمن إثارته الجنسية في إيلام الطرف الآخر له عند حدوث علاقة جنسية وتختلف حدة هذا الألم من حالة إلى أخرى، ففي بعض الحالات المرضية لا يستمتع المازوشي إلا بدرجة بالغة من الألم قد تودي به إلى الموت!
* والمازوكية العامة أو المازوكية الأخلاقية: وفيها نجد أن الشخص المازوكي يقوم بأشياء (بوعي أو بدون وعي) تعرضه للفشل أو الضياع أو الإيذاء اللفظي أو البدني، وهو يكرر هذا السلوك ويجد متعة خفية في ذلك على الرغم من شكواه الظاهرية، ويستمر الشخص في هذا السلوك بشكل شبه قهري، مهما تعرض للمشاكل والمتاعب، ويعشق دور المقهور والمعذب!
* ولقد أضفت لهذين النوعين نوعاً ثالثاً خلال العهد البائد هو (المازوكية السياسية)، استوحيته من تصرفات قادة النظام البائد وتصريحاتهم الاستفزازية والغريبة التي تعرضهم للسخرية المستمرة مما جعلني أشك في انهم يتعمدون اطلاقها للبقاء تحت دائرة الضوء أطول فترة ممكنة، ولو كان في اطلاقها أذى لهم بما يشبه سلوك مرضى الاضطراب النفسي المعروف بالمازوكية، وكان من أشهرهم بالطبع (نافع علي نافع) الذي اشتهر بعبارة لحس الكوع، و(الفاتح عز الدين) بتاع (رب رب رب) والمخلوع نفسه الذي اشتهر بعبارة (تحت جزمتي) وغيرهم .. ولا ينتمي إليهم في رأيي صاحب عبارة نظرية الدفاع بالنظر و(الطيارة جات طافية أنوارها) الذي كان (عوير خلقة)، مما يبرئه من تهمة المازوكية!
* آخر تصريحات السيد (مناوي)، ولن تكون الأخيرة بالطبع، هو دفاعه الأخير عن مجلس الشركاء الانتهازي وانه ليس هنالك الآن حرية وتغيير بعد ان أصبحت الحاضنة السياسية هي مجلس الشركاء ..إلخ مما أثار عليه غضب الكثيرين من انصار الحرية والتغيير، وسخريتهم ونقدهم الحاد!
* ولقد ظل رئيس حركة تحرير السودان وعضو المجلس القيادي للجبهة الثورية منذ عودته الى الخرطوم بعد توقيع اتفاق السلام العبثي والاستضافة في الطراوة وفنادق الخمسة نجوم على حساب المواطن المسكين ، والذي لم يزر حتى هذه اللحظة معسكرات النازحين وأصحاب الوجعة بدارفور للتبشير بالسلام المزعوم، وذهب مشكوراً الى ولاية نهر النيل مبشراً به، وكتب على صفحته أنه قام بزيارة ولاية (وادي النيل) وأعجب باهراماتها وآثارها القديمة، ولا أدري إن كان الأمر اختلط عليه واعتقد أن نهر النيل أو (وادي النيل) إحدى ولايات مصر، (مع أن مصر ليست بها ولايات)، أم أنه لا يزال تحت تأثير الزيارات المتكررة التي قام بها الى مصر واللقاءات المتعددة مع كبار مسؤوليها قبل توقيع الاتفاق.. ما علينا !
* المهم .. ظل سيادته يطلق التصريحات الاستفزازية من حين لآخر رغم الانتقادات الحادة التي يتعرض لها من الشعب وأصحاب الرأي بسبب تلك التصريحات المستمرة والتي ليس لها من تفسير في رأيي المتواضع سوى أنه تعرض لعدوى المازوكية السياسية بدون ان تظهر عليه الاعراض خلال الفترة التي عمل فيها مع النظام البائد في وظيفة مساعد رئيس الجمهورية لبعض الوقت بعد التوقيع على (اتفاق ابوجا) المعروف بسلام دارفور في عام 2006 والذي لم يأت بأي سلام لدارفور أو أي مكان آخر، ولم يتمخض عن شيء سوى مشاركة مناوي في الحكم خلال العهد البائد، ولكن بدون طاقم الحراسة الذي يحيط به هذه الايام والمستوحى من عبقريات الرئيس الليبي السابق معمر القذافي الذي كان البعض ومنهم الرئيس الراحل السادات، يصفه بالجنون!
* غير ان الاعراض ظهرت عليه أخيراً في زمن مجلس الشركاء الانتهازي الذي تحكر فيه وباض وأصْفر (أصفَر مِن صُفارة، يعني زمَّر) ــ وهو مَثل يُضرب لمن تصفو له الدنيا ــ واصبح عاشقاً لإطلاق التصريحات الاستفزازية التي تؤلب عليه الرأي العام فيكيل له الهجوم العنيف والعبارات الساخرة التي تجعل أكبر (مازوكي) يهدئ اللعب ويجنح للسلم، إلا أن مناوي لا يزال يتمادى في تصريحاته مما يجعلني أرجح انه أخذ العدوى من نافع أو المخلوع شخصياً، وهي عدوى مزمنة لا يشبع صاحبها من الألم ولا يشفى منها ... وأسأل الله ألا أن يكون مصيره مثل مصير صاحبيه السابقين اللذين اخذ من احدهما العدوى، ويقيه ويقينا من شر مازوكيته السياسية .. وعبقريته القذافية!