ورقة امتحان في كلية هندسة بألمانيا تثير حفيظة المسلمين !! ما أحوجنا للوئام بين الأديان
امتحان إحصاء يطرح سؤال عن التطرف:
شهدت مدينتنا كونستانس، حاضرة الجنوب الألماني، وكما أحبُّ أن أصفها دائما بدرة الجنوب أو بالمدينة التي ترقد على بحيرتها كالهمزة على سطرها، زوبعة كبيرة وأسفا ملموسا لا سيما في أوساط الطلاب المسلمين نرجئ سببه لامتحان غريب وعجيب طُرح في إحدى كلياتها التقنية العليا. تعيش وسائل التواصل الاجتماعي من جهة أخرى بسبب هذه الفضيحة بنفس القدر توترًا أو شيئاً كالزوبعة كان سببها بروفسير في كلية الهندسة وقد تحمل هذا الأخير في تصريح علني كامل المسؤولية في أنه أدخل في امتحان الإحصاء سؤالًا (عنصريًا) يطرح فيه احتماليات التطرف في المساجد بألمانيا. في تلك الليلة التي لم تعرف سكونًا أو هدنة، وصلت إليّ رسائل عديدة من الأصدقاء ومن بعض الجمعيات التي تعمل بنشاط ودأب ضد التطرف والعنصرية مناشدة وطالبة مني أن أفعل شيئا أو أحرك ساكنًا ليصل الأمر إلى الجهات المختصة ذلك لأنني أعيش بين أحضان هذه المدينة منذ فترة طويلة بالإضافة إلى أنني عضو في برلمانها. وعلى صعيد آخر اتصلت عليّ ولنفس العلّة صحيفة سودكورير الألمانية المعروفة في جنوب ألمانيا سائلة إياي تصريحا عن الموقف. وهانذا يا سادتي أكتب لكم في عجالة هذا المقال ما بدر لي من منطق وإجابات في هذا الشأن، وجاء ردّي عليهم كما يلي:
"أنا يا سادتي بصفتي نائب برلماني ومسلم أقول إن ما حدث في هذه الكلية أمر مزعج ومقلق وقد مسّ شعور المسلمين في المدينة وحقيقة أزعجني وأقلقني أنا شخصيًا. ليس لأنني أشعر بالتمييز والعنصرية فقط بسبب امتحان تطرق بصورة غير لائقة أو لنقل عنصرية لقضية التطرف في المساجد الألمانية. إنني لا أدع نفسي عرضة لسهام العنصرية أن تصيبني وتنهل من روحي ودمي على هذا المستوى. وكما نقول دائما: ربّ ضارة نافعة، فلقد وجدت أن هذه الحادثة قد رجتني شخصيًا وايقظتني من سِنة وعكست في نفسي بنفس القدر قلقًا تجاه مجتمعنا الذي نعيش فيه. نعم، لا أحد ينكر أن هناك تطرفًا بالمساجد الألمانية. وعلينا جميعًا وخاصة نحن المسلمون أن نكون حذرين وأن نتصدى للأفكار التي تنادي بالتطرف والفرقة بين الجماعات وأيضا تلك التي تنادي بنبذ وبمحاربة كل إنسان يعتنق عقيدة أخرى وبنفس القدر يجب علينا أن نتدخل وأن نمنع الإساءة لعقيدتنا السمحاء. "
ما شأن موضوع كهذا في امتحان احصاء بكلية هندسة؟
وأردفت في هذا التصريح معقبًا: أن السؤال المركزي في هذه القضية والذي يفرض نفسه علينا هنا هو الآتي: ما شأن موضوع كهذا في امتحان إحصاء بكلية الهندسة؟ ولماذا يطرح أستاذ أكاديمي، وهو يعتبر قدوة ونموذج فكري لكثير من الطلاب والطالبات، هذه المسألة بالذات؟ لا يمكنني هاهنا يا سادتي إلا التكهن حول الدافع الأساسي لهذا الأستاذ الجامعي والباعث الذي زجّ به في هذه الزاوية. ومع ذلك فإن هذه الحادثة تشير بطريقة مقلقة إلى مشكلة خطيرة وحساسة للغاية: خطابنا الاجتماعي. كيف وصلنا إلى هذه النقطة التي تتربع منذ زمن طويل أوساط نقاشاتنا السياسة ومن ثمّ كيف وجدت طريقها إلى ورقة امتحان؟ نعم، وببساطة، إنه سؤال على قطعة من ورق ويأتي خارج سياق الهندسة تماما. والقضية الهامة هاهنا أننا وكل يوم نواجه بعضنا البعض الصمت ونرفع سبابتنا كل منّا تجاه الآخر في استياء. ومن حيث المبدأ معلوم أن هذه الحادثة ليست منعزلة تماما عما يحدث في المجتمعات التي نعيش فيها، فمن الواضح أننا وصلنا إلى نقطة نتجنب فيها منتديات المناقشة المباشرة وسلكنا دربًا آخرًا، هو أن نشارك بأفكارنا بشكل مجهول عبر الإنترنت أو نتواصل بطرائق تجعل الحوار مستحيلاً.
إما فيما يتعلق بورقة الامتحان فنحن نعلم يا سادتي كل العلم أن كل طالب من الممتحنين سوف يقوم بتسليم ورقة الامتحان فور الانتهاء ثم تصحح هذه الأخيرة وربما تودع في أرشيف الامتحانات بعد أن تصحح، أو ربما يتم التخلص منها في الفور، بعد إعلان الدرجات. لكن يا سادتي ستبقى الأفكار التي تضمنتها حول التطرف في المساجد ماثلة وباقية تبث بسمها في النفوس. وأغلب الظن تنطبع هذه الصورة (التطرف في المساجد) في دخيلة كل طالب شارك في هذا الامتحان بطبيعة الحال بصورة غير حسيّة، أو لنقل منطوية في عقله الباطن؛ وذلك يفرض أن كل طالب عليه بأن يتحمل مخاوفه وأحاسيسه الجياشة بعدم الأمن والطمأنينة بداخله على شاكلة كل نفس بما كسبت رهينة. ومما لا يدع مجالًا للشك أن مسألة إحصاء مثل هذه ستثير مخاوف عدّة لأسباب معلومة لدى الجميع، وحتى في نفوس معتنقيّ الديانة الإسلامية أنفسهم، لا سيما على ضوء أحداث العام الماضي: اعتداءات فيينا ونيس، ومقتل صمويل باتي. ولا تزال تحزنني في نفس الوقت كل الحوادث البشعة التي ارتكبت ورحل فيها أبرياء لأنها كلها جرائم ضد الإنسانية. للأسف لقد تلاشى في الآونة الأخيرة الحديث عنها، وهو أمر مهم للغاية، في فيضانات جائحة كورونا التي ألمت بالعالم أجمع ولم تترك له نفسًا يصعد أو ينزل، وحدث ولا حرج. للأسف تعذر علينا في خضم هذه الأحداث العالمية والمستجدات الآنية الدخول في خطاب متبادل بين الديانات والثقافات بسبب كورونا ونسبة لحالة الاكتئاب الحاد التي دخلت فيها قلوب وبيوت البشر والعالم أجمع على حد سواء. فضلا عن أسباب التباعد الاجتماعي، لذلك لم يكن من الممكن التعامل مع كل هذه الصدمات والكوارث اللاإنسانية بالطريقة المثلى التي كان ينبغي أن تعالج بها، عبر النقاشات العامة، عبر الاتصال المباشر بعضنا البعض، من خلال المشاركات والتظاهرات الاجتماعية، الخ. للأسف تنطوي الكثير من القيم منها التعلمية، ومن ثمّ إعادة التقييم والخطاب السياسي المتبادل في بئر هذا التباعد الاجتماعي الذي قسمنا إلى فريقين، مع إننا نبض واحد وروح واحدة وإن لم نكن فلابد أن نرجع البصر لنرى هل من فطور ولنرجعه كرتين إن استطعنا لنرى مدى النقصان والتقصير من جانبنا نحن. ولنعمل من أجل السلام العالمي ومن أجل إنسانية يحتاجها كل فرد منا في أي بقعة من بقاع هذه الأرض المائرة.
خلاصة اختبار الإحصاء:
إن خلاصة ما يخرج به المرء منا من اختبار الإحصاء المذكور اعلاه، ما هو إلا نتاج نهائي للمخاوف التي نحملها بدواخلنا، كل تجاه الآخر، والتي تحملها أسارينا في صناديق مغلقة كصندوق أسود لطائرة تصدعت. نرى أن تلك المشاعر لم تجد إلى الآن منفذًا أو ربما العلاج الناجع لها أو لنقل بالأحرى لم تتلاشَ. وقد نجد هناك أيضًا أسبابا أخرى تتمخض في عدم الرضا السياسي والمطالبة المفرطة بالتعبير عن هذه الأشياء في حديث مفتوح. ويجب أن نعلم أنه بالتبادل يمكن للمجتمعات أن تجدد نفسها وتستعيد نضارها وحيويتها وتبعث في نفسها الأمل والتفاؤل مجددا. نعم، بالتبادل والنظرة الإنسانية للآخر، دون رفضه أو اقصائه من كل مجالات الحياة. فلكل فرد منّا الحق في حياة كريمة واحترام شخصه وانتمائه وعقيدته دون أدنى تمييز أو تفرقة من قبل الآخرين.
وبالنسبة لي كنائب، تعكس هذه الحادثة إشارة مهمة بأننا، نحتاج إلى المزيد من المناقشات الموجهة بيننا، كما نحن بحاجة إلى منتديات يمكننا في صحنها التعامل مع مخاوفنا وعدم رضانا بدعم من آخرين. أيضًا نحن بحاجة إلى أماكن يمكننا فيها طرح مواضيع حساسة على الطاولة - وبهذا لا أعني طاولات اللغو بالمقاهي! وأنا أدعو من هذا المنبر كل حكيمة وحكيم وحادبة وحادب على قضية حوار الأديان والتقاء الثقافات على الأصعدة الخاصة أو العامة إلى توفير مساحة ومتسع للقاءات والتعاطف والنقد وخاصة المحادثات المفتوحة المحترمة بين طبقات وأشخاص هذه المجتمع، وأرجو وأكرر قائلًا: من فضلكم، دعونا نعود إلى شيء نحتاجه أكثر من أي وقت مضى في هذه الآونة: الانفتاح على الآخر.
رأي صديق مستشرق:
عندما نشر المقال سارعت بإرساله لصديق لي وكانت ردود فعله كالآتي: "تخيل إنه وفي نفس المؤسسة التعليمية أن يُطرح امتحانا يحتوي على سبيل المثال قضية "إساءة المعاملة من قبل المسؤولين الكاثوليك" ومن ثمّ يتم تقديمه في معتكف ثم يُسأل من الناحية الإحصائية عن عدد الكاثوليك المتحرشين بالأطفال ... عندها ستكون الصرخة العامة عظيمة!"
ويسترسل قائلا: "لسوء الحظ يمكنني بالفعل أن أتخيل رد الفعل النموذجي لبعض المتطرفين (من الألمان) حينما ينتقدون الفعل قائلين: "الآن لا يملك الفرد منّا حتى حرية الرأي والتحدث عن حقيقة وجود متطرفين مسلمين أو إسلاميين!" وهذه هي الطريقة التي يتفاعل بها البعض في الجدل اليومي لتشتيت الانتباه عن الموضوع الفعلي. إنه أمر سيء، إذ تسمم هذه الطريقة إطار النقاش العام الجاد خالقة بذلك صورا لعدو نمطي (استريوتيب) ينتمي لديانة أخرى."
وقبيل النهاية قائلا: يمكنني أيضًا أن أتخيل أن المحاضرين الآخرين في إدارة الأعمال بهذه الكلية سينتقدون المسألة والامتحان من وجهة نظر فنية، لأنه لا يبدو أنها تحتوي على أي معلومات إحصائية موثوقة.
وآخره يقول: لسوء الحظ، فإن الإسلاموفوبيا منتشرة في العالم ومن الصعب إقناع الناس بالتجربة البسيطة المتمثلة في وجود أشخاص صالحين وأيضا مدمرين على حد سواء في أي مجموعة من المجموعات أيّا كانت.
روجيه جارودي ومشروعه حوار الحضارات:
إن حوار الحضارات موضوع معروف منذ فترة ليست بالقصيرة، وجاءت من بعدها اطروحات معاكسة نعلمها، تقلدها بعض المتطرفين مفادها صراع الحضارات. لكن دعوني أن أذكر أن قضية حوار الحضارة أو فكرتها من الأساس نشأت أولا عندما تكلم عنها المفكر الفرنسي روجيه جارودي عبر نظريته الرائدة ومشروعه الجليل للجمع بين الحضارات والثقافات المختلفة على أساس أرضية مشتركة للتفاهم على مستوى شعوب الأرض وسماه حينئذ "حوار الحضارات". وطُرحت نظرية حوار الحضارات في تسعينيات القرن المنصرم في صحن الأمم المتحدة خلال كلمة ألقيت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قدمت فيها فكرة حوار الثقافات من أجل التفاهم بغية دحض التصادم. وبالفعل تم انشاء العديد من المؤتمرات، الورش، الجمعيات والمؤسسات التي تدعو لترسيخ هذه المفاهيم، وتوطيد سياسة الحوار والتفاهم والتعايش السلمي. ونشأت في صحن هذه المؤسسات فكرة الدعوة إلى تنمية الحوار بين العالم الإسلامي والغرب حتى تنشأ منتديات على أوسع نطاق تجعل من التبادل المعرفي والثقافي شيئًا ممكنًا وبطبيعة الحال ترسيخ مفاهيم التفاهم والتعايش السلمي بين الأمم، كما يعتبر الحوار الحضاري وسيلة أساسية لتجنب الصراعات.
وربما تبدو الفكرة من أول وهلة يوتوبية، فاضلة أو نظرية أي بعيدة تماما عن أرض الواقع، لكن مضمونها وفحواها الذي بدأه المفكر روجيه جارودي بدون أدنى شك واقعي وجاد إذ يتمحور في إطار التفاعل والتشاور الثقافي بين الأمم، والقدرة على التكيف مع الأفكار المخالفة والتعامل مع جميع الأفكار والآراء ووجهات النظر دينية، ثقافية أم سياسية. ولهذه الأطر أهداف عدّه تسير في نهج الحوار الحضاري، منها التعارف والتواصل والتفاعل والاحتكاك الحضاري.
ضرورة تعزيز ثقافة السلام بين الأمم:
ونحن نرى وبالرغم من كل ما أصاب العالم من أضرار مادية ونفسية بسبب جائحة كورونا ضرورة قصوى في تعزيز ثقافة السلام بين الأمم ولا سيما بين العالم العربي والإسلامي والغرب ومن ثمّ تفعيل الحوار بين الحضارات، ونشر قيم الاعتدال والتسامح والاحترام المتبادل، ونبذ التطرف والكراهية والعنف بصوره وأشكاله كافة، وهنا يجب علينا إيقاف أي صوت ينادي بالكراهية من منابرنا التي امتلأت بهؤلاء وأولئك. يجب أن نسد على أئمة البغضاء صوت الميكرفون ونغلق عليهم القنوات والمنابر الرقمية على وسائل التواصل الاجتماعي التي يبثون من عليها سمومهم التي أوصلتنا إلى نشأة دولة داعشية في عقر ديارنا، نرى، نسمع ونعقل لكن لم نحرك ساكنا ولنسأل أنفسنا عما جرى للوطن العربي والإسلامي من جراء هذا التطرف وهذه الكراهية؟ في النهاية انتظرنا الخلاص من الغرب والقضية شائكة والصراع مع هؤلاء لم ينته بعد. فلنعد يا سادتي إلى طاولات النقاش مجددًا.
يشهد هذا الشهر الثاني من العام أسبوع الوئام بين الأديان، وهذا لمحة في نفق مظلم ولفتة بارعة في يوميات كورونا القاتلة. ونحن نعتبره بالذات في هذه الحقبة يا سادتي حاجة إنسانية ماسة وقضية فكرية ملحة في زمن طغت عليه سمات الإرهاب والعنصرية. بل إنه ضرورة قصوى في هذا الظرف الذي طغت عليه سمات التشدد والتطرف من ناحية والعنصرية من ناحية أخرى. وكما تابعنا العام المنصرم الأحداث التي عاشها العالم بعد مقتل جورج فلويد وحالة الدمار والتدمير الفكري الذي خلقته حكومة الرئيس رقم ٤٥، لذلك ربما يتبدى الحديث عن أسبوع عالمي للوئام بين الأديان ضربا من الترف أو حدثا بلا جدوى أو مضمون، لكن نقول لمن يصاحبه التشاؤم في هذه الفكرة بأنها أولى حلول التوتر في العالم لذلك فإن تجديد المناسبة مهم، والحاجة الملحة الراهنة على تأكيد الوئام بين الأديان أيضا، إيمانا بأن كل ما يسود العالم من آلام وأحداث مأسوية لا يغيّر من المبدأ القائم على أن تعدد الأديان هو جوهر الثقافة الإنسانية على الإطلاق.
خاتمة: ما أحوجنا للوئام بين الديانات.
نحن نتشارك بعضنا البعض - شرقا وغربًا، شمالًا وجنوبا – في وحدة المصير ولذلك نحن بحاجة ماسة إلى دعم بعضنا البعض حتى نعيش في سلام ووئام ومحبة مستدامة. ولا يفوت على أحد منّا أن عالمنا يعاني في كل لمحة ونفس من اشتداد التوتر ونشوب الصراعات واشتداد موجات التعصب وتفاقم الحروب التي جعلت البشر يهيمون في أراضي الله الواسعة بحثًا عن الأمن والأمان لهم ولأسرهم التي شردتها وهلكتها تلك الحروب. نرى تزايد عدد اللاجئين والغارقين والهاربين والمسجونين والمشردين في كل بقعة من بقاع العالم ومعها لا تفتأ أن تتكاثف رسائل البغضاء والكراهية بين الناس ونلاحظ ارتفاع نسبة الأحزاب اليمينية في كل أنحاء العالم وكل يقول نفسي وعليَّ وعلى أعدائي.
وكل هذه المؤشرات والأسباب تؤكد الحاجة الماسة إلى التوجه الروحي أكثر من أيّ وقت مضى، لذلك علينا أن نضاعف من جهودنا ودأبنا حتى نتمكن من نشر رسائل السلام والمحبة على الإنسانية جمعاً وتلك رسالة هامة ينبغي لكل الديانات والقائمين على أمرها والمعتنقين لها أن تتشاركها، وهذا هو السبب الذي جعل منظمة الأمم المتحدة تحتفل بأسبوع الوئام بين الأديان، في سبيل تنمية مستدامة وحياة سلمية واعدة على سطح هذه المستديرة. فما أحوجنا للسلام والوئام بيننا أكثر من أي وقت آخر.
فسلام على الدنيا وعلى الدنيا السلام.
(٭نقلًا عن المدائن بوست دوت كوم)
Mohamed@Badawi.de