المشروع و الممنوع في المشهد السياسي

 


 

 


سلام يا وطن

*من المشروع جدا أن تكون الوظيفة العامة غير مقتصرة على الموظف العام الذى بدوره يكون مملوكا للعامة والنخبة والبين بين، وعندما قلنا قبل تشكيل الحكومة والان نعيدها قبل تشكيل الولاة أنه لا بد من تقديم السيرة الذاتية للمرشحين و مؤهلاتهم كي يعرفهم الناس و يبدون رأيهم فيهم ثم يجلسون على هذه الكراسي تحت رقابة الشعب ، فأن النهج الذى اتبعته الانقاذ - لا اعاد الله نهجها و ذكرها – عندما كانت تعيِّن حكوماتها فأنها أتت بهم من كل الاصقاع وهم بلا قيمة ولا دراية بشؤون الحكم ونخشى أننا اليوم نسير على ذات الخطى بلا برنامج ولا فلسفة حكم و لا مذهبية رشيدة صالحة لتحقيق احلام وامال الثورة المجيدة ، فأن يكون للحكومة برنامج واضح تعمل على تحقيقه فهذا يدخل في باب المشروع والذى يصل الى حد القداسة فأن حكومة الدكتور حمدوك الاولى قد اذاقتنا الامرين وأننا نأمل أن تتدارك اسباب الفشل الاولى و تحيلها الى نجاح في الحكومة الحالية ولكن نسأل هل الحكومة بالشكل الذى أعلنه بها السيد حمدوك والوزراء الذين جلسوا على هذه الكراسي هل هم في مستوى مطلوبات الثورة و تحديات المرحلة ؟! نترك لكم الاجابة ولهم ايضاً ، إن كان هذا يدخل في باب المشروع أو الممنوع.

*ما نود أن نكون من البكائين ولاطمي الخدود والذين يشقون الجيوب ولا من الذين تضيع فكرتهم عند المكايد فإن الثورة التى صنعناها ستظل تمد النفوس والعقول بأن نكون جميعا فوق مستوى الفشل فالناس اليوم تصبر على الجوع والفقر والمسغبة ونتحسر عندما ننظر الى انفسنا ونحن في ذيل القافلة البشرية نصارع صراعا مستميتا من اجل قفة الملاح التى تجاوزتها البشرية منذ امد بعيد ، وبلادنا بما حباها الله به من خيرات الارض الظاهرة والباطنة تجعلنا من الدول المؤهلة تماما أن نكون قبلة الانسانية من حيث المقدرة الفائقة في توفير حاجة الانسان الحياتية،ولكن عندما نرى مسيرة القوى السياسية وهى قد ولدت ميتة او في احسن احوالها جنين لم يكتمل فأننا نجتر الالام اجتراراً ونحث هذه القوى السياسية التى لم تقدم برنامجاً سياسياً او اقتصادياً او اجتماعياً يواجه الازمة السودانية في أصولها ويبتدع لها الحلول وهذا مالم يحدث عبر تاريخنا السياسي للأسف الشديد . ويُعد من الممنوع في المشهد السياسي .
*وهذا الشعب الصابر عندما التف عقب الثورة حول قيادة الدكتور حمدوك والذى نال التفافا شعبيا لم يتيسر لسابقيه من الحكام ولكن نجد ان الرجل لم يستطع استثمار هذا التفويض العفوي والذى يؤهله للخروج بنا من عنق الزجاجة الرهيب ، فهل كان التفويض في غير مكانه أم اننا استرسلنا في الاحلام بصورة لم تجد ما يطابقها في الواقع ؟! وواقعنا السياسي وضح تماما أنه لا يحتاج لمن يحكم بقدر حاجته لكيف يحكم هذا البلد الكظيم؟! اردنا لهذا المقال أن نفكر سويا فإن كل صباحٍ جديد يتفتح عن مزيدا من الازمات التى تقعد ببلادنا و توقف نموها و تطورها !! وقديما كنا نلوم الانقاذ فمن عسانا نلوم اليوم ؟!..سلام ياااااااوطن .
سلام يا
كل التهاني نرفعها للدكتور زاهر بخيت الفكي وهو يناقش اطروحته في العلاقات الدولية والتى بذل فيها جهودا كبيرة وكانت تحت عنوان( اثر المتغيرات الدولية على العلاقات السودانية الليبية) و حصل فيها على درجة الدكتوراة من جامعة النيلين ، ونتمنى له مزيداً من التقدم وهو الشاعر الفنان والكاتب المبدع الذي أطربتنا كلماته دوماً وأضاءت دروبنا رؤاه ..وسلام يا..
الجريدة الاربعاء 17/2/2021

 

آراء