بلا محاصصات بلا قرف

 


 

 


سلام يا .. وطن

*الجهد الكبير الذى بُذل فى اتفاقية سلام جوبا كان ذلك الجهد عبارة عن صناعة لمستقبل السودان و تصحيح لمسار السياسة السودانية بل و اكثر من ذلك هو خارطة طريق للحركة السياسية البائسة و التى أوصلت بلادنا من فشل الى فشل ، و بعد هذه المسيرة الطويلة من الفشل السياسى ساقتنا الحاجة الماسة الى البحث عن مخرج آمن من الأزمة عبر اتفاق سلام جوبا، غير أن اصابع الفشل التى كانت تمثل آفة تنخر في جسد السياسة السودانية بل وفي كل الاحزاب في بلادنا ، هاهي تعود اليوم من جديد في أشكال مختلفة ولوحات متباينة تصب كلها في خانة أن لاجديد في المشهد السياسي ، فالقدامى من الذين تسيدوا الفترة الإنتقالية ، يلتقون بأعلى صور التماهي مع القادمين الذين تركوا السلاح جانباً ولكن الذهنية الحربية والكيزانية مازالت تسيطر على الدكتور جبريل ابراهيم وبعضاً من قبيله ، الأمر الذي يجعل العملية السلمية شائهة ببعض الأطراف التي لم تتمكن من الإنعتاق من إسارها القديم للأسف الشديد .

* واليوم يظل الشعب السوداني في إنتظار الحل الذي يخرجه من هذه المتاهة المعتمة ، الى فضاءآت الحرية والسلام والعدالة ، ولكل مارفعته الثورة الماجدة من هذه الشعارات الخالدة ، فإن أطراف العملية السلمية من الذين يسارعون الخطى للحاق بها ، نجد أن خميرة العكننة التي تأتي من هنا وهناك وهنالك تقف عقبة كؤوداً أمام المسيرة التي تنشد الحل ، فمابين المطامع والمطامح تطل المحاصصة برأسها ونخشى أن تشوِّه وجه إتفاق سلام جوبا المنير ، فإن عقلية الساسة الذين أدمنوا الفهلوة والسرقة بكل وسيلة لاتحمل هذا الإسم في قاموس اللغة ، فإنهم موجودون في أسلاخنا ، ولكننا نؤكد لهم إن التاريخ لايعيد نفسه وإن أعادها فليس بنفس الوضع الأول ، فالذين يريدون لثورتنا أن تتراجع لمرابع بائسة حتى تقع في أيدي أقوام إحترفوا السمسرة والبيع والشراء في أقدار شعبنا الصابر سلاحهم كان المحاصصة والمداهنة والأكاذيب حتى تبوأنا موقعا متقدماً في مصاف الدول الفاشلة ، نقول لهم : ماحدث سلفاً يمثل آخر دروب الآلام ، شئتم أو أبيتم.
*أما أصحابنا الذين لم تُعرف لهم مهنة الا في رحاب ساس يسوس فسيشهد عليهم شعبنا بأنهم عاشوا عليه ولم يعيشوا له ، وإنضمت اليهم فقاقيع بشرية لم يعرفها الشارع السياسي إلا في جوبا فحسبوا أنفسهم دهاقنة التفاوض وعلماء الحوار ، فبعد أن أكلوا في المائدة البريطانية وحازوا على الجوازات جاؤوا الينا وكأنهم الحل المرسل من الغرب فلاهم إحتفظوا بغربهم الأم ولا إستطاعوا التعايش مع غربهم اللقيط ،وأكثر من ذلك يريدون أن يحكموا بعجزهم وإنهزامهم فلهم مسغبتهم الوطنية ولنا وطننا العملاق الذي نرجو ان لايتقدمه الأقزام .. ولاحقا سنكشف عن هؤلاء الأقزام وقبلها نقول : بلا محاصصات بلاقرف.. وسلام يااااااااوطن.
سلام يا
الذين يشعلون فتيل الفتنة ضد الدكتور عمر القراي مدير المركز القومي للمناهج هم الأكثر جهلاً والأقل حياءاًمن الفرار والأسرع الى الفتنة .. وبيننا وبينهم نور الحق .. وسلام ياقراي..
الجريدة الأربعاء 6يناير 2020

haideraty2@gmail.com

 

آراء