هل انتصر سفّاح العيلفون !!
د. مرتضى الغالي
28 June, 2021
28 June, 2021
لن ينتج الحصاد إلا هشيماً عندما تغيب إرادة الدولة ومؤسساتها وتتلكأ الهمّة وتتشتت المهام وتسود العشوائية وتصبح الدولة كتاجر التوابل (مضروب الزهايمر) الذي ينسي كل مرة أين وضع المُغرافة وأين (طشت الكمون)..! وهكذا الحال في غياب التنسيق والأولويات بين مؤسسات الدولة والوزارات والنيابة العامة والقضاء ووحدات الشرطة..إلخ، ولكن لماذا نقول ذلك الآن..؟! نستأذن بالقول بكل أسف أنه ونتيجة هذه (الجنكبة) فقد انتصر علينا سفّاح العيلفون المُتهم رسمياً بمسؤوليته عن المجزرة..!! نعم المتهم الرئيسي عن قتل أطفالنا بالرصاص من وراء ظهرهم لا يزال يمثل السودان في الجامعة العربية، غضب من غضب وتأفف من تأفف..!! نعم لقد كسب الرجل الجولة وهو يعد ذلك انتصاراً (ولكن أي نوع من الانتصار)..؟! إنه يرى أن (كلمته مشت) على الدولة والثورة وظل في موقعه ممثلاً للسودان، وكان قد قال من باب التبجّح والاستهزاء أنه سيتم دورته، ولن يترشح مرة أخرى..! والخلاصة: إذا ذهب أي وزير أو مسؤول سوداني الآن للجامعة العربية لبحث أي شأن اقتصادي فهو مُرغمٌ لطلب مقابلة مع كمال حسن علي “مساعد الأمين العام للشؤون الاقتصادية” وحينها ربما قابله (زول مذبحة العيلفون) أو ربما اعتذر عن المقابلة (لمشغولياته)…!
طبعاً جماعتنا سيرددون (حيلة العاجز) ويقولون لك: “هذا منصب إقليمي وسننظر في الأمر”. ولكن كل وثائق السودان وتاريخ التعيين وخطابات الاعتماد وتقارير (الغازيتة الرسمية) تؤكد أنَّ هذا الشخص تم تعيينه من حكومة السودان، وأنَّ المنصب هو (حصة السودان) في مناصب الجامعة العربية، وهذا المليشياوي لم يتقدم للمنصب (من منازلهم) بسيرته الذاتية المنقّحة وكفاءته في الاقتصاد..!! وحتى لو عيّنته الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ألا يملك السودان أن يطلب من (الإنتربول) تسليم شخص تحت طائلة اتهام جنائي في دولته بجريمة قتل أكثر من مائة تلميذ في سابقة قلّ نظيرها في الوحشية من حيث إبادة تلاميذ صغار لمجرد خروجهم بسلام من معسكر قسري بغير إبداء أي نوع من المواجهة أو العنف، بل منحوا المعسكر ظهورهم، وكانوا حسب أحلامهم الصغيرة يريدون فقط قضاء ليلة العيد مع أمهاتهم ولم يكن يدور في مخيلتهم أنَّ (آباءهم) مليشيات المعسكر سيطلقون عليهم النار من وراء ظهورهم ويبيدونهم بالعشرات، واحداً تلو الأخر..!!
كل ما فتحنا هذا الأمر يقول لك مسؤولون بأن القبض على المتهم (قاب قوسين) وأن الموضوع (ماشي كويس) وسيُحسم خلال ساعات، واتركوا الحديث عنه في الإعلام..!! وها قد مرّت الأيام (كالخيال أحلام) وانتصر هذا المتهم بجرمه الشنيع وبقى في منصبه ممثلاً للسودان في الجامعة العربية رغم أنف الدولة والثورة والشعب وأمهات وآباء الصبيان القتلى، واستطاع أن (يمشّي كلمته)، فقد أعلن أنه لابد أن يتم دورته في المنصب، وقد كان..!! وإذا كان السودان يخاف من غضب الجامعة العربية هل كان صعباً عليه أن يطلب فقط استبدال موظف بموظف لمنصب خاص بها..؟ّ! هل حاولنا مجرد محاولة..؟! وإذا تركنا (مشاعر) دولتنا السودانية جانباً، كيف طاب للجامعة العربية أن تحتضن في هيئتها شخصاً أعلنت سلطات دولته عضو الجامعة أنه متهم جنائياً في مذبحة مروّعة بسبق الإصرار والترصّد..؟!
وأخيراً؛ نحن قلنا إن هذا الإخونجي المعروف للدولة والجامعة والذي سجل وظيفته المليشياوية في سيرته الذاتية بموقع الجامعة قد انتصر وبقى في المنصب، وقد يبدو سعيداً بهذا الانتصار من غير أدنى شعور بالذنب أو وخز الضمير، فهل انتصر حقاً..؟ وبأي معايير الانتصار، نسأله الله السلامة…!!
طبعاً جماعتنا سيرددون (حيلة العاجز) ويقولون لك: “هذا منصب إقليمي وسننظر في الأمر”. ولكن كل وثائق السودان وتاريخ التعيين وخطابات الاعتماد وتقارير (الغازيتة الرسمية) تؤكد أنَّ هذا الشخص تم تعيينه من حكومة السودان، وأنَّ المنصب هو (حصة السودان) في مناصب الجامعة العربية، وهذا المليشياوي لم يتقدم للمنصب (من منازلهم) بسيرته الذاتية المنقّحة وكفاءته في الاقتصاد..!! وحتى لو عيّنته الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ألا يملك السودان أن يطلب من (الإنتربول) تسليم شخص تحت طائلة اتهام جنائي في دولته بجريمة قتل أكثر من مائة تلميذ في سابقة قلّ نظيرها في الوحشية من حيث إبادة تلاميذ صغار لمجرد خروجهم بسلام من معسكر قسري بغير إبداء أي نوع من المواجهة أو العنف، بل منحوا المعسكر ظهورهم، وكانوا حسب أحلامهم الصغيرة يريدون فقط قضاء ليلة العيد مع أمهاتهم ولم يكن يدور في مخيلتهم أنَّ (آباءهم) مليشيات المعسكر سيطلقون عليهم النار من وراء ظهورهم ويبيدونهم بالعشرات، واحداً تلو الأخر..!!
كل ما فتحنا هذا الأمر يقول لك مسؤولون بأن القبض على المتهم (قاب قوسين) وأن الموضوع (ماشي كويس) وسيُحسم خلال ساعات، واتركوا الحديث عنه في الإعلام..!! وها قد مرّت الأيام (كالخيال أحلام) وانتصر هذا المتهم بجرمه الشنيع وبقى في منصبه ممثلاً للسودان في الجامعة العربية رغم أنف الدولة والثورة والشعب وأمهات وآباء الصبيان القتلى، واستطاع أن (يمشّي كلمته)، فقد أعلن أنه لابد أن يتم دورته في المنصب، وقد كان..!! وإذا كان السودان يخاف من غضب الجامعة العربية هل كان صعباً عليه أن يطلب فقط استبدال موظف بموظف لمنصب خاص بها..؟ّ! هل حاولنا مجرد محاولة..؟! وإذا تركنا (مشاعر) دولتنا السودانية جانباً، كيف طاب للجامعة العربية أن تحتضن في هيئتها شخصاً أعلنت سلطات دولته عضو الجامعة أنه متهم جنائياً في مذبحة مروّعة بسبق الإصرار والترصّد..؟!
وأخيراً؛ نحن قلنا إن هذا الإخونجي المعروف للدولة والجامعة والذي سجل وظيفته المليشياوية في سيرته الذاتية بموقع الجامعة قد انتصر وبقى في المنصب، وقد يبدو سعيداً بهذا الانتصار من غير أدنى شعور بالذنب أو وخز الضمير، فهل انتصر حقاً..؟ وبأي معايير الانتصار، نسأله الله السلامة…!!